الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

وماذا بعد يا خليج؟!!!!

كلما هممتُ بإنهاء عمل أدبي خاص بي ، ظل فترة طويلة معلقا في أدراج جهازي، دون حراك إلا بالتأتاة الكسولة فيه ، والنقر على حواف الفكرة ، لأن التفكير في أمور أُخرى يشغلني ويُرهقني جدا،

المشكلة أنني لا استطيع أن أبعد عقلي عن التفكير في أمور ، يتعجب البعض لما أنا مُصرة على الخوض فيها ؟! ولما لا ألتفت لكتاباتي الأدبية الخاصة؟! وأول المأُنبين لي (أخواتي) ، وحقا لا ادري لما بعض الأفكار تُسيطرُ علي دون غيرها؟! وهل يعني ذلك أنني لن أنجز شيئا خاصا بي ما دمتُ أهمل كتاباتي الخاصة من أجل السعي وراء نقاشات يراى البعض ان لها أهلها؟!

لا أدري من هُم أهلها ؟! ما أعلمه ومقتنعة به ، انني ماضية مع الركب، وأنني أكره الإنقياد ، ولأجل أن أحث الخطى خلف فكرة أو مبدأ ما ، فلابد أن أكون مُقتنعة به داخليا، وإلا سأكون (مجرد ) تابعة ، ومُرددة لغوغائية فكر أعمى لا يبصر كثيرا مما حوله من ظلمة .
نعم، قد لا أكون أهلا لتلك المنقاشات التي أصر على الخوض فيها، ولكني أؤمن بشدة أنني محسوبة على الجماعة التي انتمي إليها ، مهما كان توجهها ، وأؤمن بالمقابل أن لدي فكر حر ، لا يستثني حريته إلا (حين تقف عند حرية الآخرين )

فكرتُ كثيرا ، ما سر الغباء المسيطر على بعض العقول (الخليجية على وجهه التحديد) وإعذروني لكلامي ذاك، ولكنها الحقيقة التي ربما يلاحظها أغلبكم ، فالخليجي لا هم له سوى ان يعترض على (تحريم الخمرة ، وتحديد ممارسة الجنس إلا مع الزوجة ، و....الخ) أي أن جل تتفكيره في الشهوات وأمور الهوى واللهو !!

أتساءل: هل طبيعته البدوية هي ما جعلته كذلك؟! ولما كانت آخر رسالة سماوية البيئة البدوية حاضنة لها ، بمراحلها الأولى ، ثم البيئة العربية في مراحل مُتقدمة؟ بغض النظر عن كون الإسلام عالميا ، ولكن البيئة البدوية هي التي كرمها الله بإحتضانه بداية.
كنتُ أسمع بعض الزميلات يقلن :"لو أن الإسلام نزل في الغرب ، لكانوا اكثر تمسكا به منا ، ولحافظوا عليه ودافعوا عنه ، دفاعا مستميتا".

لا أدعي أنني أعلم سر إختيار الله للبيئة البدوية لتكون حاضنة الرسالة المحمدية ، ولكني أجزم أن ذلك رحمة بهم ، أولا وقبل كل شيء، فالجزيرة العربية مشكلتها فكرية بحتة ، وتحكمها العادات والتقاليد ، بشكل مخيف جدا ، اتى الإسلام إليها ليغسل بعض الأفكار والمعتقدات الراسخة فيها ، ومع ذلك لايزالون كما هم للأسف، تراهم يناقشون ويجادلون في أمور تافهه ، فقط لأن الطبيعة الغليظة التي يتسم بها أهل البدو لازالت متمكنة من عقولهم .،

تُخبرني صديقة حين كانت متواجدة في جمهورية مصر العربية في شهر رمضان المبارك أن رمضان هناك غير تماما ، تقول تستشعرين اللحظات الروحانية في كل لحظة به ، لان رمضان هناك عبادة عرف المصريون كيف تكون بشكلها الصحيح ، وليس مجرد عطش وجوع وخواء معدة والروح تعبث بها الأهواء والاماني ولا من تجليات جمالية تأخذها حيث الرقي الفكري والترفع الإنساني عن دنيئات الأمور .
مسلمي مصر، ولبنان الشعب النبيل دوما ، وأهل الشام بصفة عامة ، إسلامهم مبني على فكر وعلى إقتناع ، ونحن نعرف تاريخ "مصر" والذي بأمانة ينحني له الفكر إعجابا ، ومسلمة "لبنانية " شابة وجميلة جدا وبمنتهى الأناقة تبهرك حينما تتحدث عن الإسلام وعن عقيدتها بفخر ، نفتقده نحن في الخليج جدا جدا للأسف.

لدينا في الخليج ، لا يمكن أن نتقبل شاب غير مُلتحي يتكلم عن الدين ! ولا فتاة تهتم بمظهرها (دون تبرج) أو فتاة عصرية تتحدث وتناقش في امور دينية !! معنا في الخليج للأسف تكميم على الفكر ، كما تُكمم الأفواه! معنا في الخليج ، إن لم تكن مُتدين فانت فاسق!! معنا في الخلق ، شرب الخمر مُباح والحُب حرام!
معنا في الخليج ، لا يمكن تقبل الفكر والنقاش ، معنا في الخليج ، الدين مفصول عن الفكر ،وكأن بينهما برزخ لا يلتقيان ، معنى في الخليج مشلكة (جمود فكري ) معنا في الخليج مشاكل عديدة جدا، سببها الجهل ثم الجهل ثم الجهل. للأسف ونحن أمة إقرأ . ولا نقرأ إلا الوجدانيات من الادب ، اما حين تطرق للفكر ، نقف ونقول ، له أهله !! سبحان الله ، وكأن الفكر محصور على فئة دون أخرى وعقول دون غيرها!!

&&&

ربما أنا قلتُ سابقا انني سأناقش كلام الملحد ، ولكن لا أجد لدي رغبة ، بذلك ، أما لما ،؟ فلأن الكلام الذي لا يحوي سوى الإسفزاز ولا يُناقش سوى أمور ترغب بها النفس ولا يتعرض لامور الفكر التي حث عليها الإسلام، فلا أعتقد انه يستحق أن يقف فكر عنده،
ببساطة لانه يستكين في مستنقع الفكر فيه راكد بشدة ، والماء الراكد مهما حاولت أن تحركه يظل راكدا ، ومستنقعا تعشش فيه وتنمو الكثير من الفذارة الفكرية والمعتقدية.

الشخص الذي يسأل لما الله خلق م البشر أسود وأبيض، فبأمانة لا يتسحق ان نقول ان لديه عقل يُفكر . وكأن الحضارة يبنيها الأبيض دون الأسود!

أعود مرة أُخرى ، أقرأ الشعوب من حولنا ، فأراهم مختلفين عنا جدا، أو نحن متخلفين عنهم جدا، وبالفعل أجدني أخجل من بعض العقول التي ترمي بأن الإسلام هو سبب تخلفنا!! ما سبب تخلفنا إلا ذلك الجمود المبكي حقيقة ، أما القرآن الكريم ، لمن يعي اللغة العربية ومعانيها ولمن يستمسك بالفكر ، ولمن لا ينقاد لشهواته ويكون إلهه هواه ، ولمن يمتلك العزيمة الأكيدة ، ولمن لديه وعيي كاف، فإنه طريق للرقي والتفكر وهو مخزون علمي كبير جدا ، ولكننا للأسف نقلل من شانه لأننا أصلا لسنا أهلا للفكر الذي يحتويه ، فأعيننا ظللتها الأضواء العالية من حولها ، فلم تعد تبصر سوى الهالات الفكرية المُظللة ،

ويكفي ألما وتحسر ان تسمع عالم غربي يسأل بتعجب ، كيف الأمة الإسلامية متأخرة ولديها أثمن كتاب "القرآن الكريم"؟! وهو بالأمانة غير مٍسلم ، ولكن حين قرأ القرآ ن ووعي ما جاء به من فكر وتدبر ، دُهش جدا وتعجب من عقولنا التي أهملت كل ذلك المخزون الفكري!!


سأحاول أن أبعد عقلي قليلا عن تلكم الأفكار ، وألتفت لكتاباتي الخاصة ، ولكن لا أدري هل سأستطيع فعل ذلك؟!
أتمنى وأرجو من الله أن يُساعدني .
،
،
،

هناك 8 تعليقات:

محفيف يقول...

نحن في الخليج والجزيرة العربية أقل تأثراً بالحضارات الأخرى بعكس الشام ومصر والعراق لذلك تراكمت علينا طبقات من الجهل المتراكم على مدى قرون.. وحنما أتى الاسلام ونهض بالأمة فإن من تولو الأمور(الأمويين والعباسيين ومن أتى بعدهم) لم يلتفتوا إلأ إلى المناطق والمدن ذات الفائدة والمداخيل.. وبذلك تواصلت جاهليتنا بالجاهلية الأولى إلى أن أتى البترول الذي جعل المنطقة أهم بكثير من ذي قبل فحصلت الطفرة المادية وظل الفراغ الفكري موجود بل استفحل نتيجة..الشيوخ الفطاحل ..الذين يحبون الشعر والفروسية المجوفة...

التفتي إلى كتاباتك الخاصة.. فكرك أولى أن نستمتع به من أي شيء آخر

غير معرف يقول...

وضيفي بعد إلى قاموس الأفكار الخليجية :
لا تتكلم مع بنت عيب، بس عادي تشرب خمر!
عادي تسبي وتشتمي ، بس إذا طلعت شعرة منك فإنتي بنت قليلة ادب!
الحرمة عيب ينذكر إسمها في مجلس الرجال!
إسمها عورة !
العاطفة مياعة وقلة أدب ، لأنهم بدو لاه !

متابعين

الباحث يقول...

مرحبا استاذتي المتألقة وأنني دوما استنشق من رحيق حبر قلمك الذي يشفي العقول المريضة والجامدة ويساعد في ارتقائها للسمو الفكري والأدبي وغيرة..

سيدتي وانت تكتبين كلاماتك تنتابني عبارات تفيض من عيني على الوضع الفكري لدى الخليجيين بالتحديد... نعم معظم الكلام التي ذكرتيه آنفا صحيح ومنطقي..وتذكرت من أبتغى العزة من دون الله اذله الله...

ولكن أعارضك في بعضه ومنها انت ذكرت الفكر المقيد والجدير بالذكر هم الجيل السابق الذي تربى على يد أباءنا الذين عاشوا خاضعيين للعادات والخرافات والبعد الديني لفترة من الزمن.... ولكن الآن تغير الوضع تماما في جيل مثل جيلنا الذي بعد الإنفتاح على العالم وحرية التلعم للجنسين والدراسة فالخارج فأن الكثير من الخليجين نفضوا غبار ثقافتهم المتوارثة وصقلوا الجانب الخلقي ومنها يوجد الكثير من الدعاه غير الملتحين ونستقبل منهم ومنهم عمرو خالد وطارق السويدان وبعض الدعاة الخليجيين ومنهم مقدم برنامج خواطر...

وبخصوص الأسود والأبيض الكثير من السود فالخليجيين صار لهم مكانة أجتماعية وبدون تميز عنصري من ناحية اللون ومنها الأمام الكلباني في الحرم الجامعي أسود وغيرهم .

ولو أمعنتي النظر على المدونات التي ادرجتها في مدونتك اغلبهم خليجيين وأهل فكر وثقافة ... فالخير موجود والتغيير موجود وبروز الجيل القادم جيل التكنولوجيا سوف يكون الفكر مفتوح وبدون قيود وخضوع على العادات والتقاليد والخرافات التي تحكم العقل.

أشكرك استاذتي

عُلا الشكيلي يقول...

نحن في الخليج يا سيدي، يطغي علينا الطابع البدوي
والبدوي له عادات وتقاليد يرفض أن يناقشه فيها أحد،
مثلا لازال عقل الرجل الخليجي يرفض ذكر
إسم إمرأته أو احد قريباته في مجلس ما ،
مع أن رسول الله قال حين ساله أحدهم :من أحب الناس إليك؟ قال عائشة،
قال ومن الرجال ؟ قال : أبوها،
الأمويين والعباسيون وغيرهم ، أخذوا من الدين ما تهوا قلوبهم وتركوا الرقة والجمال به ، إلا من رحم ربي، مع أن رسول الله يقول: إن الله يحب الرفق في الأمر كله .
ولذلك رمونا بالإرهاب ، وتسببنا في الإساءة للإسلام بتصرفاتنا وأفكارنا ، والإسلام براء منها.

شكراسيدي ، وجودك هُنا مُثري جدا.

عُلا الشكيلي يقول...

غير مُعرف :
القائمة تطول أخي \أختي،
هم يتشبثون بعادات وأفكار ما أنزل الله بها من سلطان .والمصيبة أنهم يتحدثو بإسم الإسلام !!!!!
شكرا لمروركم العطر .

عُلا الشكيلي يقول...

الباحث ، مرور فكر مثلك على مدونتي يثريها جدا،
فشكرا لك،
اما الفكر المقيد الذي ذكرته أنا يا سيدي فأقصد به الفكر الذي يقيده الهوى ،
ولا يسيره العقل،
وصدقني أنا أتكلم بصفة العموم بالرغم من ظهور الكثير من الشباب الغير مُلتحي على ساحة الدعوة الجميلة ، ولكن لازال الكلام يُطالهم ، خخصوصا :"عمرو خالد" اعانه الله .
يا سيدي المشكلة ، انهم يتصيدون فقط، والذي ليس لديه الوعي أو المخزون الثقافي الديني الكافي للرد عليهم فإنه سيميل غلى كلامهم الذي في الغالب هو غتباع للهوى لا غير،
يأخذون من الكتاب ما يوافق هواهم ، وما دون ذلك فيأتون إليك بألف حجة لينسفونه !
ليس المهم الإنفتاح ، فالإنفتاح بلا وعي اشبهه بالذي كان في جحر ثم إذا ما خرج وابصر الضوء المُفاجئ فتراه يتخبط في عماه،
قبل الإنفتاح لابد من تهيئة ،
لدي مقال بموضوع "جذور الثقافة " ربما يفسر ما اود قوله ُ هُنا بفكرة أُخرى،
سأطرحه في المدونة قريبا .
شكرا سيدي الباحث، ألف شكر .

محمد يقول...

حديث نفس ، يحكي عن ألم ، وحب يحوي قلبك الطاهر أختي .
كل كلمة قلتيها هنا تعبر عن مدى حرصك على إستنهاض الفكر .
تحية لك وإنحناءة لروحك الطيبة الطاهر .

أخوك

غير معرف يقول...

مُدونة أعجبتني بمصداقيتها.
سأكون متابعة .