الأربعاء، 14 أكتوبر 2009

الحياة حلوة ، للي يفهمها صح .

،
،
ما الذي يعيدنا إلى نفس النقطة؟! وكيف ؟ ولما بعد أن قلنا أننا لن نعود ، نجدنا مرة أخرة نقفز بشكل لا إرادي إلى الفكرة ذاتها ، والحوار ذاته!!!

كنتُ قبل قليل على إتصال هاتفي مع صديقة ، كان الحوا ر عاديا جدا ، وسؤال عن الحال والأحوال وغيره من الأمور المتعارف عليها، وجدتنا فجأة وبلا مُقدمات نطرق الباب الذي أوصدته أنا بالأمس أو قررت إغلاقه بلا عودة ،

لا أدري كيف دخدلنا في الحديث عن الموضوع ! ولا كيف بدأ ؟! ولكني أذكر أنها هي من إبتدأ الكلام او نقرة الفكرة أولا ، فإذا بي أفغر فاهي ، سألتها ، هل تتابعين مدونتي؟! قالت :لا ، لم تخبريني أنك فتحتِ مدونة ، .

قلتُ لها أنني تتبعتُ وطرحت هذا الفكر وناقشته ، .....الخ.
دخلنا في الحديث عن المسببات لكل تلك الغوغائية الفكرية ، والفلسفة المعتقدية ، التي بات الجميع يختلف فيها،
جاء ذكر بعض الشخصيات المعروفة في المجتمع ، وكيف فجأة تحولت من الإمامة في المسجد إلى اللادين !
يبحثون يبحثون ويتعمقون في البحث ، ثم عند نقطة يقفون ويقولون :لا دين فالدين قيود!!!

بإختصار شديد ، أقول :
انا مُسلمة ، وأشاهد الأفلام ، وأسمع الاغاني ، وأعيش يومي بمنتهى المرح ، ولا من منغصات ، فلما ذلك التشدد الذي يتبعه البعض ، ثم فجأة يهوي إلى الهاوية؟!

كوننا مسلمين لا يعني اننا ملاك ، او معصومين من الخطأ، فكل بني آدم خطاء، والله أرحم بعباده من انفسهم،
أدركتُ الآن ان أغلب الذين هاجموا الدين ، كانوا من المتوغلين فيه ، وحين توغلهم شددوا على أنفسهم ، حتى ظنوا أن الدين قهر وكبت ، فأرادوا التحرر من ذلك الكبت ، فكانت النتيجة مؤلمة جدا . وربما ساهم المجتمع في ذلك ، لأنه يعيب على المتدين أي تنفس طبيعي للحياة، فتجده يراقب حركاته وسكناته ، حتى يصرخ داخله ويقول:لما أحرم على نفسي مُتع الحياة ؟! وغيري يتمتع بها ويحرمها علي؟! فيبدأ بالتمرد على كل المعتقدات والأفكار التي كان يؤمن بها سابقا ، فينساق شيئا فشيئا إلى التحرر الكامل من الدين .


همسة :
قال الله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا لا تسألو عن اشياء إن تبدوا لكم تسؤكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون "
وقال أيضا :" ورهبانية إبتدعوها ما كتبناها عليهم إلا إبتغاء رضوان الله ، فما رعوها حق رعايتها "
لا تشددوا ، فيشدد الله عليكم ، كونوا أكثر إيجابية ، أكثر حبا للحياة ، أكثر تفائلا ، وتأكدوا أن من يشدد على نفسه ، فسيشدد الله عليه .
وتذكروا قبل ذلك ان ديننا دين الوسطية وهذا أكثر ما حببني فيه ،

الآن ، أجدني أحمد الله كثيرا ، أنني ربيتُ في عائلة ، لم تشدد علي في امر من أمور الدين يوما، فكان تقبلي للدين تقبل جيد ، وأخذته عن قناعة وعن حب ورضى ، وعلمت أن الدين لا يتعارض مطلقا مع الحب ، مع الرضى ، مع السعادة ، مع الإنتشاء بكل صوره ، إلا ما أبغض الله من محرمات ، ومنكرات ، هي لا تتوافق أصلا مع الفكر السوي الناضج. وحتى إن فعل أو إرتكب أحد ما تلك المحرمات ، فرحمة الله واسعة ،

وهمسة أخيرة للمجتمع وأولياء الأمور:
للأسف ، للأسف للأسف، أنتم المسئول الأول عن ذلك ، حين تُصرون على مراقبة الإمام ، أو المتدين وعلى الزج به في قيود ما انزل الله بها من سلطان ، وعلى كثرة الكلام عن الحرام والحلال، في كل عمل يقوم به ، إتركوهم يتنفسون الحياة بجمالها من حولهم ،
الحياة حلوة ، بالفكر الحر الغير معقد ، حلوة بجمال الإبتسامة الصادقة ، والنظرة المتفائلة لكل شيء حولنا ، حتى ذلك الذي يزني أو يقتل حتى ، قولوا له ، إن أراد التوبة فلا بأس، رحمة الله واسعة . وإبتسموا في وجهه ، كي يعلم أن الدين لا رهبانية فيه .

خلاصة القول:
أصدقكم القول، قلبي مليئ بالحب ، لذلك يتألم ، ويكره الفوضى والنفاق.
،
،

هناك 35 تعليقًا:

الباحث يقول...

دائما لك رجوع مميز

الحياة حلوة والسعادة مطلب كل انسان على هذه الأرض الواسعة ........... وأنا أقول لا سعادة بدون دين ولا أخلاق بلا دين ولا دين بلا أخلاق .... وتكمن السعادة في فهم الدين فهما صحيحا بجميع جوانبه بدون التوغل في الغيبيات وأحكام الخلاف المذهبي والفقهية منها والغوائيات التي تجعل الدين هش تنخر فيه الديدان اللادين وفريسة سهلة لهم لإضعافه.

واتفق معك معظم هؤلاء الذين كانوا أاممة مساجد وفجأة صاروا اللادين هم كانوا من المتشددين في اعماق هذا الدين الرباتي والتوغل في الغيبيات وغيره مما اجبرهم على خلع ثياب الأيمان وايضا نظرة المجتمع ومراقبتهم لهم وكأنهم ملائكة لا يخطئون ويضيقون عليه.

ولكن لا أتفق معك في جانب بحيث أقول أنني مسلم ومنها أفعل ما اشاء واتمتع بحياتي والحياة حلوة.... لابد أن يكون تصرفاتناوسلوكن لها مرجعية أخلاقية سواء كانت من المجتمع أو الشرعية. أي لا اقول انا مسلم واغازل البنات والحياة حلوة وانا مسلم وادخن سيجاير والحياة بدون تعقيد.... انا ضدك من هالمنطلق. لا تغلقي علا نفسك ولا تفتحيها على مصرعيها ... الدين الوسطية والدين المعاملة.

وأرجع وأقول معظم الناس أو المسلمون بالأخص ليس لديهم يقين بالدين وتعاليمه وانما ورثوها من أبائهم ولا تتفاجئ اذ انهم ينسلخون من هذا الدين في أول مطب يواجههم أو سهولة أقناهم بهشاشة الدين لانهم لا اساس لهم ولا قناعة ولا يقين .....

أعذريني أستاذتي على تدخلي المزعج ولكن نحن ممن نتعلم من بحر فكرك ....

الباحث

محفيف يقول...

أعجبني كلامك جداً وخاصة ما يتعلق بنظرة الناس للمطوع(وأنا كنت منهم).. في الثمانينات والتسعينات وربما إلى الآن وإن كان بشكل أقل كانت نظرة الناس للمطوع أو الملتحي نظرة عجيبة حيث ينزهونه عن الخطأ ويرفعونه إلى مرتبة عالية ولكن في نفس الوقت هو تحت المجهر وخطأه لا يغتفر.. حتى الكرة لا يحلم أن يلعبها... أذكر في نهاية الثمانينيات كان عندنا إمام مسجد مصري شاب لم يتزوج بعد وعندما رآنا نلعب الكره بعد العصر انضم إلينا ليشاركنا اللعب فكانت نظرتنا له غير عادية ولا أخفيكي أخت عُلا أنه سقط من عيني في بداية الأمر مع أني كنت طفل في ذلك الوقت ولا أحمل فكر ولكن كانت تلك ثقافة سائدة في المجتمع..
هذا التشنج هو الذي أودى بنا للنظر إلى كل شئ بدوغمائية..
أخت عُلا أنا معك في أن يكون الواحد مسلم ويستمتع بحياته ويعيشها بدون أقنعة

الأخ الباحث عبارتك "لا أخلاق بلا دين ولا دين بلا أخلاق"
ليست كلها صحيحة فبالإمكان أن تكون هناك أخلاق بلا دين فقد تجد ملحداً على خلق عالي جداً..
كما أن الأخلاق نسبية من بلد إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى... والصحيح هو الشطر الثاني من قولك لا دين بلا أخلاق... فعلا لا دين بدون أخلاق

تحياتي لكم جميعاً

الأفـُولْ يقول...

" لا تشددوا ، فيشدد الله عليكم ، كونوا أكثر إيجابية ، أكثر حبا للحياة ، أكثر تفائلا ، وتأكدوا أن من يشدد على نفسه ، فسيشدد الله عليه " .


و كيف يتشدد الله؟
وهل يوجد لديك نص قطعي يثبت ذلك؟
ثم هل يوجد لديك معيار عام؛ تحددين من خلاله الحدود التي يجب تجاوزها في الحديث؟
أم أن كل مخلوق من بني البشر هو حرٌ يقول ما يريد؟


شكراً لكِ.

عُلا الشكيلي يقول...

مرحبا عزيزتي الأفول،
أشكركِ لعبوركِ مدونتي .
ولكن ما أحزنني يا أفول أنكِ إنتقيتي عبارة واحدة ، من بين كل الكلام الذي ذكرته،
وعليها علقتي تساؤلك بتهكم واضح!
ولا أدري لما؟! مع إنني لم أرى لكِ ردا هُنا من قبل ،وهذا أول عبور لقلمكِ بين أسطري،
ومع ذلك إبتدأتيه بتلك الطريقة ! وذلك الأسلوب المؤلم!!!
لو أن هُناك حوار سابق بيني وبيك ، لربما كنتُ قد إلتمستُ العذر لكِ.
عموما:
أولا : حين أدعو لعدم التشدد ، فلأن :"هذا الدين يسر ، ولنن يشاد الدي احدا إلا غلبه ،
يسروا ولا تعسروا ، بشروا ولا تنفروا"
وأذكركِ بقصة بني إسرائيل حين أمرهم الله ، بذبح بقرة، فشددوا على أنفسهم ، وجادلوا نبي الله كثيرا،
ما لونها؟ ما شكلها؟ وهو في كل مرة يقول :"إنها بقرة" وياتي ذكر إسم بقرة خالية من ال التعريف، كناية عن أن المقصود أي بقرة ، ولكن حين شددوا ، وسألوا عن مواصفات تلك البقرة ، بإلحاح عجيب، شدد الله عليهم ، حتى بين لهم أن البقرة المقصودة ، هي اغلى بقرة كانت في ذلك الزمان ، وما كان الله ليشدد عليهم لو لم يشددوا،
ما قصدته عزيزتي أن الدين دين لين وليس دين تشدد وعصبية،.
لا أدري هل وصلت الفكرة ام لا .
ولكن اتمنى أن تنظري إلى الإيجابية حين القراءة ، ولا تركزي على نقطة لتطرحي تساؤل ينم عن تهكم غير محبب ، ولا مقرب للقلوب.

شكرا لكِ . وإن أردتِ توضح أكثر فأنا على إستعداد، ومرحبا بكِ في أي وقت أنرتِ المدونة .

عُلا الشكيلي يقول...

الباحث ، مرحبا بك أخي ، وبوعي يسكنك
حين قلتُ أنني مسلمة واسمع الاغاني وأشاهد الأفلام، فمضمون رسالتي كان ،
مسترسلا ومتضمنا من خلال إطراوحاتي السابقة ، والقضايا التي طرحتها في نفس الموضوع،
بمعنى أنني أستشعر قربي من الله في كل لحظة لان القلب العارف لدينه ، لن تلهيه اغنية أو فلم عن ذكر الله، بالعكس ، قد تجد اغنية ، تسيل دمعك ، وتتذكر رحمة الله ، ويزداد فيك اليقين به سبحانه ، وقد تُشاهد فلما ، يجعلك تسبح داخلك بصمت ، إذ تُذكرك بعض المشاهد بقدرته او برحمته سبحانه ، هذا إن كنت مسلما عارفا كيف يكون التفكير الصحيح ، وتمتلك قلبا رقيقا مُحبا للخير للجميع ، قال تعالى:"إلا من أتى الله بقلب سليم" والقلب السليم هو قلم خالي من الحقد من البغضاء من قول:اللهم نفسي ، وش علي منهم يلحدوا نار جهنم تاكلهم ، هم أحرار ليش أعور راسي فيهم"!!
لا هذا ليس منطق قلب سليم ، ولا ذلك هو القلب المتمكن منه الدين الجميل ، بجمالياته الروحية، فالمؤمن الحق هو الذي يتألم إن رأى إعوجاجا ، في طريق ما ، ويتمنى دالخه ان لا يًصادف ذلك الإعوجاج دوما، بل يتمنى لو أن كل البشر كانوا قريبين من الله ، لتحيطهم رحمة الله ، وبذلك لا يكون أناينيا ولا قاسيا في إسلوبهم وتعاملاته ،
الباحث ، سررتث بمرورك العطر أخي ، .
دائما سأترقب فكرك هذا ، لأقوم به فكري وأستفيد.
تحيايا بعبق الياسمين .

عُلا الشكيلي يقول...

محفيف ، لفكرك السامق أحني قامة قلمي ، فأهلا بك سيدي.
يبقى الدين يا محفيف ، طريق لعبور آمن ، فقد يكون الملحد لديه خلق كبير جدا، وهذا يجعلنا نتألم لأجله أكثر،
ونقول يا الله، ليته يتوج خلقه الرفيع ذاك بالتسليم للخالق، ليكون في المقدمة دوما،
محفيف ، تتلك النظرة التي ينظر بها المجتمع للمطوع أو المتدين ، نظرة لابد ان تتغير، لانها إن لم تتغير، فإنها ستجرف الكثيرون ناحية الهلاك. ولن تتغير إلا بالفهم الصحيح الصائب للدين ، اي بالقراءة الواعية .
ولازال هُناك امل .
شكرا الف شكر يا محفيف، ولك تحيايا بعبق الياسمين .

الباحث يقول...

اشكرك على ردودك العطرة وعلى هدوئك الفكري

وانا معك لتكن منا أمة يدعون للخير والأمر بالمعروف ونعمل على تصحيح الأفكار والعقائد الإجتماعية التي تحكم العقول وتقيد السلوك وتمرض النفوس...

أخي محفيف اشكرك على مداخلتك والتي تنير لي فكرا جديد وتقوم ما لدي من أخطاء فكرية. والدين النصيحة

أتمنى من طوق الياسمين أن يكون لها رحب واسع لأفكارنا الضيقة والمتواضعة.

هرطقات يقول...

أود أن أعلق لكنني بداية أود الإشارة إلى أن الآية كتبت خطأ
فالآية هي هكذا: " ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها "

ومع أنني أجازف بالخروج قليلا عن الموضوع المناقش إلا أنه من الطريف جدا فهم هذه الجملة.
فالقرآن يقول أن الرهبانية ابتدعها النصارى ثم يعود فيقول " أنها كتبت عليهم ابتغاء رضوان الله" وطبعا فإن التناقض الظاهر لا بد له من تأويل. فهل هم ابتدعوا الرهبانية أم الله كتبها عليهم؟

هرطقات يقول...

علا

سأقول كلاما غريبا لكنني أعتمد على معرفتك بحسن نواياي.
أترين ما كتبته في حديثك ، كله ينطبق على أي دين يتخذه الإنسان. استبدلي بكلمة إسلام ومسلمة بأي دين آخر ، واستبدلي الآيات القرآنية بنصوص من العهد العتيق أو الجديد، فستجدين أن حديثك سيكون منطبقا تمام الانطباق. فقط جربي!

الأفـُولْ يقول...

طاب مساؤكِ عُلا..

كنتُ قد مررت قبل هذا من قبل علة مدونتكِ. وقد أعجبتني =)
ثم إنني والله لم أقصد أبداً التهكم عليكِ بذاك الرد. ولا أدري لم اسميتهِ تهكماً؛ بالرغم من أن أسئلتي لم أقصد بها أنتِ فقط !
وانتقائي لعبارتكِ تلك؛ كان أكثر من شدني من مقالتكِ هذه. فقد بدت غير واضحة تلك الفكرة. وبالتحديد فكرة أن الله "يتشدد".
يبـدو أنني أفكرُ الآن، بأن مرادفة "يتشدد" هي من شكلت هذه الإشكالية هنا.
وشكراً لمثالكْ. ولو أنهُ كان بعيداً عما قصدتهُ.



عُلا, مدونتكِ وفكركِ الواسع يعجبني..

بما أنكِ ثريةٌ لهذه الدرجة؛ سأعاودكِ مراراً !
سلـام الله عليكِ دائماً وأبداً ..
:)

هرطقات يقول...

علا!
المرح والسعادة وحب الحياة التي تتحدثين عنها، هي مسائل نفسية ، فأنت إنما تقولين أنك فرحة بنفسك فقد توفر لك أن تكوني مرتاحة البال ظانة أن ما في داخلك من أفعال يوافق ما اعتقدتِه من أفكار وإيمان. فأصبحت الأفلام التي تشاهدين والأغاني التي تسمعين والحياة التي تعيشين مرحة لهذه الخاصية ليس إلا.
أنت راضية عن نفسك ليس إلا
وهذا لا يثبت شيئا البتة عن الدين.
فهناك من النصارى من هو مرتاح أكثر منك
وهناك من اليهود من هو مطمئن أكثر منك
وهناك من الملحدين من ينام قرير العين خالي البال
الراحة النفسية الناشئة عن اعتقاد ، ليست موجودة بسبب صحة الاعتقاد بل سببها إيمان الفرد أن اعتقاده صحيحا ، وبالتالي فالقضية قضية نفسية بحتة وليس للأديان دخل بها.

الأفـُولْ يقول...

إلى هرطقات,

أتدعوها إلى إستبدال الآيات القرآنية بنصوص من العهد القديم -خرافات الأوليين- أو من الجديد- خرافات أصحاب العولمة وأدونيس- ؟؟ عجباً.. لا أظنكَ تساوي في دعوتكَ هذه بينهما.

تفسيرُ الرهبانيّة الواردة في الآية الـ 27 من سورة الحديد سنجده عند الأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي..!
فـ لكلُ علمٍ عالَمهُ و عالِمه .

هرطقات يقول...

الأفول!
السامرائي وقبله العديد من المفسرين احتاروا في تفسير الآية.

فقالو : ابتدعوها هم تقربا وإرضاء لله ومع أنهم ابتدعوها ما رعوها حق رعايتها.
وخرجوها بقولهم أن هذا من الاستثناء المنقطع . ولكن مع هذا فإن العبارة واضحة جدا ، فحتى إن كان المقصود أن ..ما كتبناها عليهم،، وحصل هنا سكوت،،ثم رجعنا إلى ما قبلها ،، وكأن ما كتبناها عارضة،،حتى إن قلنا هذا فكان الأنسب والأصوب لوضع الآية في معناها الذي أراده المفسرون يجب أن يكون ( ما ابتدعوها إلا رضوان الله)
كل ما أريد ان أقول أن هذه الآية من الآيات التي يتعمد عليها من يقول أن القرآت القرآنية كانت تقال بالمعنى وليس بالحروف. لذلك حصل بعض اللبس!

عُلا الشكيلي يقول...

الأفول:
أنثر العطر لمرور يُجبر أوردة القلب على تدفق دماء الحب بين حنايا الروح

يتورد قلمي وفكري حياءا من جمال ردكِ غاليتي ، أهلا بكِ وبروح طيبة تسكنكِ.

الافول : كنتُ قد اتيتُكِ بمثال آخر، فلابأس أن أدونه هُنا ، العباية ، على سبيل المثال ، إن سألتِ عالم دين أيهما أفضل أن يكون لونها أسود أم أ لون آخر، فالمتوقع أن يقول ، اللون الأسود هو الأفضل، مع إن الإسلام لم يحدد لون لملابس المرأة ، إنما حدد الهيئة والشكل، أن يكون فضفاضا لا يصف ولا يشف، إذ المراة الآن حين ذهبت تبحث عن الأفضلية في اللباس الشرعي ، شددت على نفسها، وستجدينها لاحقا تغير تدريجيا في هيئة العباءة ، لماذا ؟ لاها أنثى تعشق الجمال ، واللون الأسود في أغلب هيئاته يتنافى مع الجمال ، ومن ثم اللون غير الأسود لم يحرمه الإسلام ، بل هي التي سعت إلى أن تشدد على نفسها في أمر معروف بديهيا، وحين شددت ، بعد فترة ترينها تزين العباءة بالكريستال وغيره ، هذا كمثال فقط ، وإلا فالعباءة أساسا ليست من اللباس الشرعي إنها لا تتعدى كونها تقليدا، ألفناه والآن لا نستطيع أن نتركه حتى لو إستبدلناه بلباس أكثر حشمة ، ولكن لونه غير الأسود، ستسمعي الهمز واللمز ، (ملاحظة المثال ليس واقعا ، وإنما اتيت به لتقريب الصورة فقط)

وقيسي على المثل أمور أخرى ، يسعى البعض في السؤال عنها عند أكثر من رجل دين ، وعند أكثر من مذهب، مع إن إختلاف المذاهب رحمة بأمة محمد، لكن البعض يأبى إلا أن يتشدد، وهناك أسئلة كثيرة تطرح على الساحة بغرض الإفتاء فيها ، فتأتي الفتوى لصالحه، فيقول : ربما هو لا يعلم ، يجب أن أسأل عالم آخر ، وهُنا يجب أن نتمثل قول الله :" يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدوا لكم تسوئكم والله يعلم وانتم لا تعلمون " ، وأيضا لنتذكر أن رسول الله ما خُير بين أمرين إلا إختار أيسرهُما إلا ان يكون إثما ، فيكون أبعد الناس عنه ".

وقد أكون اخطاتُ السرد او جلب الفكرة هُنا ، ولكني أأمل أن يلتمس لي القارئ العذر، فالنية هي ما يجب أن نحاسب الآخر عليها "أي نيته وقصده من الكلام" لا الكلام ذاته الذي ربما لا نحسن صياغته ، لجهلنا بأمور اللغة أحيانا ، وأتمنى إن كان هُناك من يرى انني أخطأتُ في أي مما جاء أعلاه ، أن يصحح لي ، وسأكون شاكرة له جدا.

تحايا بعبق الياسمين لكِ عزيزتي ،
ويسعدني أن تكون روح طيبة مثلك مُتابعة لي.

عُلا الشكيلي يقول...

حسين ، مرحبا بك سيدي ، وبالوعي الذي يسكنك،
أولا وقبل كل شيء ، دعني أشكرك لتنبيهك لي للخطأ الذي وقعت فيه اثناء كتابتي للآبة الكريمة ، وإسمح لي أن أصحح ذلك الخطأ في المدونة ، جزاك الله خيرا .

اما ع سؤالك :
الآية لا تعارض ولا تناقض فيها ابدا، ولكن لأننا نجهل لغتنا ، فإنا نُشكك حين نقرأ ، ولتعلم يا حسين أن اللغة العربية لها متسع وافر في السرد والمُخاطبة ، ثرية وغينة جدا ، من كل النواحي، وحين لا نتمكن من التعمق بها ، فان حتى بعض النصوص الادبية ستشكل لنا إشكال حين فهمها، بل حتى حقك قد يضيع إن لم تقرأ بندا من البنود في شر اكة ما بطريقة صحيحة ، لأن البعض يعتمد التظليل في اللغة ، مستغلا ثراء اللغة العربية ، لدي مقال بعنوان "بين اللغة والتاريخ والحضارة والهوية صلة رحم " سأطرحه قريبا ، في المدونة ،

الله تعالى يقول : " ورهبانية إبتدعوها ، ما كتبناها عليهم ، إلا إبتغاء رضوان الله ، فما رعوها حق رعايتها"

يا حسين الآية واضحة ، أي الرهباية التي إبتدعها اليهود لم تكن من ضمن ما كُتب عليهم ، ولكنهم يبتغون وجه الله بها، ولا تعارض ولا تناقض في ذلك، فهي تُفهم بديهيا يا أخي . ولا تحتاج إلا فلسفة أو ذكاء ، إلا من أراد التظليل وتعمده،

وإقرا أيضا :" إنما يخشى الله من عباده العُلماء" الجاهل أو الذي يُريد أن يُشكك المسلم في الآية ، سيدخل عليه من مدخل جهل في اللغة ، فيقول له :"كيف يخشى الله من عباده العلماء"؟! وهل الله يخشى من عباده؟! إن كان محاوره لا علم له باللغة ، فسيفغر فاه ، ويقول كلامه صحيح ، وبذلك ينساق إلى التصديق بأن القرآن يحوي أمورا لا تدخل العقل،
اما العارف بأمور اللغة ، فسيرد كلمة " الله " جاءت ، منصوبه ، والفاعل يأتي مرفوعا إذن ليس الله هو الذي يخشى ، وإنما خشية الله تأتي أولا من عباده العلماء ، لأنهم عرفوه وعرفوا قدرته ، فهم الأجدر بخشيته من أي جاهل به.

شكرا يا حسين ، سأعود للرد على بقية مداخلاتك الجميلة .

الباحث يقول...

إلى هرطقات

اُنزل القران متحديا بلاغة وفصاحة القوم آنذاك فما قرأت قول عتبة بن ربيعة عندما أسمعه الرسول شي من القران وكان ساعتها كافرا فكان وصفه كالتالي أن لقوله حلاوة وأن عليه لطلاوة وأن أعلاه لمثمر وأن لأسفله لمغدق وأنه يعلو ولا يعلى عليه ....وما هو بقول بشر ....
الآية واضحة وأنها ذكرت لتعيب على النصارى على ابتداعهم للرهبانية لنيل رضوان الله وما كتبها الله عليهم وفما استمروا عليها ولا رعوها حق رعايتها وكان من المقترض للشخص المبتدع لشئ معين وأن كان خير أن يستمر عليه ويرعاه حق رعايته بدون تقصير ولا الخروج منه.
ومنه نستنتج بأن الإسلام يعيب على الذين يبتدعون عبادة أو شي وأن كانت خير ولم تكتب عليهم لا فالقران ولا فالسنة... وأنتم تعرفون قصّة الرهط الذين جاءوا إلى بيت الرسول عليه الصلاة والسلام فسألوا عن عبادته ---فكأنّهم تقالّوها---فقال أحدهم --أمّا أنا فأصلّي ولا أرقد أبدا وقال آخر --أمّا أنا فأصوم ولا أفطر أبدا--وقال الثالث --أمّا أنا فأعتزل النساء ولا أتزوج أبدا---فلمّا صعد عليه الصلاة والسلام ذكرهم وقال --
أمّا أنا فأصوم وأفطر--وأصلّي وأرقد ,وأتزوج النساء -- فمن رغب عن سنتى فليس منّي .

فلكل محدثة بدعة ولكل بدعة ضلالة ولكل ضلالة فالنار.

والأخت عُلا كانت ترمي بقولها بأن لا حاجة للتشدد والرهبنة فالعبادات التي شرعها الله وسنها نبيه مما يؤدي إلى عكس التيار كالذي يتخبطه الشيطان من المس.

بخصوص لا علاقة الدين بالوضع النفسي للشخص ... فجزء منه معك حق ولكن إلا ترى كثرة الإكتئاب فالدول الغربية وكثرة الإنتحار فيها وما السبب في بالك ..... أترك التعليق لك ( ومن رأي الفساد الخلقي والبعد الديني وعدم وجود منهجية تسير حياتهم للأفضل مثل ووجود القران والسنة التي تسير حياتنا للوجه الصحيحة ومن فيهم المسلمون الذين بعدوا عن الدين والاخلاق منهم من أنتحر ومنهم من أصابه الإكتئاب ولكن لا اقول انه السبب الوحيد بل السبب الرئيسي في هذا)

__________________

عُلا الشكيلي يقول...

حسين ، مرحبا بك مجددا:
حين قلت أنني مُسلمة وسعيدة فكان جوابي ردا على بعض التهم التي تقول أن الإسلام دين كبت ، يمنع أصحابه السعادة .

ذلك عن نقطة السعادة التي ذكرتها انا ، ولما ذكرتها .

والآن يا حسين ، دعنا نتعمق أكثر في ردك .
تقول أن الملحد قد يكون سعيدا جدا،
أسألك إلى أي حد؟ وإلى متى؟ وهل أبناءه سيكونون سعيدين كذلك؟ إن هو غرس فيهم أن لا وجود لإله في الكون؟

أولا ، إن كنت مسلما لوجود إله في الكون "وانا أكيدة بأنك مسلم بذلك" فإننا لن ناقش تلك النقطة، وإن أردت نقاشها لزيادة تأكيدها ، او للحوار الواعي الذي يقود إلى الحقيقة فلا بأس، إطرح ذلك وأعلنه لي صراحة.ومعا سنكمل فكر بعضنا ، والنقاش يُثري دوما.

والأن نعود إلى الملحد، تخيل أن كل من في الكون أنكر وجود الإله ، وهناك أحد الملاحدة قُتل من أحد المُجرمين "ظلما" والظلم يتفشى في الكرة الأرضية ، لن تستطيع أي دساتير بشرية أن تمنعه مهما حاولت .

وبعد ان قُتل ظلما ، والقاتل يعرفه أولاد المقتول وشاهدوه وهو يقوم بفعله ذاك، ولكن ليس لديهم دليل، وانت تعلم أن القاضي يطلب دليل مادي ، ولا يكتفي بالأقوال، طبعا لا يوجد قسم ، وسقسمون بماذا وهم لا يؤمنون بوجود إله ؟! إذن الأمر يتطلب دليل مادي، وهم ليس لديهم،

الآن المجرم إنتصر، وهم يختنقون ألما على هدر دماء والدهم ، ولا من قانون يستطيع إنصافهم، ماذا تتتوقع أن تكون ردة فعلهم؟ بالتأكيد سيفعلون نفس فعلته ، ويقتلونه أو أحد أقربائه ولن يتركوا دليل خلفهم ، ثم تُعيد القضية نفسها في دائرة لا تنتهي،

وهكذا ، سيسود الظلم العالم ، والكل يريد أن يأخذ حقه قبل أن يموت ،هذا عوضا عن القضايا الاخرى كالإغتصاب والسرقة والنصب وغيرها .

هذا بشأن المُلحد، صدقني وإنا بدا سعيدا ، فإن سعادته مؤقته، لذلك علينا محاربة الإلحاد ، كي لا تعم الفوضى ، ويعتمد بذلك المُجرمين او من في نفسه رغبة في الإجرام ، أن لا إله ، حسب قولهم.
فيقترفون ما شاؤا من مظالم .

الآن ندخل إلى اليهودية والنصرانية وغيرها من الديانات التي تسلم بوجود إله ، أن تعلم ولا أظنك تجهل ، ان إن أتى مسيحي وقال ، أنا أؤمن ان محمد رسول الله ، لان ذلك مذكور معنا في الإنجيل، فإنه مؤمن قطعا وإن بقي على ديانته، لكنه لن يبقى ، لانه بالتأكيد سيدخل الإسلام فالإسلام تكملة لما جاء به عيسى الذي هو يؤمن به ، ولا تعارض في الدياتين إلا من اراد أن يقول أن هُناك تعارض،
لغاية في نفسه أو لجهل ربما.

."يوجد كتاب عنوانه :"لماذا يكرهون محمد، ومحمد يحب المسيح"؟!
بالفعل ، المسح وموسى وجميع ابنياء الله ، لم يقلل المصطفى من شانهم والقرآن الذي أتى به محمد ، يؤكد أنهم أنبياء الله ، واي مسلم يقول ان عيسى غير مرسل أو موسى أو غيره من الأنبياء ، فقد كذب القرآن ، وبذلك يعد خارجا عن الإسلام.

نحن حين نذكر عيسى ، نصلي عليه ، وأي نبي آخر، فلماذا هُم يُحالون أن يشككونا في ديننا؟! ويتعرضون لنبينا وهو لم يسئ إليهم ولا إلى نبيهم؟! بل بالعكس هم الذين أساؤا إلى أنبياءهم حين كذبوهم وقتلوهم ، ستقول لي هُناك من صدق نبيه منهم ،

وسأقول لك ، أؤلئك المؤمنين منهم الذي يؤمنون
أن محمد مُرسل من ربه حاله كحال موسى وعيسى ،لأن الكتاب الذي لديهم يقول كذلك.

إلا أن اليهود اليوم و(بعض) النصارى يعتمدون الدين من أجل أمور دنيوية لا علاقة لها بالآخرة هم يريدون السيطرة على العالم وبث أفكار ما أنزل الله بها من سلطان ، وهم يدعون "أي اليهود" أنهم شعب الله المختار، وأن كل ما عداهم خدم أو عبيد لديهم، لذلك يرون ان سفك دماء المسلم أمر عادي ، لانه غير يهودي.

شكرا لك يا حسين ، وإن كان هُناك رغبة منك في مزيد من الحوار والنقاش،
فالأمر يسعدني جدا، ومرحبا بك في مدونتي دائما.

نعيــ( الامير الصغير )ـــم يقول...

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
( إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ
وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ )

مشكاكل الاسلام وتعقيداته سببه منذ سابق الزمان من اراد استلام امور الحكم بالدين ، فاستغل الاسلام وعواطف الناس للوصول الى الاهداف والاطماع ، ونرى التباغض والكره بين المذاهب حتى وقتنا هذا

لماذا قانون المحرمات في كل صغيرة وكبيره ، هذا حرام وهذا حلال ، كل خطوة تريد ان تفعلها لا بد ان يتم تضييقك ، الربا والقروض من البنوك حرام يصدر فتواها الشيوخ وقد منحوا قصورا من خزينة الدولة ، والاخرون ضيق عليهم لا احد يعطيهم لكي يستقروا هم وابنائهم في بيت الا ان يلتجئوا الى البنوك

عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يقم الحد على السارقين لانهم عاشوا في زمن الذل والفقر والجوع .. هذا عمر بن الخطاب الذي يقال انه شديد يعلم الناس الحب والرحمة وعدم التضييق بالبشر

الحياة حلوة بان نزرع الخير ونمسك بايدي بعضنا البعض وان نكون تحت قاعدة لا ضرر ولا ضرار

الأفـُولْ يقول...

إلى هرطقات,
إختلافُ السامرائي ومن قبلهُ من المفسرين ليُسعدني ويبهجني؛ فإننا والله لنفرحُ بوجودِ من يتناقشُ ويختلفُ ويبحثُ ويُناضلُ لإجلِ الـوصولِ إلى الحقيقة الحقيقية.
ثُـم ها هِيْ الأمم قد اختلفت من قبلْ.. فهل سـ "نطبل" على إختلافها ونفرحُ؛ ونغمزُ أن هذه أمم قد آمنتْ، وهي غير مدركةٍ/ ملمةٍ بما آمنت؟؟
والله إنهُ لشرفٌ كبيرٌ ليّ.. أن أجهل أمور ربيّ العُليا، فربنا كريمٌ قديرٌ كبيرٌ... تخيّل/ لو أعطانا اللهُ مفاتيحَ الحياة الدُنيا.. وفسّر لنا جميع غيبياتها،، كيف كنا سنعيش؟ ألن تتوقف حينها الحياة؛ ولن يكون لها طعمٌ يذكـر؟!
القرآن يا سيدي منزهٌ على قولٍ من قالَ أنهُ قيلَ بالمعنى وليس بالحـروف !
عجبـاً عُجابْ من هكذا أفكار؛ تُهَشِّمُ فكرَ الإنسانِ.. وتجعلهُ عدواً لمن خلقه وأوجده.
دعوةٌ من ها هُنا مني لكمْ/ بـ قراءة كُتب "محمد فتح الله كولن". فلعلَّ الذهن يصفو بها، ولعلَّ الروح تسمو وتعودُ لسيرتها وفطرتها الأولى.
بارك الله فيكْ.. وإنني يا سيدي لمبهورةٌ بقدرتكَ على المناقشة والمُناضلة؛ بالرغم من أنَّ واقعيّة الإسلام واضحة جليّة –حتى وإن قسنا عليها تلكَ الغيبات المُغيَّبة-..


إلى عُلا,
تحيتي لكِ. أمـّا العباءة... فتلكَ شريعةٌ لم تذكر بنصٍ صريحٍ في القرآن والسنة. وإنما ذُكِرت في قولهِ تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ". صدق الله العظيم.
فهل عدم وجود لفظة العباءة في القرآن، يعني عدميّة العباءة و زيفها؟؟.
لا.. فمن وجهة نظريّ البعيدة، أرى بأنَّ لكل زمانٍ شريعتهُ و منهاجهُ. فالزمن يتغير ويتجدد، والعقولُ تتبدل و ربما تتبدد. عندها؛ نحنُ بحاجةٌ لمنهِاجٍ يسايرُ عصرنا، ويدحضُ بالفتن والسمومْ. أمّا عن لونُ العباءة.. فقد أعدتني بفكرتكِ هذه إلى فكرة الدكتورة سعيدة بنت خاطر. التي طرحتها السنة الفائتة أو ما قبل لا أدري –لايهم-، طرحتها عبر أثير الإذاعة عن العباءة.. وقالت أن اللون الأسود يشعرها بالكآبة والضيق !!
لـون العباءة الأسود، لهو اللونُ الوحيد من بين جميع ألـوانِ الحياة البهيجةِ؛ الذي يقلل من لفت الإنتباه والشهواتِ الحيوانيّة. أما إذا قلتِ بأن اليوم، وفي عصرنا هذا.. بأن اللون الأسود قد أصبح فتنة، وجذباً للأبصار والهوى، حينها سأردُ عليكِ بأن لكلٍ رأيـهُ ونظرتتهُ إتجاه العباءة ونحوها. ونحنُ لا نسير/ نعبدُ آراء الناسْ. بل نحنُ نسيرُ على الحقائق والمبادئ العُليا.
شكرَ اللهِ لكِ.. دائمـاً
موفقة غاليتي.

إلى الباحث,
و أزيدُ على قولكَ سيديّ.. بأن الإسلام هو المصحّة النفسية الأولى. و هو الحلُّ الوحيد لجميع مشاكل الإكتئاب والجنون والمجون والعبث والغباء !!
بارك الله فيكم.

عُلا الشكيلي يقول...

نعيم الأمير الصغير،
مرحبا بك سيدي، انرت المدونة ، وجهة نظر نقف عندها.
تحياتي لك .

الأفول،
سيدتي الرائعة ،أجدني أقطف من عناقيد فكرك الشيء الكثير،
شكرا لكل ذلك النضج المتمكن ، والحب الواعي لله وفي الله ، أحييكِ بشدة، وصدقا الأمة "بخير" بوجود من يدافع عنها بهذه الغيرة الجميلة ،

الأفول: ما رأيك بالعباءات التي نراها اليوم؟
هل هي تتمثل اللباس الشرعي الذي ذكر في الآية الكريمة التي ذكرتها؟ إن العباءة اليوم يا أفول أصبحت ترتدى للزينة ليس إلا ، بين أغلب الفتيات ، ولا أقول جميعهن.
انا أرى حجاب بلون بني مثلا ، وجلباب فضفاض أنيق نسبيا ، وبدون أي زركشة تُذكر سيكون اكثر حشمة بكثير من تلك العباءات ، وإنظري إلى فتيات الشام المسلمات، تمعني في لباسهن ، أليس أكثر حشمة ؟.

همسة :
أنا أرتدي العباءة السوداء أفول ، ولكن أرتديها بسيطة جدا، بلا أية نقوش تُذكر ، ولا زينة ، أشعرها هكذا أجمل وأكثر مضمونا لللهدف منها.

شكرا لكل المتحاورين هُنا ،
جزاكم الله خيرا.

غير معرف يقول...

مرحى يا شباب الإسلام.
أرى نهضة قادمة بوعي ناضج وفهم صحيح صائب.
رب ضارة نافعة ، وظهور الملاحدة وغيرها من الأمور ، وسعي البعض للتشكيك في الإسلام ، ما هو إلا بداية لهضة عظيمة لهذا الدين.
ومتأكد أنه سيعود قويا بكم وبفكركم ووعيكم الذي يأبى أن يأخذ بكل ما هو متنافي مع منهج الإسلام الحق.

إستمروا ونحن لكم متابعون .

الأفـُولْ يقول...

إلى عُلا,

العباءات المنتشرة هذه الأيام، ليست عباءات. بل هي "عِبءٌ" ثقيلٌ.. على الابِس والناظِر !
وإننا لنظلم لفظة العباءة بإطلاقنا على تلك الفساتين المزركشة والملونة بالعباءة..
ثـُمَّ أن أغلب الفتياتِ الآن يلبسن العباءات؛ من جانب "العادات". وليس للدين -في نظرهن- دخل في ذلك...

تغير مفهومْ العباءات، وإشكالية الألـوان هذه.. ما هيَّ إلا نِتاج لتغير الزمان والعصر. أرجو أن نعيدَّ أمر الألـوان والـ "موديلات" وغير ذلكْ إلى أهل الإختصاص.
دائمـاً/
دائماً ما تكون المراءة السؤال الأولْ لجميع الأديان والعقائد. فبتحديد الزاوية الفعليّة التي يجب أن تتحرك فيها المرأة داخل الدائرة.. نحدد فيها عندئذ مستوى تلك الشريعة/ الدين/ العقيدة.
كيف لا وقد كانت المرأة أول إهتمامات الإسلام، وبها ترتقي الإمم، أو تفنى و تـزولْ..

عـُلا, جمعتكِ طيبةٌ بإذنه..
أممم.. ذكرني ردكِ السابق بـ رابعة العدويّة !! لا أدري لمَ.

أكليلٌ من الياسمينات لكِ.

الباحث يقول...

إلى كلا من عُلا وأفُول ....

كأني أرى تخبطا في أفكاركم وكثرة النقاش في مسألة العباءة عٌلا تنقد النقوس والزركشة فالعباءات الجديدة ومنها كانت عند عد التشدد والرهبنة فالدين.

(رأي) على الأقل ساترات انفسهن من حيث اللبس ...اتكلم من جانب اللباس فقط بدون التدخل فالأخلاق )
وأما أفول كانت تقول بأنَّ لكل زمانٍ شريعتهُ و منهاجهُ. فالزمن يتغير ويتجدد، والعقولُ تتبدل و ربما تتبدد والقران لم يذكر العباءة بالنفس... وفجأة تقول أن العباءة في هذا العصر عبئ ثقيل ....

(رأي)يمكن الزمان تغير وتبددت الأفكار والعادات ....فلما النقد

عندي سؤال . لو أن أمرأة غير عمانية من جنسية أخرى مسلمة خلوقة ولباسها محتشم بفستانها الفضفاض وحجابها الساتر هل بيقع عليها نقد عدم لبس العباءة؟

من رأي لأ ولكن هذا النقد محتكر على البنت العمانية ليس من جانب الدين ولكن من جانب العادات وعاد لا تربطون لبس العباءة بالحشمة فالدين لأنكم لا تستطيعون إنتقاد مسلمات فلسطين ومسلمات الشام ومسلمات الغرب ... بل الحشمة في ستر البنت لجسمهابدون التخصيص فاللبس .

أعتذر لتدخلي بينكم

محفيف يقول...

النقاش جميل ومن حق الجميع أن يتساءل وأن يُبدي وجهة نظره
تم السكوت عن أشياء كثيرة منذ العصور الأولى للإسلام ولم ينظر للكثير من الأمور بمنطقية وهناك دائماً تهرب وتخويف للعامة من النقاش مما ولد لدى عامة المسلمين نوعاً من الرهبة من الدين وما يتعلق به.. ويكفي أن تناقش أمراً بسيطاً وتبدي رأيك فيه حتى يتم اتهامك بالعلمانية أو الكفر أو الالحاد من قِبل أبسط إنسان..
الدين يجب أن يخدمنا بما تحمله الكلمة من معنى... لا أعتقد أن الله أتانا بالدين لكي يُعذِّبنا به أو نُعذِّب به أحد..
هذه النقاشات توسع مداركنا وتقربنا من الوصول لحقيقة كثير من المواضيع والأفكار الملتبسة علينا..
النقاش يثري(مش بس السياحة تثري)..
الكلام ليس موجهاً لأحد بعينه! هو للجميع بعد إذنك أخت عُلا طبعاً
أستمتع كثياً بسجالاتكما(عُلا وحسين)

عُلا الشكيلي يقول...

الباحث:
أخي العزيز،
ما قصدته أنا أن العباءة أتت بقصد التقرب إلى الله بداية ، كون المراة أرادت الستر بها، ولكن لأنها إختارت اللون الأسود دون غيره ،فإنه يُعتبر رهبنة منها، وها هي تحاول ان تتحايل على تلك الرهبنة ، بوضع بعض الزينة عليها،

الباس الذي أُمرت به المراة هو أن يكون ساترا لا يصف ولا يشف،
وليست العباءة مقياس للستر ، بل هي تقليد ليس إلا .

شكرا لكم جميعا.

الأفـُولْ يقول...

إلى الباحث,

يا أخيّ .. حينَ قلتُ أن لكل زمان شريعتهُ ومنهاجه، قصدتُ أنَّ الأحكام التي جاءت للعصور الماضيّة، لا تنفعُ إلا إذا حورناها لتتناسب معَ عصرنا الحاليّ. وهنا لا أقصد والله أنْ نبتدعَ ديناً وأحكاماً جديدة؛ بل أقصدُ أن نفكر قليلاً. ثم ألم نأخذ من أهل العلم بعضاً من الأحكام على أساس " الإجتهاد والقياس" ؟؟ من أين جاء علم الإجتهاد؟ ألم يوجدْ لأنه كلما انقضى عصر وجاء عصرٌ آخر، ظهرت مسائل جديدة بحاجة إلى من يحلُها.
الإنسان يا أخيّ، سواء أعاش في العصر الجاهليّ أم عاش في العصر الحالي.. أو في جميع العصو، لهو بحاجة حقاً لمن يرشده ويسيّرهُ نحو طريقِ النور –طريق النور هنا ليس له دخلٌ في كتاب طريق النور!.
مقتبس من سؤالكَ :"عندي سؤال . لو أن أمرأة غير عمانية من جنسية أخرى مسلمة خلوقة ولباسها محتشم بفستانها الفضفاض وحجابها الساتر هل بيقع عليها نقد عدم لبس العباءة؟"
حسنـاً، لا يوجدْ لديّ جوابْ ! بل توجد لدي فكرةٌ ما زلتُ مؤمنة بها..
وهي أنّ لكل زمان زمنه، ولكل مكان مكانه ..
فلو عاشت المرأة في الشام، ولا في الصين، ولا في القمر.. يبقى الباطن والإيمان الأساسي واحد.. لكن طريقة التطبيق تختلف. فهل يعقل أن يتشابه حجاب ولباس المرأة المسلمة في جميع أنحاء المعمورة؟!

سلام ...

الباحث يقول...

إلى الأخ محفيف

نعم النقاش يثري العقول وينير للجاهل دروب الفكر والثقافة ...... وأنا وانت وغبرهم من المشاركين أنما شاركوا لكي نضيف فكرة ونصحح خطأ ونرسم فلسفة وهكذا... أشكرك استاذي

إلى الأخت عُلا وأفُول

يقول الشافعي رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب .....

لكل منكما طرحا مميزا وفكرا سامقا وحبرا عطرا وقلما محقا.... وأعلموا اني دوما متابع لأفكاركم وطرحكم ثقافتكم بكل شوق لأزيد من محصلتي في الفكر والثقافة..

ورحم الله أمرء أهدى إلى عيوبي ... مداخلتي كانت عندما أريت توسعكما في نقاش العباءة وانا لست ضد النقاش بحد ذاتة ولكنني لاحظت بعض التناقض فالأفكار ولكن بردودكما أزلتماالظلام من على مرآى عيني.

أشكركما

عُلا الشكيلي يقول...

بل الشكر لك أخي الباحث،
فكرك ثري جدا أخي، ورحك طيبة ورائعة أحييك بشدة،
بحق أقولها ، إستفدتُ منك ومن جميع الأخوة ،
ودائما الحوار طريق ممهدة لفكر واعي.

دمت بهذا الجمال الروحي أخي.

أم عزان يقول...

أمر على مدونتك للمرة الأولى .. أعجبتني :)

هرطقات يقول...

علا!

هناك اختلاف بين اللبسين في الآيتين:
آية خوف العلماء من الله ، المسألة فيها مسألة نحو وتشكيل.
بينما المسألة في آية الرهبانبة مسألة اتساق المعنى.
كل الجمل في الآية متسقة ما عدا " إلا ابتغاء رضوان الله"
هذه الجملة تدل على أن الله كتبها، وفي نفس الوقت "وما كتبها عليهم الإ ابتغاء رضوان الله.
لكن الآية ذاتها تقول في مقدمتها أن الله لم يكتب الرهبانية عليهم.
المشكلة أن " إلا " هذه تحتاج لكي يستقيم المعنى أن تأتي الجملة التي قبلها منفية.
" ما ابتدعوها إلا ابتغاء رضوان الله" جملة مستقيمة!
لكن الآية تقول "ابتدعوها "
" ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله" جملة مستقيمة !
لكن الآية التي قبلها بقليل ترفض أن يكون الله هو الذي كتبها عليهم.

المشكلة في كلمة " إلا"

هرطقات يقول...

الباحث!

1. نعم ،هذا هو المعنى المناسب للآية، المعنى الذي ذكرتَه أنت بالضبط. لأن هذا ما يستقيم عليه حال الآية ، لكن كلمات الآية غير مستقيمة بالتالي. أعني أنت وضعتها بطريقتك التي تفهم فيها الإسلام ، وهكذا فسرها المفسرون ، لكن هذا لا يعني البتة أن الآية بجملها الحالية وبنسقها ، محكمة المعنى ومتسقة السياق.

2. أما عن كثرة الإكتئاب والانتحار في الدول الغربية ، فأولا لا توجد احصاءات دقيقة عن الإكتئاب في الوطن العربي. ثم أرأيت لو جاءك ولد حزين وأردت أن تسلي عنه فإنك ستقول له صلي مثلا أو تمشى أو افعل شئيا ما ،لأن هذا ما يتوافق عليه المجتمع والدين في هذه المنطقة ،في الغرب لو جاء ولد لآخر وقال له أنا حزين، فسيقول له لم لا نذهب إلى البار أو دعنا نذهب للرقص .
أظن أننا متفقان في أن الدين يؤثر على النفس ، لكن الأمر ليس أبعد عن هذا. التوافق الداخلي مع الذات أكثر تأثيرا عن ماهية المعتقد في موضوع الراحة النفسية. إن الشيوعي يضحي بنفسه في سبيل قضيته !

عُلا الشكيلي يقول...

غير معرف، أم عزان،
شكرا لكما على عبوركما الذي أسعدني بحق،
وسأسعد اكثر بمتابعتكم لي. ونقاشاتكم التي هي ما أتوق لها، لأصوب فكري إن إعوج يوما.

هرطقات ، لي عودة سيدي،
تحياتي .

عُلا الشكيلي يقول...

، كنتُ قد مررت سابقا على عجل،
والآن أعود إلى كلامك ،
رأيتك تأيد كلام الأخ الباحث، مع أنه نفس كلامي !!

عموما يا حسين ، لا من لبس في الآية ، إلا من أراد ان يقول ذلك لغاية في نفسه .

النصارى إبتدعو الرهبنة بغرض التقرب
إلى الله ، ولكنهم لم يرعوها جق رعايتها، وقد ذكر الله ذلك ليس لنتجادل في أمر النصارى ، ولكن كي لا نقع في نفس خطأهم ، فنحن خير أمة أخرجت للناس والإسلام دين وسطية ، لا غلاء ولا رهبنة فيه .

شكرا سيدي .

الطير المهاجر يقول...

جمييييييييييييييييييييييل

متابع

الطير المهاجر

عُلا الشكيلي يقول...

شكرا أخي خالد.
أثمن لك متابعتك .

ود