الأربعاء، 24 سبتمبر 2008

مأدبة فكر

مادبة فكر عامرة، بشتى الاصناف الادبية والفكرية والثقافية،
تذوق جميع الاصناف،بها
لا تتردد أبدا، في ان تطوف على فكرة هذا أو صنيعة ذاك في الادب.
ستنولد ليدك أفكار وأذواق، وستنطق بعدها حين تنطق عن بينة،

فقط لا تقف عند زاوية واحدة،
فللمكان أربع زوايا على اقل تقدير،

ولا تقف عند وجهة نظر واحدة،
بل تتبع وجهات النظر حتى لو لم تروق لك،

اتعلم أين يكمن الجهل؟؟!
يكمن في إزدراء الآخرين لذواتهم،
دون ان يشعروا يكسروا مجاديف القلم، ويحبطوا الفكر،
تلك اقلام تسير بغير ثقة، عوضا عن أنها تسير مترنحة في ظلمات فكر الأنا،

فكرك لن يستقيم إلا بفكر الآخر،
وتجاوز كبرياء الأنا المتعجرفة به،

تذوق حبر الاقلام جميعها،
وبعدها.. إلفظ ما لم يستسيغه عقلك،
وتشبث بالراقي من الفكر والادب،

ولكن إحذر المكوث حيث فكر الآخر،
فلابد ان تصنع لنفسك فكر مستقل،
هو خلاصة الآراء الحكيمة من حولك،

لا تكن سلبيا حين تلقيك المعرفة،
أو تلقيك وجهات النظر من حولك،
أو حين قراءتك فكر أحدهم،

أي مقال تقرأه ، أو فكر يتوارد إليك ذات حوار،
لا تتلبسه يقينا، وتمضي متفاخرا بما إستحوذت من ثقافة جاءت بها افكار الغير،
فكلام الآخر ليس دستورا منزل من السماء،
إنما هي قوانين وآراء بشرية ، قد تُخطئ وقد تصيب،

لذلك..إعمل عقلك، وإستخلص شهدك الخاص بك،
دون مكابرة او غلو..

، فلتكن حكيما، يتبعك المنطق دوما،
وتسيرك الحكمة،

إبتسم، حين تحاور،
ولا تتشبث بفكر ضال
تقبل النقد بروح تتطلع للتميز،
ولا تحاول ابدا أن تغلق أذنيك ، في كبرياء أحمق،

وتذكر أنه من تواضع للعلم رفعه الله به،
فلا تأخذك العزة بالاثم،

وأخيرا... امضِ بثقة،
وإخلص النية،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
[//
//
//
لأرواحكم دفء شتاء ،
وعنوان محبة.
::::
::
مودتي.
عُلا الشكيلي

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

قيمة الإنتاج والإبداع في فكر الكاتب

قيمة الانتاج والابداع في فكر الكاتب!



كثر الحديث بين المثقفين عن "قيمة الكاتب" التي تناولتها بعض الأقلام في أكثر من صحيفة أو ملحق ثقافي،
ولعل أبرزها ما طرحه مؤخرا الكاتب /يحيى المنذري، في مقالة له بعنوان"قيمة الكاتب العماني" نشرها في زاوية (شرفة السماء) بملحق شرفات!
وبعد قراءتها تساءلت: ما هو القصد من نشر تلك الثقافة - وهنا أعني ثقافة القيمة - ؟؟!!

التأوهات التي تصدر من الادباء في صحافتنا حول ما يتعلق بالقيمة المبعثرة لدى المجتمع للمثقف والكاتب، أو الفنان التشكيلي، تعكس – للأسف - ضحالة القيمة لدى مثقفي المجتمع انفسهم فيما يتعلق بإبداعهم الأدبي، وبالتالي ينعكس ذلك سلبا على تنمية الثقافة والعمل الادبي بجميع أشكاله في المجتمع.

إنني لا ألومهم أولئك المثقفين والكتًاب حين إمتعاضهم وتذمرهم من عدم إهتمام المجتمع بهم، وإنهم لا يجدون تلك الحفاوة التي قد يلقاها الكاتب الغربي، بين فئات مجتمعه،

ولكني أذكرهم بأن عالمنا العربي تواردت عليه إنتاكاسات ثقافية وحضارية عدة، قد يكون من ضمنها الحروب التي غزت ساحت فكره، ،و تجاهله هو ذاته لحضارته وتاريخه، وإستخفافه بأبجديات اللغة التي هي لب الثقافة ومعبر الحضارة ،
وما زالت تلك الحروب ترسل سمومها عبر غزوات متكررة للفكر والثقافة،التي يطلقها الاعلام الغربي صوب مجتمعاتنا بكل فئاته.

كل ذلك ساهم في تراجع عقليات المجتمع، فيما يتعلق بتدني النظرة للكتاب والكاتب أو المثقف أو المبدع الادبي، والفنان التشكيلي.

وحين نُعرًج بمقارنة بين الكاتب في المجتمع الغربي والحفاوة التي يتلقاها، وبين الكاتب في المجتمع العربي،والتجاهل الذي يلحظه من بعض فئات المجتمع، فأعتقد أننا بذلك، نبتعد خطوات عن مفهوم الثقافة وأهدافها، ونتجاهل بالتالي حقيقة أن المجتمع العربي بشكل عام لا زال يحبو ثقافة، وفكر-بعد أناستأصلت حضارته الحروب و قلة إكتراث شعوبه بتاريخه، فكان دور الكاتب المثقف هنا ليس دورا هينا، بل هو قائد الفكر في مجتمعه، يقع على عاتقه إنتشال الثقافة والادب من براثن الاخفاقات حين عبورها فكر أؤلئك البعيدين عن مراسيها.

لذلك أظن أن رسالته أكبر من أن تقيّمها الماديات،

فالكاتب أو المثقف لديه رسالة يؤمن بها عليه إيصالها بشتى الطرق،ومما لا شك فيه أنه سيواجه الكثير من المطبات حين عبوره شارع المعرفة والثقافة والأدب إلى فكرالمجتمع.


الهوة الثقافية بيننا وبين الغرب عميقة جدا،لذلك.. تنفسوا بعمق، ولا تتعجلوا ثمار الفكر،
دعو أغصان إبداعاتكم الأدبية تورق وتسترسل شموخ الفكر، وبالتاكيد ستأتي أُكلها بعد حين.

وإذا ما حصل ذلك، تلقائيا سترتفع القيمة المادية للكتاب، والمقالة والقصة تباعا لإرتفاع قيمة الكلمة والثقافة والفكر في عقول المجتمع،

والكلمة رسالة، وقيمة حضارية وفكرية وثقافية فبل أن تقيمهاالماديات.

وجهة نظر قد لا تجد لها صدى لدى الاغلبية من الكتاب
ولكن بالرغم من ذلك كتبت فكرتها في كلمات هذا المقال.
عُلا الشكيلي
*هذا المقال، نُشر لي اليوم في ملحق شرفات الثقافي التابع لجريدة عُمان.