الأربعاء، 25 نوفمبر 2009

*فوضى مسكونة بالجمال


حين رأيته يتقافز أمامي، كنتُ ساعتها أتثاءب بكسل. لذلك تجاهلتُ شيطنته، وأغلقتُ عيناي ببطئ شديد، شعرتُ بخياله يتراقص مع إنبثاق الضوء من النافذة ، ومع ذلك لم أهتم به ، ولم أبدي مخاوفي، ولم أبدي تذمري أيضا .
تركته يعبث بالضوء كيف يُريد . من كان يراني ساعتها يظن انني سابحة بأحلامي في رحلة نوم شديدة العمق !
في الحقيقة لم أكن نائمة ، كنتُ بين الوعي واللاوعي، إستمتعتُ كثيرا وأنا أُناظره مُسترخية الفكر ، بإحساس نصف يقظ ونفس نائم. الخيالات التي كان يرسمها على بُعد ضوء مني ، كانت تبدو لي حكاية تُخبئ داخلها الكثير من الأسرار. ذلك الشبح الضوئي ، كان يتسلل من خلف غطاء الجفن ، يستلل بخبث ، كنتُ أبتسم في داخلي، وأنا أراني مزهوة بغرور الثقة المتناهية فيني !

حسنا ، ما خطبك الآن؟! إنك لا تفعل شيء عدا إضحاكي ، إنني أضحك بشدة الآن في داخلي، لا أدري إن كنت ترى علامات الإبتسام على شفتي، ولكني أجزم أنك تمتلئ غيضا ، لأنك فشلت في إخراجي من حالة الهدوء التي إقتنصتها رغما عن ضوضاءك المُضحكة . ونجحتُ أنا في إغتصاب حماقات جنونك لأعيش اللحظة الجنونية ونفسيتي ترتدي ثوب هدوء !
أتتخيل ذلك؟ أتتخيل كيف لأضداد أن تلتقي بمتعة الغرابة ؟!ذلك شهي بحق ، شهي حد التلذذ !

أسمع صوتا يأتي من الداخل ، يهمس "من تُخاطبين " أتصدق؟ لا أكترث للسؤال وأمضي في هوسي الجنوني ! أعلم أنه سيقول عني "حمقاء" بل ربما "مجنونة" !
الأمر ممتع بحق ، انا لا أهتم بشيء، لا بالأنا التي تُخاطبني بحنق ، ولا بذلك المتسكع في أرضية الغرفة ، بصحبة ضوء، إنه يتراقص كأبلة ، يضحكني بشدة ، فأقهقه مرة أخرى بداخلي، تكتفي شفتاي برسم إيماء الضحكة كنوتة تبسمية صغيرة تنعطف زواياها ناحيتك أيها الشبح الضوء المتسكع في زوايا الغرقة تثرثر طويلا ، إنني بلا شك أستمتع بثرثرتك تلك ، ممتع للغاية .

ياتيني الصوت من دخلي يسأل للمرة الألف "من تُخاطبين " ، لا أجيب، لا أفعل شيء سوى ان أغرق في الضحك مُجددا، وأقول مرة أخرى وأخرى وألف، رائع ، إستمر ، إنني هكذا أدخل قوقعة جنون هدوئي!
أسمع همهماته تخرج غاضبة ، فأبتسم أكثر.وأكثر وأكثر حد القهقة بلا وعي!

أحب أن يأتي جنوني كما أشتهي ، وأعمل على إسكات ذلك الصوت الذي لا يكف عن إرسال سؤاله الغبي لي"مع من تتحدثين" .
المفروض أن أتضايق الآن ، لأن ذلك الصوت يًشعرني بأن ثمة غباء يسكن بداخلي ، يردد ذات السؤال ، ولكني أضحك!
ما سر ذلك ؟! حالة هستيرية فائقة الجمال ! كيف وصلت إلى تلك الحالة من الهوس الجنوني !

الأحمق ، ذلك الشبح الضوئي ، لا زال يعبث بحركات غبية، بل مُضحكة ، أراه من خلف ستار غطاء عيني ، إنه لا يكف عن الثر ثرة بحركات مُضحكة ، إنني أكثر الضحك بداخلي ،مهلا ، حدث شيء غريب ، الصوت الغبي الذي كان يسأل "مع من تتحدثين " أسمعه الآن يُقهقه.
رائع ، إنتصرتُ أنا بالأخير ، وجعلته يقهقه هو الآخر.
توصلتُ إلى حقيقة ، أن الأشياء التي نريدها ، نستدعيها بطريقتنا ونبتكر لإستجلابها أساليبنا الخاصة ،أتعلم ايها الشيح الضوء؟ لا من داعي لتعلم أشياء خاصة بنا . ها أنا في قمة جنوني وبالرغم من هدوئي الصارخ في المكان! هل تُريد ان تجرب كيف تكون في قمة جنونك الهادئ؟ أم انك تستمتع بالصخب الصارخ ضجيجا كأرجوز أحمق لا يكف عن الحركة ؟ إنظرني أنا كيف وصلتُ لحالة الإنتشاء التي تتفاخر بها أنت أمامي ،ولكن دون حتى ان أرهق نفسي ! إنني أعيش خيال الجنون بداخلي .

والأهم من ذلك أنني أجبرتُ الذات الماكنة فيني على أن تتقبل الأمر ، ألم أقل لك أنها كفت عن إرسال سؤالها الغبي ، وبدأت بالقهقهه هي الأخرى!
إن ذلك يعد إنتصارا بلا شك .
رائع ايها الشبح الضوء ، رائع جدا إستمر بعبثك في فضاء الغرفة . أحب ذلك بحق .
كما أحب أن أمارس طقوسي الحنونية ، بعيدا عن تلصص الآذان من حولي أو تربص الأعين اللاهثة وراء الأضواء المخنوقة بوجع ! تتساءل بخبث عن سبب وجعها ، لتغرقها في هدوء صارخ في حزنه ! الآن أنا ، أعشق جنوني الصارخ في فرحه الماكث هدوءا فيني !
أيها الشبح الضوء، هل فكرت يوما في الجنون وروعته؟ الجنون جدا رائع ! إنه يلهمك القوة ، يلهمك اللامبالاة ، بما حولك ، مهما كان حجمه أو ضآلته !

أنت تعلم الجنون وتتقنه لا شك في ذلك ، لأني أرى عبثك الصارخ المُضحك ! ولكن أيها الشبح الضوء، هل تعرف كيف تكون مجنونا في هدوءك؟!
أعلم ان ذلك صعب عليك أن تتعلمه ! فأنت لا تفقه سوى الشيطنة تُرسلها ضجيجا مُدويا في المُقل ، تتحرش بالبؤبؤ الضعيف المسكين ! يا السخرية ! البؤبؤ يختبي منك الآن ، ويغرق في ضحكاته المتلاحقة!

تحرشاتك لم تعد تؤلمه ، بل تُضحكه!
جميل ذلك ، جميل جدا ، أيها الشبح الضوء ، دع عبثك الصارخ يزاورنا ذات ترح تارة وذات فرح تارة أخرى . إنني أطلب منك ذلك الآن ، وأعدك أن آخذك إلى مدينتي لاحقا . سأُعلمك الرقص بهدوء ، بلا ضجيج ولا ضوضاء مُشعة صارخة في إشعاعها، على أن تُعلمني كيف ألتقطُ الحزن بومضة جنون ، وأن أسترخي بعد ذلك بهدوء .
وأتسكع مُدن الأحزان بلا أحذية !

أيها الشبح الضوء ، أعلم أنك لا تنتعل حذاءا ولن تنتعله قط ، الحذاء لا نحتاجه في الرقص كما لا نحتاجه في الموت ! تلك عبارة قرأتها يوما في رواية إنها ملكية فلسفية روائية خاصة بالمستغانمي أحلام .
إن قلمي يعشق السير، خلف خُطى الجمال والفلسفة !

أراك مُقطب الجبين الآن ! أدرك أنك تتساءل :ما دخل الفلسفة الآن ؟
إنها مقرونة بالجمال ، مغمورة في حروف تسير بقدمين سرقت أحذيتها !

أيها الشبح الضوء ، أرغب بشدة أن تُسرق أحذيتي ذات حزن ..

عُلا الشكيلي
* نص سردي نُشر في ملحق شرفات الثقافي

لهذا اليوم الأربعاء الموافق 25\11\2009

الاثنين، 23 نوفمبر 2009

ما الحزنُ أخشى عليَ.

بطعم الفرح الحزين ، الذي يأتي هذا العام مع وقع عيدين ، وعيد ثالث لا تذكره سوى شهادة ميلادي ، وربما مناسبة أخرى رابعة ، لا تعني سواي و سواهم أولئك المتكورين معي في شرنقة الذكرى ، لحبيبة مضت إلى ربها ولم يعد لها سوى ذكريات مغلفة بالجمال ننبشها كل حين ،وتكون على إثرها العيون رقراقة بالدمع الحزين !


أسترق لكم وميض حب ، لأقول لكم :"كل عام وانتم تتراشقون التهاني ، وتزفزن التبريكات ،لمن تُحبون ولمن لا تحبون !
فللعيد طعم الجمال وطعم الحب وطعم الرضى ،طعم التسامح وطعم اللقاء .
للعيد عنوان يُخطئني هذا العام ، فلا ألتمس له طريقا ! بالرغم من انه ياتي متزامنا مع ذكرى مولدي ، ولكنه يطل حزينا تلتطقته حروف لها طعم الشجن !


أنا التي تعودتُ أن أهنئ إخوتي بالعيد ، قبل موعده بأيام ، لم أهني أخي هذا العام !! بالرغم من إتصاله بي البارحة ، وحديثنا الطويل ، الذي لم يكتمل لأن جرس الباب قرع فجأة ، وكانت إحدى الصديقات التي لم أرها منذ فترة ، فإستأذنتُ من أخي ، مُطالبة إياه أن يعاود الإتصال لاحقا ، لنكمل نقاشنا حول أمر ما يخص العائلة والذي أنسانا فرحة العيد!

بيد ان لقائي بصديقتي تلك "والتي أعزها جدا " أنساني كل شيء ، أو ربما لم أسمح لأي شيء أن يقطع سوالفنا "البناتية " المعتادة، وهي تُخبرني عن أخبارها ، وتسألني بلهفة عن أخباري ، وتتعالى ضحكاتنا لتغطي جو الغرفة ، وتنبش في أغراضي الجديدة ، و ذكرياتي القديمة ، لنخوض حوارا شقيا جميلا في كل شئون حياتي وحياتها !

تُغادر صديقتي المنزل ، وأتذكر أنا أخي ، فأبحث عن "هاتفي " فلا أجده ، ذلك أنني دائما أرمي الهاتف في أي مكان ، ولا أتذكر بعدها أين وضعته ، فلا أجده إلا بعد فترة من البحث عنه .

مكالمتين من أخي ، ورسالة نصية يقول فيها :"باي أنا عندي دوام " .ودخلتُ في حالة حزن جديدة ! بعد أن كنتُ قد فردتُ أجنحة الفرح المجنون !

أليس غريبا ما يحصل لنا ؟! أليس غريبا اننا نعيش الفرح للحظة ، ثم يطل الشجن برأسه فجأة وبلا مُقدمات؟!
تتقاطع في خط سير اللحظة ، عناوين كبرى ، لذكريات وأحداث ، بعضها شهي وبعضها الأخر يندس في قلوبنا بألم !

أؤمن أنه بإمكاننا أن نجهض الحزن ، وان نبتعث الفرح من مقبرته متى شئنا .
لذلك ، أجد ان مشاعري تنتقل من حالة إلى اخرى في لمح البصر ! فقد أكون في قمة حزني ، على إثر ذكرى تنبثق من الماضي القريب أو البعيد، ثم أجدني فجأة أكثر الضحك ، وتتقاذفني لحظات من الفرح الذي لا أعلم من أي ذكرى إنبثق ؟! ولا أي حدث أتى به ؟!

وفي طعم اللقاء ، وفرحة العيد أعود لأقول :"ما الحزن أخشى علي ، ولكني أخشى أن تغيبني نوبة فرح فتجهض جمال الشجن بداخلي !

"كل عام وقلوبكم عامرة بالحب "
،
،
،

الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

نعم...لا أُحب المناسبات

،
،
حين إتصلتُ بمحرر إحدى الملاحق الثقافية أسأله عن نص سردي لي إن كان سينشر هذا الإسبوع "الأربعاء التي مضت " أم لا ؟! أخبرني أنه تم تأجيل نشره إلى الأسبوع القادم لأن هذا الأسبوع ستكون جميع المشاركات عن العيد الوطني ، ثم سألني إن كان لدي موضوعا لهذه المناسبة ؟ قلت :"لا ليس لدي ، ثم أردفتُ بعفوية :لا أحب المناسبات!!
ضحك مُعلقا :"جميع المناسبات أم المناسبات الوطنيية فقط؟!

ساعتها أدركتُ أنني أوقعتُ نفسي في مطب ليس من السهل الخلاص منه ، وتلعثمتُ ولم أعرف بما أجيبه ! ولكني كنتُ جرئية كفاية لأرد على سؤاله :"المناسبات الوطنية هي ما أقصد بالضبط"!!

لا أدري كيف أتتني الجرأة لاقول ذلك الكلام ؟! ربما لأن من عادتي أنني حين أؤمن بشيء فلا أحب أن أقول أو أأتي بما يناقضه ! أنا فعلا لا أرى مبررا لأن أجعل قلمي يصحو على إثر مناسبات بعينها فقط لأعبر عن وطنيتي ، فالمناسبات مهما يكن تظل وليدة يوم معين ، وإيماني بالوطن لا يمكن أن أوأطره بيوم واحد أو أيام معدودة.
إيماننا بالوطن يجب أن يكون ظلا لحركاتنا ووحي لسكناتنا ، نقرأ زوايا مُظلمة به ، لنشحذ همة حبرنا لاحقا بالكتابه عن تلك الزاوية ومحاولة إقتباس النور لها .

إيماني بالوطن يجعلني أجترح الكثير من التساؤلات حول بعض الشواهد السلبية الأخرى التي تندس خجلى خلف شواهد إيجابية مزركشة الحواف! ربما يتوجب علينا حين نذكر المزايا والإنجازات أن نذكر بجانبها أيضا بعض السلبيات التي لازالت مترسبة بقوة ، في بعض البقاع ، وبقيادة من بعض العقول الغارقة في جهلها!

الوطن ليس قصيدة وطنية ، ولا حرف أأتي به مزركشا ليقول جملة وينتهي الأمر بإنتهاء المناسبة ! ولا هو تمجيد لشخص أو ليوم بعينه ! الوطن أكبر من ذلك بكثير ، الوطن فكرة لا نهاية لفضاءها ، وحب لا حدود لتضحياته !
الوطنية أن أرى خطأ في بقعة ما من أرض الوطن فآتي لاكتب عنها ، فنحن لا نحتاج إلى الظل والشواهد ، ولكننا نحتاج إلى الضوء في مكان شديد الغمق بالغ العمق ، لنرى عيوبه بوضوح ، وندس الفكر في الحبر ، ليسيل لعابها من أجل شهوة الإصلاح .

نعم لا أحب المناسبات حين الحديث عن الوطن والوطنية ، لأن وطني أكبر من مجرد مناسبة .
ولان وطني بحاجة إلى من يُريه النور في بعض بُقاعه التي لا زالت تعشش فيها الظلمة ،
إن فعلت ، ساعتها أكون "وطنية " أكثر بكثير من ان أمجد خطوات مضت ناحية النور وإنتهت إليه ."
ذلك لأن تمجيد الشيء الماجد أصلا ، ما هو إلا تحصيل حاصل . ونحن بحاجة إلى أن نغرس النور أحيانا لا أن نزركش الحروف بحضرته فقط .
،
،
عُلا
18\نوفمبر
س 8:30 م

السبت، 14 نوفمبر 2009

الآراء حول غيرة الرجل من\على المرأة

في موضوع سابق ، طرحتُ تساؤل :"هل الرجل يغار من المرأة أم يغار عليها؟ ولو أنني أخذتُ القضية وقرأتها من مُحيطي الأسري ، إذن فأقسم أنه ليس هُناك بأحن على المرأة من الرجل ، لما أرى من حنان أخوتي ، وطيبة قلبهم التي تسكنها الشدة الحانية ، ذلك أن الحنان حليف طبعهم .

من واقعي ذاك ، قد أقول بملئ فمي أن الرجل لا يغار من المرأة وإنما يغار ويخاف عليها . لأن الذي يحنو عليك ، مستحيل أن يغار منك ، وربما كل فتاة حين تقرأ ذلك في واقع أسرتها ، فإنها لن تشك مُطلقا في أن الرجل يغار عليها لا منها .وهذه النقطة تتفق تماما مع ما ذكره الأخ "احمد البادي " ، أحمد قرأ الموضوع من زاوية أُخرى ، ورده كان حماسيا يدل دلالة كافية وواضحة أنه الرجل الشرقي الذي يغار على المرأة ، لأنها شيء مهم في حياته ، فأحمد يرفض السعي الحثيث وراء مقولات غربية عن "تحرير المراة وتبعاته " فأقول لك يا أحمد قد شحط بفكرك بعيدا ، لأنني أتفق معك تمام الإتفاق فيما ذكرت ، غير أن تساؤلي كان من زاوية أخرى ، تقرأها المرأة يوميا في مجال عملها ، ربما ، أو في أي جانب آخر من جوانب الحياة .

إذن يا أحمد لو أننا نظرنا للموضوع من ذلك الجانب البرئ جدا ، فسنقول نعم ، الرجل الشرقي يغار على المرأة لا منها .
ولكن ماذا عن واقع الأسرة الكبيرة (المجتمع) ؟ بالطبع تختلف الرؤيا ،بوجود التنافس بين "الرجل والمرأة " في شتى ميادين الحياة .خصوصا في هذا العصر ، والتنافس قد يولد الغيرة من الطرف الآخر، هذا شيء لا شك فيه ، وهُنا يتساوى الرجل والمرأة في الغيرة من جنسهما ومن الجنس الآخر ! فالمرأة تغار من المرأة (كما قالت الأخت أشجان ) في تعليقها على الموضوع السابق ، وهي غيرة لا من شك في قوتها لدرجة أن تصل إلى الحسد أحيانا ، وبالطبع كل إمرأة أو فتاة أو حتى الرجل لا شك أنهم مروا بهذه التجربة المرة ، فما من شيء يؤلمك بقدر أن تتألم حين ترى أشخاص أو أصدقاء يكيدون لك ويمتلؤن غيظا منك وبالمقابل أنت تكن لهم كُل الحب ! تلك غيرة تقتل روح المنافسة في الطرف الآخر ، ربما هُنا أتكلم من وجهة نظر شخصية ، كوني فعلا أرى أن الغيرة حين تأتي من صديق مقرب ، أو شخص عزيز أو شخص أنت بالأساس لم تحمل عليه حقدا في يوم قط ، فإن النفسية بلاشك تتأثر جدا ، وربما أثر ذلك على عطاءك ، وهُنا تكون الغيرة قد جاء مفعولها مُترجما للـــ"الحسد" كونها أثرت في الطرف الآخر تأثيرا سلبيا . أشجان تواصل فكرتها ، بأن الرجل الذي يغار من المرأة فهو شخص "فارغ فكريا " بتعبير آخر ، وهُنا قد اوافقها الرأي وربما أختلف معها في ذات الوقت ، لأن الغيرة هي سلوك نفسي لا يستطيع البعض التخلص منه ، وسببها في الأغلب هو نقصان الثقة في النفس او في القدرات . وهذه النقطة تتفق تماما مع رأي "pure" في الموضوع آنف الذكر ، وأجدني أتفق جدا مع ذلك الرأي ولكني أعود وأختلف مع "pure" في نقاط أخرى ، كقوله :"أن الغيرة هي شيء وراثي" ! فأنا أستبعد أن تكون الغيرة شيء وراثي ، إنما هي سلوك مُكتسب منذ الصغر ، وبسبب طرق خاطئة في التربية ، لا يسعنا أن نذكرها في هذه العجالة .

هلال الهنائي كان رأيه مُبسطا في الموضوع ، من حيث" الغيرة من "وكيفية تصنيفها ، وتفنيدها عن "الغيرة على " فوجهة نظره تقول أن الرجل يغار من المرأة في مجال العمل ، لأنها تكون منافسة له ، وتختلف الغيرة ، حين تكون المرأة بعيدة عن مجال عمل الرجل ، لتكون غيرة عليها كحبيبة أو أخت أو زوجة ، ولكن يا هلال ، ماذا لو أن الحبيبة أو الأخت أو الزوجة كانت في مجال عملك أيضا تنافسك ، فكيف ستقرأ غيرتك في تلك الحالة ؟ هل ستغار منها أم عليها ؟ أم الإثنين معا؟ أعتقد أن الغيرة ساعتئذ ستتشابك دوافعها بلا شك ، حتى لا يعي الرجل أيغار منها أم عليها!

نعيم الأمير الصغير ، وجهة نظره تنم عن جمال رؤية الحياة من حوله ، فنعيم نقرأ له رأيا يقول فيما معناه أنه مع المرأة طالما أنها قادرة على العطاء أكثر من الرجل ، وأن قلبه لا تشوبه شائبة نحوها ، نعيم ، أنا معك أن الرجل يغار على زوجته وإن لم يفعل أصلا يكون بلا نخوة ، ولا يتسم بالرجولة الحقيقية، والغيرة على المرأة شيء محمود ، حين لا يزيد عن الحد ، تماما كغيرة المرأة على الرجل ، ورأي نعيم ذاك يتفق مع رأي الأخ"صعلوك " ،الذي جاء رده تفنيدا لدرجات الغيرة ، ومتى تكون الغيرة طبيعية ومتى تكون مرضية ؟ أجدني أتفق تماما مع رأيه ذاك ، فالغيرة صفة تكاد تكون متواجدة كحالة فسلوجية طبيعية في النفس البشرية ، إلا أن زيادتها ، أو نقصانها يأتي بنتائج عكسية ، سلبية
الأفول " كانت وجهة نظرها صريحة للغاية ، فهي ترى أن الرجل يجب أن يفرح بإرتقاء شريكة حياته ، بل ويجب أن يبحث عن المتيزة في عملها ، وتقول انه لا أحد الآن لا يرغب في الإقتران بذات منصب ، والحق فيما قالت "الأفول " لو أن العقول تفكر بمنهجية صحيحة ، ولكن بعض العقول تفكر بطريقة "الأنا " فتضيع همتها وفطنتها .
"محمد" رجل أشعر من خلال كلماته أنه إبن عصره ، فهو يصرح أنه لا يغار من المرأة مُطلقا ، وانه سيقف معها لا ضدها ، وجهة نظر في غاية الرقي والشفافية .

الأخ الباحث كان رأيه ، متعمقا ومفصلا ، وأخذ مسارات أخرى عديدة ، فهو بداية يعترف أن ثمة رجال قد يغارون من المرأة ولا يريدون أن يروها في منصب أعلى من منصبهم ، ولكنه لم يوضح رأيه في أؤلئك الرجال ، هل هم (من وجهة نظره) يغارون عليها أم منها؟

الباحث أدخلنا في متاهات عدة ومتفرعة ، فهو دخل في تفاصيل غيرة الرجل ولما يغار ، ولما يحصل الطلاق للمرأة العاملة الناجحة في عملها ؟ من وجهة نظره أن الطلاق الذي يأتي بعد أن يكون للمرأة منصب أعلى من ذي قبل وأعلى من منصب زوجها ، أنها ربما تكون أهملت في واجباتها الأسرية لذلك حدث الطلاق ! هُنا أعتقد ، أن الجهل وقع من كل الطرفين "الرجل والمرأة " فالمرأة –بالرغم من علمها الذي نصبها تلك المكانة ، إلا أنها والحال كما يصف الباحث – تبقى جاهلة ، فالمثقف –من وجهة نظري هو الشخص المتزن الرؤيا في شتى ميادين الحياة ، والذي يدرك كيف يتعامل بإتزان في جميع جوانب حياته ، والرجل "أي زوجها" أيضا يكون جاهلا ، لأنه إن كان واعيا لم يكن ليطلق زوجته لذلك السبب إن لم تكن الغيرة دافعا للطلاق، فهو إن كان مُحبا لها ، سيقف معها ، وسيحاول أن يجد حلا لتلك الأزمة ، بتحاوره الواعي معها ، أعتقد إن وجدت المرأة من زوجها روح متفهمة ، وقلب حنون ، وعقل مكتنز بالحكمة ، فإنها ستستشيره في كل شيء ،
وستعمل بنصائحه ، وهكذا يكونا قد صعدا السلم معا ، درجة درجة .

عمل الرجل في بيته ليس عيبا ، بل هو دليل للوعي الحضاري ، فالرجل المتحضر لا يرى فرقا بين الرجل والمرأة في إدارة شئونهما الخاصة أو شئون الأبناء، وقد كا رسول الله يعمل في بيته ، ويخدم نفسه ،
إن كان في رأي الباحث أن المرأة الناجحة هي التي توفق بين البيت والعمل ، فإنني أرى أيضا أن الرجل الناجح هو الذي يعرف جيدا كيف يدير دفة الحياة الأسرية من حوله ، أوليس هو ربان السفينة ؟!
برأيي ان نجاح المرأة يعني نجاح الأسرة .

يشير الباحث إلى النساء اللواتي عبرن التاريخ ، (أي خلدهن التاريخ) بأنهن كن موازنات بين إحتياجات العمل وإحتياجات الأسرة ) ولكني أذكره أن ما من إمراة خلدها التاريخ إلا كان زوج المرأة أو أبوها أو حتى أخوها يقف بجانبها مساندا .
الغيرة من هادمة ، والغيرة على بناءة مُثمرة ، باسقة النتائج . تُؤتي أُكلها ذات حب . بشرط أن لا تزيد عن الحد

شكرا لكل من شارك في النقاش ، \
ودام وعيكم .

الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

إنتقال الطباع أو السلوك من جيل إلى آخر

في موضوع سابق ، كنتُ قد طرحت موضوع "ولا تزر وازرة وزر أخرى "
وفي هذا الموضوع سأدون وجهة نظري وردودي على الأخوة الذين عقبوا على الموضوع ، وتساؤلوا عن كيفية وراثة الطباع ؟! فهم يقولون ان الطباع لا تورث ! وإنما الجينات الوراثية تختص فقط بالمواصفات الشكلية !
ولكن المعلوم (علميا ) أن الطفل يرث من أبويه أكثر من (100 ألف جين وراثي) ، يشمل الصفات الشكلية والطباع أيضا .
الحلول التي طرحها الأخوة "نعيم الصغير والباحث والأخ صعلوك " جميعها عملية وجيدة ، فهم يرون أن الأبوين الذين يربون أبناءهما على نهج صحيح وبعيد عن أي تأثير للبيئة أو (أسرة كل منهما ) فإنه لا يؤثر فيهم طبع الجين الوراثي إن كانت فكرة وراثة الطباع مُسلم بها!

الفكرة تلك ، جميلة وجيدة، وقد أثبتت التجارب جدواها وفعاليتها فعلا ن ولكنها تأخذ جهدا كبيرا من الآباء لتعديل طبع في أبناءهم ، على أن لا نغفل أن الجين الوراثي قد (يضمر) ولكنه لا يختفي كليا .
أي بمعى ان "الطباع المكتسبة قد تكون هي الغالبة والظاهرة على السطح ، ولكن الطباع الوراثية تظل كامنة في الجينات الوراثية ، ومن المحتمل أن تظهر في أي جيل آخر ، وإن ضمرت في الأبناء.

ذلك فقط ما وددتُ قوله للأخوة في الموضوع السابق .
مع بالغ شكري لهم لتحاورهم في الموضوع ، والذي تمنيتُ أن يستمر .
شكرا مرة أخرى .

من كتاب ، تحفة الأعيان في سيرة أهل عُمان

من كتاب تحفة الأعيان في سيرة أهل عمان
باب ملوك بني نبهان المتأخرين
الإمام نور الدين عبدالله بن حميد بن سلُّوم السالمي

وأولهم سلطان بن محسن بن سليمان بن نبهان ملك نزوى في أيام بركات في سنة أربع وستين وتسعمائة . مات ليلة الاثنين لاثني عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة , وترك ثلاثة أولاد وهم : طهماس بن سلطان وسلطان بن سلطان بن مظفر , وكان مظفر هو المتقدم عليهم في الملك إلى أن مات وترك ولده سليمان صغيرا لا يقوم برياسة الملك , وكان عم أبيه فلاح ابن محسن مالكا في حصن مقنيات ؛ فلما علم بموت مظفر جاء إلى بهلى وأقام مكانه ويقال إنه عدل في ملكه سبع سنين ثم مات .

وملك بعده سليمان بن مظفر وهو ابن اثنتي عشرة سنة واستولى على الأمر في عمان ونواحيها ؛ وأخذ خراج أهلها من الطائع والعاصي والداني والقاصي وحاربه أهل نزوى وكان معهم جبري , يقال له محمد بن جيفر ؛ وعنده جيش عظيم فطلع إليه سليمان بن مظفر وعرار بن فلاح , وعندها ناصر بن قطن ومن معهم من العساكر , فلما التقوا هم ومحمد بن جيفر استقام بينهم القتال ؛ فقتل محمد بن جيفر وانكسر قومه , وكان قطن بن قطن منتظرا للأمر بينهم فنادى بالكف بين القوم عن القتال ؛ وكان محمد بن جيفر له ولد صغير في السن واسمه محمد بن محمد وأمه بنت عمير بن عامر ؛ فتزوجها سليمان بن مظفر بعدما قتل زوجها , فركن إليها بالبادية , فكان بالشتاء ببادية الشمال ويترك ابن عمه عرار بن فلاح ببهلى , وإذا جاء الصيف رجع إلى بهلى .

وكان مهنا بن محمد الهديفي مالكا بلد صحار , فعلم أن العجم متأهبون إليه ؛ فأرسل إلى سليمان بن مظفر يستنصره على العجم فلبى دعوته وأطاع كلمته , فخرج إليه بمن عنده من العسكر , وتكاملت القوم بصحار , ووصلت إليهم العجم من البحر , فاستقام بينهم القتال وعظم النزال وارتفع العجاج وأظلم الفجاج , فانكسر العجم وقتل منهم ما شاء الله , ورجع سليمان بن مظفر إلى داره ببهلى وعنده بنو عمه وهم عشرة : عرار ونبهان ومخزوم وأولاد فلاح بن محسن , وكان المقدم عليهم عرار وأما أخوه نبهان فلا يملك رأيا دون رأى أخيه , وكان لعرار بن فلاح ملك الظاهرة ؛ وأعطى سليمان بن مظفر مخزوما ملك ينقل , فبقي عنده تسعة أحدهم حمير بن حافظ , وعنده أربعة أولاد : حافظ بن حمير وسلطان بن حمير وكهلان ابن حمير وهود بن حمير ؛ فمات حافظ بن حمير بعد رجوعهم إلى بهلى بسنة زمانا وبقي معه من بني عمه اثنان من العشرة ؛ مهنا بن محمد بن حافظ وعلي بن ذهل بن محمد بن حافظ , وهم على يدي سليمان بن مظفر ؛ وكان لسليمان وزراء في القرية وفي النزار ومن قرية أزكي ؛ وفي سند الشأن ؛ وكانت سمد الشأن للجهاضم .
وكان سليمان جائرا عليهم ؛ ففروا منها من شدة جوره وبطشه , وتفرقوا في البلدان مدة ثلاثين سنة يحتالون في دخولها والتوصل إليها . وكان بنو هناة من أقرب الناس إلى سليمان بن مظفر , وكانوا أكثرهم عددا وعدة وبأسا وشدة , وكان فيها رجلان يلبيان أمرهما , وهما خلف بن أبي سعيد وسيف بن محمد بن أبي سعيد , وكانا عنده قدوة أهل زمانهم فافترقوا , وكان سبب الفرقة بينهم أن قبيلتين من أهل سيفم ؛ أحدهما بنو معن , والأخرى بنو النير , كانتا عصبية لبني هناة وخصمهم واحد ؛ ثم وقعت الفرقة بين بني معن وبني النير .

وسبب ذلك أن امرأة من بني معن دخلت زرعا لبني النير تحش منه , فمرت عليها أمة رجل من بني النير , فقالت لها أخرجي من زرع سيدي فأبت , فوقع بينهما الجدال , فضربت الأمة المرأة ففقأت عينها .

وخرج ذات يوم حمار لبني النير ودخل زرعا لبني معن فقطعت أذنه , فوقعت الفتنة بينهما ؛ وكان هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين , وأصل الفتنة كالنار اليسيرة تحرق الأشياء الكثيرة ؛ فافترق عند ذلك القوم فرقتين , فأما بنو معن وبنو شكيل ؛ فهم مع سليمان بن مظفر , وبنو النير مع بني هناة ؛ فعند ذلك سار خلف ابن أبي سعيد إلى داره دار سيت هو وبنو عمه وكان سليمان بن مظفر يومئذ بالبادية , فعلم بذلك , فأرسل إلى وزيره محمد بن خنجر أن قل لخلف يترك شأن القوم ؛ فأرسل إليه بالكف عن ذلك , فغلب عن ذلك وأظهر انه يرد الإصلاح بين بني معن وبني النير , فأرسل الوزير إلى مولاه سليمان أن خلفا غلب عن الكف , فندب سليمان بن مظفر إلى الوزير أن أفعل في أموال بني هناة من الغزية من كدم , فأمر الوزير بإخراب أموال بني هناة من كدم , وكانت تلك الأموال للشيخ خلف بن أبي سعيد , فوقعت العداوة والبغضاء بينهما , فأمر عند ذلك الشيخ خلف بني عمه أن اغزوا بهلى فغزوها ؛ فقتلوا من قتلوا منها , فكتب الوزير محمد بن خنجر إلى سليمان بن مظفر مما جرى في بهلى , فلما علم سليمان ذلك انتقل من الشمال إلى بهلى وأراد الصلح بينهم وبين بني هناة . فلم يقع الصلح ؛ وهيأ كل واحد منهما الحرب لصاحبه , فجمع السلطان سليمان بن مظفر ما عنده من العسكر ليقاتل بني هناة ؛ فعلم بذلك الشيخ خلف , فأرسل إلى الأمير عمير بن حمير ملك سمائل ينتصر به على سليمان بن مظفر , فسار بعسكره على غبرة بهلى ؛ فالتقى سليمان والأمير عمير بن حمير , فاستقام الحرب بينهما ساعة من النهار , ثم رجع سليمان إلى بهلى ؛ ورجع الأمير عمير إلى سمائل وترك بعض قومه في دار سيت وكان الأمير عمير ذا خلق حسن واسع ؛ فلما وصل إلى سمائل أرسل إلى بني جهضم , وهم متفرقون في قرى شتى ؛ فأقبلوا إليه فوقعت بينهم الألفة وإثبات الصحبة , ثم أرسل إلى سلطان الرستاق ؛ وهو مالك بن أبي العرب ؛ وهو جد الإمام ناصر بن مرشد ليصله إلى سمائل , فسار مالك بن أبي العرب وصحبه أبو الحسن علي بن قطن . فلما وصل إلى سمائل ساروا مع بني جهضم إلى سمد الشأن وبنو لهم بنياننا حول دارهم , وترك عندهم الأمير البعض من قومه , وترك لهم ما يحتاجون من الطعام والشراب وآلة الحرب ورجع إلى سمائل .

وأما بنو هناة وسليمان بن مظفر فإنهم لم تنقطع بينهم الغزوات ؛ ثم إن الأمير عمير بن حمير والسلطان مالك بن أبي العرب سارا إلى نزوى وهما ينتظران الأمر وكان لمالك بن أبي العرب وزير في عينى من الرستاق ، فدخل عليه أهل الدار وأخرجوه منها ، وجاء رجل من أهل عينى إلى سليمان بن مظفر يطلب منه النصر على الخصم فأعانه ببعض قومه ، وأرسل مع عرار بن فلاح ، فجاء الخبر إلى السلطان مالك بن أبي العرب بما جرى في داره ، فأراد المسير إلى داره ، فقال له الأمير عمير : قف معنا ولا تخف فهذا من علامات السرور ، قال فكيف ذلك والعدو في داري ؟ فقال الأمير عمير : ذلك عندي وأنا إن شاء الله من الغالبين ، قال الله تعالى ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) وقال الشاعر :




إذا الحادثات بلغن المدى = وكادت تذوب لهن المهج
وحل البلاء وقل العزى = فعند التناهي يكون الفرج

1
2 إذا الحادثات بلغن المـدى وكادت تذوب لهن المهـج
وحـل البـلاء وقـل iiالعـزى فعند التناهي يكون الفرج




ثم إن بني هناة أرسلوا إلى عمير بن حمير أن أقبل إلينا بما عندك من القوة لندخل بهم بهلى ، فسار هو ومن معه إلى نصف الطريق ، فنظر إلى قومه فاستقل عددهم ، فرجع إلى نزوى ؛ وكان بنو هناة ينتظرونه في ليلة كانت بينهم للدخول فلم يصل إليهم ، فسار إليه الشيخ سيف بن محمد من دار سيت إلى نزوى ، وجرى بينهما جدال كثير من باب العتاب ، فقال الأمير عمير بن حمير : خذ من القوم ما شئت ، فأخذ عنده قوما كثيرا لا يعلم عددهم إلا الله ، وسار بهم إلى دار سيت والأمير ينتظر الأمر بنزوى ، فجاء الخبر إلى سليمان ابن المظفر أن القوم طلعوا من نزوى إلى دار سيت ؛ فمنهم من يقول إنهم قاصدون القرية ؛ ومنهم من يقول سيفم ، ومنهم من يقول بهلى .

فقسم سليمان قومه ، فجعل بعضا منهم في القرية وبعضا في سيفم وبنى بنيانا في رأس فلج الجزيين مخافة أن يضره القوم وترك فيه قوما ؛ وقسم بقية القوم ، وترك في الخضراء جماعة من قومه ؛ وكذلك في حارة الغاف ، وترك في الجامع من البلاد حمير بن حافظ ومن عنده من القوم ؛ وقسم بقية قومه في العقر ، وكان ابن عمه عرار بن فلاح ومن معه من القوم في عينى من الرستاق ، فسار سيف بن محمد من دار سيت إلى بهلى فدخلها ، وكان أول دخوله من جانب الغرب ؛ فتسوروا السور ودخلوا البلاد ؛ وكان ذلك منهم ضربة لازب ولم يشعر بهم أحد ، فقسم سيف قومه ثلاث فرق : فريق باليمين وفرقة بالشمال وفرقة بالوجه ، وهي التي تلي الجامع من البلاد ، واحكم أمره في الأماكن المختارة عنده للقتال لمسجد الجامع ومسجد بني عمر وجميع أبواب العقر ، فما بقى لسليمان بن مظفر شيء غير الحصن والخضراء بعدما قتل من قتل من سادات قومه وفرسانه تلك الليلة ، ونادى سيف ابن محمد بالأمان في البلاد ؛ وكان بعض أهل البلد معه ، وجاء الخبر إلى الأمير عمير بن حمير وهو في نزوى إن قومك دخلوا بهلى ، فركب عند ذلك هو والأمير سلطان بن محمد والسلطان مالك بن أبي العرب وعلي بن قطن وأهل نزوى ، وركب خلف بن أبي سعيد الهنائي من دار سيت بمن عنده من القوم لينصروا أصحابهم ؛ وكان دخولهم ليلا ، ونزل الأمير عمير بحارة الغاف وكانت الخضراء في ملك السلطان سليمان بن مظفر وفيها علي بن ذهل وعنده قوم كثير ؛ فأرسل إليهم الأمير عمير ليخرجوا بما عندهم من الزانة ؛ فأقبل علي بن ذهل على قومه يحرضهم على القتال فلم يجبه أحد منهم وعزموا على الخروج ؛ ووصل الخبر إلى عرار بن فلاح وهو في عينى من الرستاق أن القوم دخلوا بهلى ؛ فنهض من عينى بمن معه ودخل القرية ، وكانت القرية في ملكهم .

وكان عمير بن حمير وسيف بن محمد لم يشاركهما أحد في البلاد إلا الحصن وهم محدقون به ، وضعوا في شجرة الصبار التي في السوق برجا من خشب في أعلى رأسها بالليل وقعد فيه رجل من الجهاضم يقال له جمعة من محمد المرهوب ، فضرب رجلا من الحصن كان خارجا من القصبة إلى بيت الوزير ومات ؛ وعمل قوم الأمير عمير برجا في الجامع ؛ فضرب صاحب البرج رجلا من الحصن من مبرز الغرفة من عسكر سليمان ، ثم أن القوم قشعوا سور الحصن بالليل ، فلما أنهدم بعض الجدار علم بهم عسكر سليمان فمنعوهم من الدخول ، ثم أن العسكر طلبوا من سليمان الخروج من الحصن مخافة القتل ، فأقاموا ثلاث عشرة ليلة فأذن لهم ، فطلبوا من الأمير عمير أن يسيرهم ، فسيرهم بما عندهم من الزانه ، وسير معه وزيره ، ثم طلع سليمان بن مظفر هو وبنو عمه وعسكره مسيرين من بهلى إلى القرية ؛ فخرج هو عرار بن فلاح من القرية إلى الظاهرة ؛ فأمر بعد ذلك الأمير عمير بن حمير بقشع الحصن ، فقشع ولم يبق منه عمار ولا جدار . فهذه عبرة لأولي الألباب ، والله يؤتي ملكه من يشاء ، والله واسع عليم .

وجعل عمير خلف بن أبي سعيد مأمونه في بهلى ؛ ورجع إلى سمائل فأقام خلف بن أبي سعيد في بهلى أربعة أشهر ، ثم خرج عليه سليمان بن مظفر وابن عمه عرار بن فلاح ، فدخلوا عليه الخضراء وهو في العقر ، وكانت هذه الدخلة ليلة رابع ربيع الأول سنة تسعة عشر بعد الألف ، وكان سيف بن محمد هو وبعض قومه في السر ، فأرسل سليمان بن مظفر لخلف بن أبي سعيد ليسيره بما عنده من الزانة ؛ فخرج خلف مسيرا وأخذ الأمان على أهل البلد ، فمنهم من أقام مكانه ، ومنهم من خرج خوف السلطان ؛ فلما علم سيف بن محمد هذا الخبر جاء من السر وعلم به الأمير عمير بن حمير ، فأقبل من سمائل إلى نزوى ومضى إلى القرية فأخذها ووهبها لسيف بن محمد ؛ فكان مأمونة ؛ ثم رجع إلى نزوى ينتظر الأمر مدة أيام ، فمات سليمان بن مظفر وكان له ولد صغير السن ، فملك من بعده عرار ابن فلاح ، ثم طلع سيف بن محمد إلى نزوى وأخذ من الأمير عمير قوما كثيرا فاسر بهم إلى القرية ، فلبثوا بها سبعة أيام ، ثم سار بهم ودخل بهم حارة من بهلى اسمها حارة أبي مان ؛ فأحدق بهم عرار بن فلاح مدة أيام ثم إنه سيرهم بما عنده من الزانة ، وثبت له حصن القرية وتجديد الخدمة مدة سنة ، وكانت هذه الدخلة ليلة سادس صفر سنة أربعة وعشرين بعد الألف .

ثم مات بعد ذلك عرار بن فلاح وكان موته لعشر ليال خلت من شهر الحج من هذه السنة .
وملك من بعده مظفر بن سليمان ، وأقام في ملكه مدة شهرين . ثم مات وملك من بهده مخزوم بن فلاح مدة شهري زمان ، فخرج عليه نبهان وسيف بن محمد ليخرجاه من الحصن ، فطلب التسيار فسيروه بلا زانة ولا سلاح ، وكان خروجه إلى نيقل من الظاهر ، فتولى الأمر على أصحابها مدة من الزمان ؛ وأقام ببهلى نبهان بن فلاح ، وجعل ابن عمه علي بن ذهل مأمونه في بهلى ؛ وجعل من بعده سيف بن محمد ؛ فسار نبهان بن فلاح إلى داره مقنيات وأخرج ابن عمه سلطان ابن حمير من بهلى خوفا منه أن يحاول على الملك ؛ فسار سلطان بن حمير من بهلى إلى صحار ، فتولى مكانه سيف بن محمد سنة ؛ والله أعلم .

ثم طلع بعد ذلك الأمير عمير بن حمير بمن عنده من القوم إلى بهلى ، فمنعه سيف ابن محمد من الدخول ، فرجع هو وقومه إلى نزوى منتظرا الأمر ، ثم بعد أيام رجع عمير وقومه إلى بهلى ودخل العقر ؛ وكان سيف بن محمد في دار سيت ، فعلم بذلك فنهض من دار سيت بمن عنده من القوم ودخل الحصن بقومه فلم يمنعه أحد ثم أرسل إلى نبهان بن فلاح أن القوم دخلوا الدار فأقبل بمن عندك من العسكر ، فأقام مدة أيام يجمع عساكره ، وكان الأمير عمير بن حمير قد أحكم مقابض البلد من أولها إلى آخرها وأقام سيف بن محمد بالحصن مدة أيام ينتظر نبهان وقومه فلم يصل إليه ، ثم طلب سيف التسيار من الأمير عمير بن حمير ، فسيره بمن عنده من الزانة وقصد القرية ، وأقام عمير بن حمير في بهلى مدة أيام ، ثم أنه أرسل إلى سيف بن محمد فوقعت بينهما يمين على الصحبة ، فأقام سيف في ولايته على الرعية ، ويقال إنه عدل فيها ؛ فكان متولي الأمر على بني عمه ، وهم له ناصحون .

ولما استحكم الأمر لسيف بن محمد ؛ وكان سلطان بن حمير ومهنا بن محمد بن حافظ وعلى بن ذهل بن محمد بن حافظ مسكنهم يومئذ صحار مع محمد بن مهنا الهديفي وكان محمد بن مهنا أراد ليدخل بهم على ابن عمهم نبهان بن فلاح في مقنيات ليصلح بينهم ؛ وكان مخزون في حصن نيقل ؛ فلم يقع بينهم صلح ، فطلع بعد ذلك سلطان ابن حمير وعلي بن ذهل بمن عندهم من العسكر ، فجاء الخبر إلى عمير بن حمير وهو في سمائل أن سلطان بن حمير سار بقومه من الظاهرة ليدخل بهم بهلى ، فطلع هو وقومه من سمائل إلى بهلى ينتظر الأمر ؛ ودخل سلطان بن حمير النبهاني حارة بني صلت ، فجاء الأمير عمير بن حمير بقومه وعلى أثره سيف بن محمد ، فوقع بينهم القتال وبنوا عليهم بنيانا حول الحارة من أولها إلى آخرها ، وأرسل عمير بن حمير إلى أصحابه من جميع القرى ؛ فطلع إليه الشيخ ماجد بن ربيعة بن أحمد بن سليمان الكندي ، وعمر بن سليمان العفيف ، والشيخ سعيد بن أحمد بن أبي سعيد الناعبي مع سادات أهل نزوى ومنح .

وأقام سلطان بن حمير وهو وقومه محصورين مدة لم يخرج منهم أحد ولا يدخل إليهم أحد ؛ فطلب عند ذلك سلطان بن حمير من الأمير عمير بن حمير التسيار والخروج ؛ فسيره ومن معه بما عندهم من الزانة إلى الظاهرة ؛ وأقام سلطان بن حمير وكهلان بن حمير وعلي بن ذهل ومهنا بن محمد بن حافظ في مقنيات مدة أيام فأوجس نبهان منهم خيفة أن يخرجوه من مقنيات فأخرجهم منها ، فخرجوا منها ومضوا إلى صحار عند الهديفي محمد بمن مهنا وأقاموا معه سنة زمانا والله أعلم .

ثم إن سلطان بن حمير أشار على محمد بن مهنا أن يغزو دير عمير بن حمير ، وهو في باطنة السيب ، وكان في الدير الأمير سنان بن سلطان والأميران علي بن حمير وسعيد بن حمير ؛ فركب محمد بن مهنا وسلطان بن حمير وقومهما من صحار ؛ فجاء الخبر إلى الأمراء سنان بن سلطان وعلي بن حمير وسعيد بن حمير أن القوم طلعوا من صحار ، فما كان إلا قدر ما يخلع الرجل نعليه أو يغسل رجليه حتى أقبلت العساكر وسلت البواتر ، فوقع القتال وعظم النزال حتى بلغت القلوب الحناجر ، وقتل عند ذلك الأمير علي بن حمير ؛ وانفصل القتال .

ورجع محمد بن مهنا فعلم بعد ذلك عمير بن حمير بما حرى على إخوانه وبني عمه وهو في بهلى ، فاعتقد عقيدة الحزم ، وتسربل بسربال الجزم أن لا يرجع عن صحار حتى يحصدهم بالسيف ، ويحرقهم بالنار ، ويبدد شملهم في كل دار ، فأخذ في جمع العساكر من البر والبحر ، فاجتمع معه قوم لا يحصى عددهم ، وأرسل إلى ملك هرمز لينتصر به ، فنصروه بعدة من المراكب مملوءة من المال والرجال وآلة الحرب ، وكان قد وصل مركب من الهند بعسكر كثير ، وفيه آلة الحرب فردته الريح إلى مسكد فأخذه الأمير عمير بن حمير ؛ وسار هو ومن معه من النصارى وغيرهم ، وأقام الأمير عمير بقومه في باطنة السيب سبع ليال ، فعلم بذلك محمد ابن جفير فتوجه بقومه لينصر محمد بن مهنا ، فدخل محمد بن جفير وقومه صحار ، ففرح به محمد بن مهنا فأدخله الحصن ؛ فكان بينهما بعض المقاصد ساعة من النهار ، فأمر محمد بن جفير عبده ليقبض على محمد بن مهنا ، فرمى نفسه من سور الحصن وندب قومه ؛ وكان بعض قومه في برج داخل الحصن فوقع القتال بينهم ساعة من النهار ، وطلع محمد بن جفير بقومه من صحار ، فبلغ هذا الخبر إلى الأمير عمير بن حمير ، فتوجه إلى صحار بمن معه من بر وبحر ، ودخل صحار نهار تسعة عشر من ربيع الآخر ، فاستقام بهم القتال من أول النهار إلى الليل ، ثم انفصل بعضهم عن بعض ؛ ثم بعد ذلك بيوم أو يومين هبطت النصارى من المراكب بما عندهم من آلة الحرب , وكانوا يجرون قطع القطن قدامهم ليتقوا بها ضرب البنادق.

وكان عندهم مدافع تسير على أعجال الخشب في البر , وعليها سور من الخشب , وكان في جانب الدار برج لمحمد بن مهنا فيه عسكر كثير , فجرت عليه النصارى قطع القطن وضربوه بمدفع حتى أنهدم البعض منه , وخرج القوم منه فدخلته النصارى فعلم محمد بن مهنا بذلك فندب قومه فوقع بينهم القتال على البرج بالليل , فقتل عند ذلك علي بن ذهل ؛ وقتل محمد بن مهنا الهديفي ؛ وأقام بعد ذلك سلطان بن حمير ابن محمد بن حافظ النبهاني وأخوه كهلان بن حمير وابن عمه مهنا بن محمد بن حافظ وعسكرهم في الحصن بعدما قتل محمد بن مهنا الهديفي , فلما علم الأمير عمير بن حمير أن سيد القوم قتل ندب قومه بالقتال , فكان القتال بينهم في النخل , ثم طلع عمير ابن حمير بمن عمه من تلقاء جامع البلد فلم يمنعه أحد ؛ فقتل عند ذلك سلطان ابن حمير ؛ فانكسر القوم وصاروا شتاتا متفرقين , فمنهم من قتل ؛ منهم من أحرق , ومنهم من أسر ؛ ومنهم من جرح , ومنهم من خرج ذاهبا على وجهه , لا يدري أن يتوجه ولا إلى أن يذهب ؛ وعلى هذا جميع أهل البلد , وأحرقت البلد بأجمعها من أولها إلى آخرها , وأقام النصارى في حصن صحار , ورجع الأمير عمير إلى بلدة سمائل جذلا مسرورا .

وكان مخزوم بن فلاح متوليا حصن نيقل , فقبض منهم على رجلين , فأمر عبده ليقتل واحدا منهما , فسل السيف ليضربه , فاستجار به فلم يجره , وضربه ضربة ثانية , فاستجار به فلم يجره , فلما أراد ليضربه ضربة ثالثة استجار بالله , فأهوى إليه ليمسك فمه والعبد أهوى إليه بالسيف فضرب يد مخزوم ؛ وأقام سبعة أيام بجراحه ومات منه .
وأما الرجل فإنه سحبه العبد يظنه ميتا ؛ وبه رمق الحياة , فمر رجل من أهل البلد فقال : من يعينني على مواراة هذا الرجل , فنطق الجريح فقال إنني حي فحمله على كتفه وأدخله البلد , فعوفي من جراحه وعاش بعد ذلك زمانا , والله على كل شيء قدير .

وكان هذا بعد دخلة صحار بثلاثة أشهر , فلما علم نبهان بموت أخيه ركب من مقنيات إلى نيقل , وترك بعض عسكره في حصن مقنيات ؛ وكانوا قد ملوه من كثرة جوره وبغية , فعزموا على إخراجه من مقنيات ؛ فتوجه رجل إلى الأمير عمير بن حمير وسيف بن محمد لينتصر بهما ؛ فسار الأمير عمير وسيف بن محمد بمن معهما من القوم ودخلوا حصن مقنيات بلا منع ولا قتال و وأقاموا مدة أيام ثم ركبا ببعض قومهما إلى نيقل , فعلم بذلك نبهان , فخاف منهما نبهان على نفسه , فركب هو وأربعة من عسكره بلا زانة وقصدا إلى دار أخواله الريايسة , وذلك لاثني عشرة خلت من صفر سنة ست وعشرين بعد الآلف .

وأقام الأمير عمير بن حمير وسيف بن محمد في نيقل أياما ؛ ثم أن عمير بن حمير وهب البلاد لأهلها يأكلونها هنيئا مريئا ورجع إلى مقنيات , ثم أرسل إلى أهل البلد فسالهم عما كان يأخذ عليهم نبهان , فقيل إنه كان يأخذ نصف غلة النخل وربع الزرع , فاكتفى الأمير عمير منهم بعشر الزرع , وأمل أموال السلطان فهي لمن أقام بالحصن ؛ وجعل في الحصن عمر بن ابي سعيد , ورجع الأمير عمير بن حمير وسيف بن محمد إلى بهلى , ثم أن نبهان بن فلاح أخذ جودا من أخواله آل اليس ؛ ووصل بهم الظاهرة ودخل فدى وأقام فيها مدة أيام , ثم جاء أحد ممن كان له صاحبا من أهل ينقل ؛ فقال له نحن ندخلك البلد ونثبت قدمك ونشد عضدك وننصرك على القوم , ونستفتح لك الحصن ؛ فسار بقومه ودخل نيقل ليلة النصف من ربيع الآخر سنة ست وعشرين بعد الآلف ؛ وحكم مقابض البلاد من أولها إلى أخرها إلا الحصن , وكان فيه قبيلة من بني علي , فتحصنوا , وأحدق بهم نبهان واستقام بينهم القتال , فخرج رجل من أهل الحصن ومضى إلى آل قطن بن قطن , وكان الأمير يومئذ ناصر بن ناصر , فركب معه محمد بن محمد ابن محمد بن جفير وعلي بن قطن بن قطن بن قطن بن علي بن هلال وناصر بن ناصر ابن ناصر بن قطن بما عندهم من القوم , وكان مسكنهم ببادية الشمال , فساروا حتى دخلوا نيقل , فاستقام بينهم وبين نبهان بن فلاح القتال.

واشتد الطعن و النزال وارتفع العجاج وارتجت الفجاج , فانكسر عسكر السلطان نبهان بن فلاح ؛ فمنهم من قتل منهم من طلب التسيار فسير , ومنهم من مضى على وجهه ؛ وبلغ الخبر إلى سيف بن محمد الهنائي أن نبهان بن فلاح دخل نيقل , فخرج بعسكره ليقاتل نبهان , فلما كان ببعض الطريق بلغه ما وقع على السلطان نبهان بن فلاح من الأمر الكائن والقدرة الغالبة ؛ فرجع بعسكره إلى بهلى . وأما الأمير عمير بن حمير فإنه كان يومئذ يجمع الجموع لينصر بهم السلطان مالك بن أبي العرب اليعربي على بني لمك فأمده بعساكر جمة ؛ فكانت الدائرة على بني لمك , ولبث سيف بن محمد الهنائي في بهلى وآل عمير في سمائل ؛ ومالك بن أبي العرب اليعربي في الرستاق , والجبور في الظاهرة , والنصارى في مسكد وصحار وجلفار وصور وقريات , وخربت عمان بعد العدل والأمان , وعاثت فيها الجبابرة , وقل فيها العلم والخير ؛ وانضمت العلماء في بيوتها ولازمت سربها ؛ حتى قيل أن أمير وبل من الرستاق ؛ وهو من اليعاربة احتاج إلى قاض فلم يجد قاضيا من أهل الوفاق ؛ فاتخذ قاضيا من أهل الخلاف ؛ فهم أن يضل الناس ويذلهم عن بصيرتهم , فسمع به أهل عمان , فأرسلوا على ذلك الملك فعزله ؛ وأرسلوا له قاضيا من أهل الدعوة ؛ فأخذ منه ناس من أهل الرستاق العلم وكان سببا لحياتهم .

ويوجد أنهم استطولوا ليلة من الليالي ؛ فظنوا ذلك بدء الساعة كلما قاموا وصلوا ما شاء الله ؛ ورقدوا ما شاء الله ؛ وقاموا وصلوا ما شاء الله وجدوا الليل على حالة ؛ فقال لهم الشيخ صالح بن سعيد الزاملي أنظروا إلى البهائم إن كانت تجتر فليست هذه ليلة الساعة ؛ وإن كانت لا تجتر فإنها ليلة الساعة .

وبقيت عمان كذلك حتى أظهر الله الإمام الأرشد والهمام الأمجد إمام المسلمين ناصر بن مرشد رحمه الله ؛ فاستفتح جميع عمان ودانت له جميع البلدان ؛ وطهرها من البغي والعدوان والكفر والطغيان ؛ وأظهر فيها العدل والأمان ؛ وسار في أهلها بالحق والإحسان إلى أن توفاه الله إلى دار الرضوان ؛ ومنّ عليه وعلينا بالمغفرة والرضوان إنه كريم منان ؛ وشرح ظهوره في الباب الآتي والله والمستعان ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضاه لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ؛ يعبدونني لا يشركون بي شيئا ) .

الاثنين، 9 نوفمبر 2009

ولا تزر وازرة وزر أخرى

،
،
قبل يومين إتصلت بي صديقة ، تستشيرني في أمر خاص ، قالت بعد التحية والسلام والسؤال عن الحال والاحوال
:تقدم لي عريس.
قلتُ :صحيح؟ ألف مبروك عزيزتي .
قالت :لكني مترددة ! وإتصلتُ لأستشيرك .
قلتُ :وعلاما التردد ؟! هل به عيب؟
قالت:بالعكس ، هو شاب طيب ، ولا يعيبه شيء .
قلتُ :فإذن على بركة الله . لما أنتِ مترددة؟!
قالت :المشكلة في اهله ، فأبواه منفصلين !
قلتُ :إنفصالهما لا يعني أنهما أو أحدهما سيء بالضرورة ، فقط يكونا إنفصلا لأنه لم يكن ثمة توافق بينهما في الفكراو الميول ، أو في أي جانب من جوانب الحياة ، عدم توافقنا مع الآخر لا يعني أن الآخر سيء ، أو اننا جيدون . فلا تأخذيه بهذا الذنب ، الذي قد يصوره ويهوله لكِ البعض، انتِ فتاة عاقلة . فلا يؤثر بفكرك وقرارك كثرة القيل والقال حولك.

قالت :ليس أبواه فحسب ، إنما سمعة زوجة أخيه ، سيئة للغاية.
قلتُ وقد فهمتُ ما ترنو إليه :"اتعلمين ؟ أنا لا أحبذ الأخذ بمثل تلك الأقاويل التي تُنشر عن أناس قد يكونوا غافلين عنها، وليست من الصحة في شيء ! والحكمة تقول :لا تصدق كل ما يُقال ، ونصف ما تراه لا تصدقه "
وأنتِ فتاة مثقفة ، لا أظنكِ بحاجة إلى أن أقول لكِ أنا مثل هذا الكلام!
قالت :يا عُلا ، أنا لا أتكلم من فراغ ، هي فعلا سمعتها سيئة ، وسيرتها على كل لسان !
قلتُ :مُحال ان تكون كذلك ، ويتركها زوجها ! خصوصا أنكِ تقولين أن سمعتها على كل لسان! أيعقل أن لا يسمع الزوج بأمر زوجته الذي أصبح (حسب تعبيرك ) على كل لسان؟!
فردت بسخرية :زوجها يا عزيزتي ، حاله أسوأ من حالها ، إنه سكير لا يكاد يفيق أبدا من سكره ، يتردى في الطرقات بلا وعي ، ولا يتوانى عن فعل شيء! فلا قانونا لعيب أو حرام يردعه!
قلت:اعوذ بالله . مالكِ إذن وهكذا عائلة ؟!
قالت : إنني أشفق على الشاب الذي تقدم لي ، فهو –وإن كان أهله كذلك – إلا أنه لا ذنب له ، فلا تزر وازرة وزر أخرى .
قلتُ: نعم ، ولكن لا تنسي أن "العرق دساس " فكري في الأبناء الذين ستجبينهم من تلك العائلة .

على الهامش :
صحيح أنه لا تزر وازرة وزر أخرى ، ولكن العلم يؤكد أن الجينات تتوارث ، عبر الأجيال ، بجميع أنواعها ، فخاصية الإجرام والإنحراف قد تكون وراثية أيضا ، وقد قال صلوات الله وسلامه عليه :"تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس"
قد يكون لدى أحدكم رأي آخر هُنا ،
وبحقيقة الأمر أنني أتوق بشدة إلى سماع الآراء الأخرى .
وخصوصا تلك التي تتعارض مع رأيي.
،
،

الأربعاء، 4 نوفمبر 2009

هل يغار الرجل من المراة ؟ أم يغار عليها؟؟


كثيرا ما نسمع عن زوج طلق زوجته او إنفصل عنها ، بعد أن أصبحت معروفة في مجال تخصصها! وكثيرا ما نسمع أيضا أن خطيبا ترك خطيبته للسبب ذاته !!

حين يحب الرجل إمرأة أو يعجب بها بشدة فإنه لا يتوانى عن محاربتها وكأنها عدوة له ! لماذا يا يترى؟! أهو يغار عليها أم يغار منها؟!
قد يقول قائل :"بما أنه معجب بها بشدة فمؤكد أنه يغار عليها ! وأقول : بل الأكيد انه يغار منها . لان في الرجل الشرقي عموما والرجل الخليجي خصوصا ، (عقدة الفوقيه) فهو يرى المرأة دونه في كل شيء، ولا يصح(من وجهة نظره الذكورية المريضة ) أن تكون أعلى منه رتبة أو أأكثر منه شهرة ، لانه هو الرجل ، وهي تابعة له ليس إلا ، كونها إمرأة في مجتمع نشأ نشأة مريضة بداء الذكورية!

مجتمعاتنا الذكورية تُعاني بشدة من هذه الازمة ، واكثر من يُعاني هي المرأة ، الغريب أن النساء اللواتي يمشين بثقة ، ودون أن يعطين إلتفاته واحدة لكل الآراء حولهن ، هُن من يُهاجمن بشدة من قبل بعض الرجال!! لماذا ؟! لا من شك أنها الغيرة المريضة والمسيطرة على عقلية مجتمع ذكوري حتى النخاع!

أخبرتني صديقة ، ان المرض إستفحل في البعض ، حتى أن أحدهم (وهو خريج جامعي ) قال:"أبحثُ عن زوجة تجهل حتى كتابة إسمها!!!!
إن كا ذاك رأي الخريج الجامعي ، فماذا عن آراء الآخرين؟!

سأعاود طرح الموضوع ، و أكتب فيه بشكل مكثف .بعد أن أرى الآراء حوله ، وإجابة صريحة من الرجل :هل تغار من المرأة الناجحة أم تغار عليها؟ ولماذا؟

دمتم بحب .

أقوال أعجبتني جدا

الصديق الذي تشتريه بالهدايا سوف يأتي يوم ويشتريه غيرك

يقول فلوتير : السر في كونك شخصا مثيرا للملل ، هو أنك تقول كل شي

يقول فيثاغورث : كثرة حسادك شهادة لك على نجاحك

يقول أندريه شينيه : إننا نطيل الكلام عندما لا يكون لدينا ما نقوله

يقول سنيكا : رأيك بنفسك أهم من رأي الآخرين فيك

الأم تأمل أن تجد لإبنتها زوجا أفضل من أبيها وتؤمن بأن ولدها لن يجد زوجة مثل أمه ...

تحدُثــُـك دائما عن نفسك دليل على أنك لست واثقا منها

يجب أن تكون عندنا مقبرة جاهزة لندفن فيها أخطاء الأصدقاء

كلنا كالقمر له جانب مظلم

يقول غوتت : من يحتمل عيوبي أعتبره سيدي ولو كان خادمي

يقول سولون : أعظم الأسباب لدفع إساءة المسيء عنك ، أن تنسى إساءته إليك

يقول جلاسو : التصفيق هو الوسيلة الوحيدة التي نستطيع أن نقاطع بها أي متحدث دون أن نثير غضبه

من سب الناس بما فيه ... ذكرهم بمساويه

يسرع أكثر الناس لتصديق الذم المنتشر لإنسان أكثر من تصديقهم بمديحه

يقول أفلاطون قمة الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه

يقول المثل الياباني : حياء المرأة أشد جاذبية من جمالها

يتعب الإنسان أكثر ما يتعب وهو واقف في مكانه

يقول أديسون : لا شيء في الوجود يرفع قدر المرأة مثل العفة

من يُسمِعــك الكلام المعسول يطعـِمك بملعقة فارغة

إذا حاججت فلا تغضب فإن الغضب يدفع عنك الحجة ويظهر عليك الخصم

من فكر في العاقبة لم يحب

لا تثقل يومك بهموم غدك فقد لا تجيء هموم غدك وتكون قد انحرمت سرور يومك

يقول المثل الصيني : البيوت السعيدة لا صوت لها

ثلاثة أشياء تسقط قيمة المرأة : حب المال والأنانية وحب السيطرة وثلاثة ترفعها : التضحية والوفاء والفضيلة

يقول المثل الإنجليزي : أحسن مقياس لنجاح الزوجة هو صحة زوجها

يقول غاندي : الإختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء

من كثر كلامه كثرت آثامه

من تكلم عن نفسه بما يحب ... تكلم الناس عنه بما يكره

يقول شكسبير : إذا كنت صادقا فلماذا الحلف

من يتكلم كثيرا ، إما أنه يعرف كثيرا وإما أنه يكذب كثيرا

يقول روزهلفر : أفضل علاج للقلق هو التحدث عن متاعبك لمن تثق فيه

يقول المثل الفرنسي : تفضل المرأة أن تكون جميلة أكثر من أن تكون ذكية لأنها تعلم أن الرجل يرى بعينيه أكثر مما يفكر بعقله

يقول مارك توين : عندما تكره المرأة رجلا لدرجة الموت فإن ذلك يعني أنها كانت تحبه لدرجة الموت

أحسن طريقة لتجعل المرأة تغير رأيها ... هو أن توافق عليه

أغبى النساء هي من تصدق أن الحب يمكن أن يتحول إلى صداقة بريئة !!!

ما أحلى النوم لو استطاع الإنسان أن يختار أحلامة

كل إنسان نافع حتى الشخص السيء ننتفع به في ضرب المثل السيء

ماأحقر من أنكر أصله ... وما أعز من إفتخر به

الشعبية هي أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك كما يحبونك عندما تتسلمه

البيت الذي لا يعرف الضيف مقبرة لساكنيه

الناس أحيانا لا يكرهون الآخرين لعيوبهم !!! بل لمزاياهم

من أمنك فلا تخنه ، ولو كنت خائنا

من يخافك حاضرا يكرهك غائبا

تستطيع تقدير مدى حب الزوجة لزوجها إذا تزينت قبل عودته للبيت كما كانت تفعل أيام الخطوبة

من ذمك في غيبتك خشيك في حضورك

تقول مانتثون : مهما تكن طبقة الفتاة الإجتماعية فالعمل المنزلي ضروري لها


ينبغي للعاقل أن يختار من اللباس ما لا تحسده عليه العامة ولا تحتقره فيه الخاصة

أسوأ المساكن خير من فقد المسكن

الهجوم بخسارة هو نصف الإنتصار

يقول المثل الفرنسي : الغائبون دائما على خطأ

الذي يعطي ليراه الناس لا يسعف أحدا في الظلام

التواضع هو ... التكبر على المتكبرين

الكبرياء والذل ، توأمان متلاصقان

إعجاب المرء بنفسه دليل على نقصه

يقول أوسكار وايلد : لا تعتبر السعادة سعادة إلا إذا إشترك فيها أكثر من شخص


السعادة كالقبلة لا نظفر بها إلا بالمشاركة

أسعد الناس أقلهم إنشغالا بالناس

يقول فولتير: من تسبب في سعادة إنسان تحققت سعادته

يقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : ليس حسن الجوار كف الأذى ... بل الصبر على الأذى

يقول جعفر بن محمد : الفقهاء أمناء الرسل فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا إلى السلاطين فاتهموهم

عمل يجهد خير من فراغ يفسد

ليس سر الحياة أن تعمل ما تحب بل أن تحب ما تعمل

كل واشرب مع أقاربك ولكن لا تشتغل معهم

عظمة الإنسان تقاس بمدى استعداده أن يرحم أولئك الذين أخطأوا في حقه

إذا اعتدت أن تغضب من كل ما لا يرضيك فلن تهدأ أبدا

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2009

لغة في غياب الفكر!! سرقات أدبية بثوب الغباء

المنتديات الادبية ، تحوي الكثير من الإشتباهات التي ترمي بصاحبها في دائرة السرقات الادبية ، دون وعي أو إنتباه للقارئ ربما.

بإنحناءات متعددة، وبأساليب عكبوتية، تماما كما هو الحال مع بعض الناثرين، الذين يدونون نصوصا لا ترقى لفكرة واحدة ، ولا تستطيع أن تخرج منها بشيء سوى نغمات موسيقية، ترتحل بك ، إلى حالة النشوة،وتظل محلقا



في سماءها كطير مفرود الجناحين، لا يدري بأي فضاء هو؟!\

تحاول مجهدا أن تستحضر عقلك، ليبرمج بعض الأفكار الحسية التي أتى بها ثوب النص النثري، فلا تجد سوى متاهات مرهقة العبور!

يثير العقل حد الإغماءة، أن تقرأ خاطرة، دونت بأعذب الكلمات وأروع التصاوير الإبداعية.تبحث لها عن فكرة أو أفكار مترابطة، فلا تجد غير المتاهات! يتلوى النص بها، ويعتلي القارئ سقف الغواية، او التيهان، فلا يعود يعي، هل ينتقد النص لخلوه من الفكر، ام يصفق للناثر، ويشحنه بغباوات متلاحقة. تنم عن ضعف الحجة، لان المتاهات شتت وعيه.

ولم تُبقي لديه يقينا يستند عليه. خصوصا أن هناك من يستمتع بالموسيقى المنبعثة من النص، فيصفق للناثر ،كثمل، لا يدري ماذا يسمع ، أوماذا يقول!!



وحين، تعاود قراءة النص، وتتمعن في جراحاته تارة، ونشواته تارة أخرى، تدرك أنه ليس سوى ، مقتطفات
منتقاة بإتقان شديد اتى بها الناثر من هنا وهناك، تراصت الحروف بها بجانب بعضها، بعضا ،متوهما القارئ
أن النص نسجه خيال مبدع، والحقيقه انه سُرق من متفرقات شتى!! سارق إحترف السرقات الأدبية بغباء متذاكي، يستحضر اللغة وجمالها حين إنتقاءه المفردات وهو يجوب الشبكة العنكبوتية، \بحثا عنها، -ويغيب المعنى أو الفكرة من النص،ربما عن جهل-"وهو الغالب-". لأنه ببساطة لا يعرف من أمور الكتابة سوى التلصص على كتابات الغير ،
وبعثرة كتاباتهم على سخافات منهجه الضال، بفكره الأعمى.



لأمثال أؤلئك نقول:"أنه وإن إعتلى النص سقف الغواية، وصفق لك المارون، إلا أن حقيقة قلمك ستنفرد لوحدك بمواجتها، ووحدك ستتعرى أمام مرآتك. لتكشف لك ضآلتك . فما الجدوى أن تكبر في عيني الناس، وتصغر في عيني ذاتك؟! ولمتذوقي النصوص النثرية نقول: "ان للغة غوايات شتى، ولكن للفكر مراسي يضتجع عليها ، ومتاريس
يحتمي بها من إالإنزلاقات الحتمية إلى هاوية التبعثر اللغوي ،حين صياغة الجمل ببلاغة التصاوير. وهي من الفكر خواء!.

عُلا الشكيلي

ملاحظة/ المقال نُشر في آفاق الشبيبة ، بتاريخ 15\7\2009

الاثنين، 2 نوفمبر 2009

خُـــرافــــة


نعيشُ
بلا ضوءٍ
بلا ظلٍ
بلا أمل !!
ماذا سنُطعِم فم الحكاية ؟
أو ...ماذا سنحكي للقدر ؟


نسيرُ
ذنب
حُزن .
بلا ندم .
كيف ستنمو أحاديثنا ؟
أو كيف سنحشو جسد الحكاية
حروفا بلا ضجر،
بلا خجل؟

نموتُ
بلا صوتٍ
بلا عتبِ
بلا ألم !!
خرافة ماضي .
إشتعل حرفها شيبا
ودب في أعجازها ألف عجوز !


لا يغتسلُ الماضي من أكاذيبه .
إنما يتوضئ بالكذب!!

عُلا 2\11\2009،

،

،