السبت، 17 أكتوبر 2009

قصائدي مُعلقة على شرفات هوى من نوع آخر

،
،
،
القصائد المعلقة على شرفات الهوى، تكتنز بالغراميات، والعشق المحموم،
كانت قصيدتي أنا شاخصة ببصرها نحو شرفة أخرى، من شرفات الهوى أيضا،
ولكنه هوى متكتل بالمخاوف....
تكشف شطر الابيات التي تسكنه،عن ساقيها، فتجد
أن لجة من الآمال تغرقها حتى آخر أنفاسها المتحشرجة،

حين أحاول إبتعاثه، من أعماق القوافي، أجد أن لسانها إلتوت لُغاته، فصار بدلا
من ان ينطقها، يمضغها، ثم يرميها، على الطرقات، وهم لا يزالون يحومون حول
أكوام القصائد الملقاة ، من شرفات الهوى، وما هواي سوى، شرقي معذب،
يتراقص على وقع المدافع، والصواريخ التي تحوم حول الحمى، توشك ان توقعنا
في جمراتها، الملتهبة،

شرفات قصائد الهوى، تُعمر بعذب القوافي، وقوافي البوح حين يغزلها الشجن،
تلاقي الحب هناك، يرتع من فيض المعاني، ويسكن الاحساس،

و إحساس قاصدي تسكن مر القصيد ربما، وربما تسكن محراب عشق من نوع آخر،
حين يغزل أبياتها شرقي ثمل من أوجاع أمته، وتشرَب آهاتها حتى النخاع.،
تنطلق كالسهام، من ثغر محمود درويش، وامثاله، حين تغني قوافيه لفلسطين،
أتمنى ساعتها أن ألتقيه، لاخبره أننا كلنا في الهم شرق، تتقاذفنا القصائد!!

نتمنى ان نسكنها لجزر ارواحنا، مغادرين مدن القصيد التي تسكنها الانفس حين
تكتض بعذاباتها وبغبائها المحموم، وهاربة من أجساد لا تعرف سوى حركات
الكوبيرا وهي تتراقص على أنغام الناي، الذي يطلق ألحانه من أفواه المُغيبين
ليبقونا مجرد أجساد خاوية تتراقص، دون وعي دون إحساس بعمق المصاب،

لا زال النهار يرسل تجلياته، ولازالت الشمس تقرض الافق من بريقها.... إلا أنهم
لا يزالون أيضا يعمقون الحفر في مياهنا، وآبارنا، ليقدموها لاحقا ورقة تبعثر
كل اوراقنا التي تثبت أحقيتنا بالارض التي تسكننا ونسكنها، ويأتون يتلون لغة أخرى،
ويعلنون أحقيتهم بشربة ماء، في مياهنا، بعدما اوهمونا أنهم يحفرون البئر ، في
وسط أنهارنا!!!!

وحين نشتكي العطش، ننتهز حرقة الشمس على رصيفنا، ونخادع أبصارنا،
لسراب ماء يرتسم على الطرقات، نمني النفس به، إلى ان ترقد في بحر من
الاستنكارات اللامتناهية، التي يرسلها القوم إلينا، كلما تعالت صرخات ، الثكالى،
وإنطفئ بريق العذارى، وتجرعت الطفولة، ألم الحرمان، متشبثا بتيتم مبكر..

آه يا عذب القوافي، ليتك تبتعثين لخارج حدود العشق، الجسدي، وتألفين الروح،
تسكنك أبدا...تسكنك دهرا... وتسكنك القا، وتسكنك شموخ لا يطاوله شموخ،

ولكني أرى، بواباتنا نحو الخلاص، يعلوها الصدأ. وخيوط تواصلنا، أمست
حبائل معلقة على منصات الاعدام،

ولم أكن يوما لأحب التشاؤم، بل ابتعث الامل، من مقبرته، ألملم فتات عظامه،
لأغرق فيه وبه،
وأغزل قصيدة لي، أهديها للعروبة، ولمحمود درويش، ولكل من شرب من بحور الهوى،
حتى ثمل، ليتدارك يقينا، أن للجسد زوايا يعلوها الدجى ، وللروح تجليات تشرق كالفجر
باسمة،والفجر الباسم قادم، قادم.

هذا يقيني، يسكن روحي، على أمل، ولا أدري في أي يقين، تسكن ارواحكم؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عُلا الشكيلي
*المقال نُشر في ملحق آفاق الثقافي التابع لجريدة الشبيبة منذ اكثر من سة مضت.
،
،
،
__________________

هناك 3 تعليقات:

الباحث يقول...

انا ابني حياتي من جميع النواحي سواء سلبية أو أيجابية

أعيش بالأمل والذي يساعدني على أنتظار غذا مشرق مع العلم بأن توافيني المنية في أي لحظة ( يقول البعض متشائم ) ولكن عندما يمتزج الأمل مع التوقع بالأسواء صرنا أكثر ثقة ونبني حياتنا بطوبات متماسكة.

أندفع إلى الأمام والأبداع والتفوق ولكن أنتظر النقد من الجميع ومنها اتعلم كيفية إتقان عملي كي لا أنتقد.( يقولون أني سلبي)

أعيش بالحب لأزين حياتي به ولا أجردها من العاطفة. ولكن أتوقع الخيانة من أصدقائي وأهلي وغيرهم ( يقولون أني مشكك ولكن أقول لا اريد أن انصدم بالواقع )


وتحياتي ولي رجوع آخر

محفيف يقول...

""ولم أكن يوما لأحب التشاؤم، بل ابتعث الامل، من مقبرته، ألملم فتات عظامه،
لأغرق فيه وبه""
ما أجمل هذه الكلمات وما أجمل الصورة

عُلا الشكيلي يقول...

الباحث، محفيف،
لكما الشكر إخواني على عبوركما المميز.

دمتم بود