الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

مُهندس نظافة في طوكيو= عامل قشرة في عُمان!

،
،
،
الكثير منكم بلا شك تابع برنامج خواطر الذي قدمه الداعية الشاب أحمد الشقيري.
حلقة "موظف النظافة " اثرت فيني بشدة ،واكثر ما أثر فيني تلك العجوز التي ظهرت في البرنامج ، وهي تحكي حالها ، وواقع مؤلم تعيشه هي وزوجها عامل النظافة في إحدى الدول العربية .

إذ أنهم يقطنون "الشارع" ! تخيلوا ، في عصر الفضاء وأناس يقطنون الشارع!
الأثاث ، موزع هُنا وهُناك بطريقة عشوائية مؤلمة ومُحزنة ،

المُقارنة كانت كبيرة جدا ، بين "مُهندس النظافة في "طوكيو" وبين عامل النظافة في البلدان العربية التي تغرق في الطبقية إلى أخمس "دساتيرها" .

عامل النظافة ، في البلاد العربية ، يتقاضى راتبا لا يكاد يكفي ثمنا لـــ"جونية عيش" و "بعض المؤنات الغذائية الضرورية الأخرى .
بينما في طوكيو تجد عامل النظافة أو "مُهندس النظافة " راتبه يصل إلى 8000 دولار شهريا! يقتني بيتا مريحا وسيارة وجميع المتطلبات التكنولوجية العصرية .

إضافة إلى أن كلمة"مُهندس" نظافة ، بحد ذاتها ، تجعله راضي تمام الرضى عن وظيفته ، ويجعل الناس من حوله ينظرون إليه نظرة إحترام وإجلال ، كيف لا ، وهو مُهندس نظافة !

كنتُ أتخيل لو أن الدول العربية الآن ، تعمل بنفس سياسة "اليابان " في عدة امور، ومن بينها "الإهتمام بعمال النظافة ، وتهيئتهم للمهنة حالهم كحال أي موظفين آخرين ، كيف سيكون حالنا؟ وهل سنظل ُعاني من الطبقية؟
طبعا في حالة إهتمام الدول بعمال النظافة ، فإنها بلا شك ستكون قد مرت وعالجت الكثير من الإعوجاجات الأُخرى التي يقتضي الإصلاح والتطور مُعالجتها.

أجزم أن الإهتمام بأمور بسيطة ، هو اللبنة الاولى والاساسية لنهضة متينة الأساس والبنيان ، وأجزم أيضا أن ذلك سيخلصنا من الكثير من المشاكل والخمول الحضاري التي تُعاني منها الدول العربية الآن .
ولكن ، أظنا قبل ذلك بحاجة إلى تغير الكثير من الامور ، وعلى رأسها ، بعض الرؤوس التي تحتكر الفكر وتدبير أمور البلاد .
ربما البلاد العربية ، بحاجة إلى غربلة فكرية كبيرة تبدأ من أعلى الهرم المُجتمعي والوظيفي .
،
،
،

هناك 10 تعليقات:

نعيــ( الامير الصغير )ـــم يقول...

احترام الانسان وكرامته هو هدف منشود لتلك الدول مثل اليابان .. اما عندنا فلا تعليق للاسف
برنامج خواطر هذا العام بين مدى الفرق الشايع والكبير بين اليابان التي لا تمتلك ثروات طبيعية وبين الدول العربية والاسلامية التي تمتليء بكنوز تغني العالم كله
هم نجحوا لانهم يمتلكون مقومات النجاح رغم عدم رؤيته له
ونحن فشلنا لاننا نمتلك مقومات الفشل رغم وضوح رؤيته امام اعيننا

الحياة مسرح كبير .. ونحن للاسف نمثل واقع الالم في هذا العالم

*

لاديني يقول...

نعم نحن بحاجة إلى غربلة فكرية
اليابنيون سويت مدينتيهم الرئيسيتين بالأرض عن طريق أقوى أنواع القنابل في تلك الفترة
ثم ظهروا من تحت الركام كأنهم عنقاء
علماً انهم يعيشون في دولة يكثر فيها الزلالازل ومساحاتها الأرضية شحيحة وبلا موارد طبيعية تقريباً..

الفرق بينهم وبيننا أنهم اعتمدوا على أنفسهم في الأساس فاهتموا بالتعليم وتجويد الصناعة ودولة مؤسسات مستقرة


ليسوا فريدين بين البشر ، ولا يزيدون علينا في عقولهم بخلية واحدة إضافية
لكنهم يتميزون عنا أنهم لا يتعلقون بالأوهام
لا يلقون مشاكلهم على الغير
لا يؤمنون بقوى خفية سوف تنتشلهم من التخلف بالدعاء والصلاة ظانين أنهم أصحاب الدين الحقيقي والباقي كفار


نعم..
نحن بحاجة إلى غربلة فكرية شاملة



شكراً لك

غير معرف يقول...

متابع منذ قريب لمدونتك المتميزة
وسأستمر بإذن الله
تحياتي

عبدالملك

الباحث يقول...

على ما أعتقد أن حكام العرب درسون خارج فالدول المتطورة وسافروا اغلب الدول المتقدمة للإستفادة منهم وليواكبوا التطور ....ويرجعون بلادهم أشان يتطورها من جميع النواحي ( صناعية , تعليميه, صحية , وغيرها) ..... بس ألاحظ فالمقابل أنهم يتطبقون ما هو سيئ لدى تلك الدول ويتجاهلون تطبيق الجيد منه والتي تحتاجه شعوبنا ...

يعني أقصد أننا لا مع الناس التي متمسكة بتعاليم دينها وتطبيق المنهج الخلقي فالأسلام ولا نحن مع الذين هم متقدمين وينادوا بإحترام حقوق العمال والعمالة....

مع العلم توجد نقابات في عمان لحماية حقوق العمال..وتوجد وزارة القوى العاملة التي تعمل على رفع كفائة العامل العماني .......( أين هم).

أعتقد طرطقات كلامية أشان يدشوا منظمة العمل العالمية .... ما اشان سواد وجوهنا...

انا راتبي راتب حكومي متوسط ( عندي من الديون لا حصر لها)

العامل يستلم 140 ريال لحد 200 ريال ..... معناه الموت البطئ في هذا العصر .... ما لومهم الي يسرقوا والي يضربوا مخجدارت وارتفاع نسبة الإنتحار وتكثر اللجوء لفعل الزنى لدى الشباب المعدم الذي لا يجد الباءة لزواج ......... بصراحة (غم).


أتمنى من الجهات المختصة أن ترعى هذا الجانب وتعمل على تحسين دخل الشباب مما يساعدهم على الرضاء النفسي ............

عُلا الشكيلي يقول...

مرحبا،
صباحكم رضى وإشراقة يا رب.
كل الشكر لمن مر ، وقرا وعلق، تحياتي لكم جميعا،
عبد الملك، شكرا أخي على المتابعة .
نعيم الأمير الصغير، لا ديني ، الباحث،
حضور فكركم هُنا يُسعدني جدا،
دعونا من لعن الظلام أعزائي،، لم أطرح الموضوع لنكثر اللعن ونكيل الغضب لمن نشاء .
لسنا مبرئين من كل ذلك ، نحن جزء من تلك المعادلة الغير متعادلة،
لن يمر على كلامنا هذا ، مُصلح أو رجل دولة يتألم لكلامنا ويعمل على إصلاح ذاته ومن حوله،
لاديني ، لا تدخل الدين والعبادات في الأمر، ولو أنك كنت متابع البرنامج ، لأدركت أن الياباني مُتخلق أصلا بأخلاق الإسلام ، من تواضع وحب الغير والتفاؤل ، والعمل الدؤوب وحرصه على وقته ، وإتقانه لعمله ، ليس من أجل أن يتقاضى راتبه آخر الشهر إنما أيضا من أجل أن يكون راضيا عن نفسه ، وهذه الأخلاق كلها وغيرها كثير ، هي أخلاق الإسلام والتي من المفترض أن يتخلق بها المسلم، ولو انه تخلق بها لما رأينا كل هذه الإنهزامية الحضارية ، رسول الله حين تغيبت "من كانت تنظف المسجد" سارع بالسؤال عنها ، وهو قائد دولة ، ونبي مُلقاة على كاهله الكثير من المسؤليات ، ولكنه مع ذلك ، كان مهتم بمن حوله ، مهما كانوا بُسطاء، وحين تغيبت المراة التي كانت تخدم المسجد، سأل عنها فأخبروه أنها توفيت ، فذهب إلى قبرها وصلى عليها.
تلك هي يا سيدي أخلاق الإسلام التي نراها اليوم في اليابان وغيرها ، وللأسف لا نراها في المسلمين ، لا نرى منهم إلا المُشاتمة ، وهذا يعيب معتقد ذاك ، والكل يظن نفسه هو الصواب، وانت الآن ترى نفسك مُصيب ! وأين الصواب في محاربتنا الأديان؟ أين الفعل الإيجابي لك ولأمثالك؟! لا يا سيدي، لا ذنب لا للصلاة ولا لغيرها من العبادات إنما الذنب في أخلاقنا التي إرتحلت عن كل جميل ، يقول الإمام محمد عبده:"وجدت في فرنسا إسلام ولم أجد مسلمين ، وهنا وجدتُ مسلمين بلا إسلام"
لو أن كل شخص عمل على إرضاء ضميره وتثقيف نفسه وإتقان ما يقوم به من عمل ، وسعى للعلم والتعلم كما أمرنا الدين الحنيف لم تكن هذه حالنا ، تأكدوا من ذلك.
لا تلعننوا الظلام ، ولكن ليعمل كل منكم كما يامره ضميره وعقله ، التفكير السلبي لن يقود إلى شيء، إصبلحوا من انفسكم ، تنصلح الحياة من حولكم ، ولا ترموا بالذنب على عاتق الغير ، أو تجعلوا من الدين أو الدولة شماعة تعلقون فيها ما شئتم من أسباب.
ربما الدولة لها دخل كبير ولكن لا دخل للدين في الأمر ،، الدين يامر بعكس ما نراه اليوم في رجال الدولة وبعض علماء الدين.
من منكم اليوم ، حين يرى قمامة مُلقاة على الأرض يُسارع في وضعها في مكانها المخصص؟! هكذا امرنا الإسلام، وهكذا هم في اليابان . من منكم اليوم ينظر للحياة بإبتسامة ، ولا "يتطير" ولا يتشاءم؟! هكذا أمرنا الإسلام ، وهكذا هم في اليابان ، من منكم اليوم يخلص إخلاصا كبيرا لعمله ، من أجل أن يتقنه لا من أجل أن يتقاضى الراتب وفقط؟ هكذا أمرنا الإسلام ، وهكذا هم في اليابان ، والحديث يطول ، والمقارنة كبيرة ، ولكن مُسببات التخلف جميعنا مسؤلين عنه،
الحل في التفكير الإيجابي، وتفتيح العقول، في إصلاح أنفسنا ما أمكننا ذلك .
لي عودة ، إن شاء الرحمن لي ذلك.
وشكرا لكم مُجددا.

غير معرف يقول...

يا ستي ... ميخلاش الأمر برضو

الباحث يقول...

أود أن أجيب على هذا السؤال الذي طرحتية ...؟

من منكم اليوم يخلص إخلاصا كبيرا لعمله ، من أجل أن يتقنه لا من أجل أن يتقاضى الراتب وفقط؟

أذا كان العمل شخصي ( مثال: اشتذكار, عمل فالبيت أقضية , طلب منى زميلي خدمة ) , فأنني أتقن وأخلص فالعمل الذي عندي بدون مقابل ...وكما قال الرسول( اذا عمل أحدكم عملا فاليتقنه).

بخصوص العمل الذي اتقاضى عليه راتب .... فأنني أخلص فالعمل الموكل اليه وبجانبة أريد الحصول على الراتب... يعني اذا ما شي راتب ما بشتغل زين...

شكرا

عُلا الشكيلي يقول...

مساءكم جميل كقلوبكم.
عبد المتبصر، شكرا لمرورك اخي.
الباحث، ربما تكون مُخلص لعملك ، حسب المفهوم العام، ولكن اسألك ، هل أنت حريص على كل ثانية في عملك ؟ اليابانيون حريصون على عملهم بالثانية ، لا يتأخرون عنه ثانية ولا يتركوا عملهم إلا بعد أن ينتهي الوقت تماما.

ثم أنت قلت في ردك الأول أن لديك ديون ، حسنا أخي ، لديك الكثير من الأعمال الحرة المُتاحة التي يمكن أن تقوم بها بجانب عملك الأصلي، فقط إبحث،
اتعرف أن "باكستاني " صار مليونير وهو يعمل في الخليج أعمال بسيطة جدا!! أعمال بسيطة كتلك التي يزدريها الشاب الخليجي عادة ، صنعة منه مليونيرا، ولكن الشباب الخليجي للأسف يترفع عن ممارسة تلكم الاعمال! الياباني لا يترفع عن أي عمل يُتاح له ممارسته، الخليجي للأسف يبحث عن الثراء المريح،
هذا كل شيء بإختصار شديد.
وحين لا نرغب بالشيء نبحث عن ألف حجة لندفعه بعيدا عنا.

شكرا لقلوبكم .

الطير المهاجر يقول...

متاااابع مع التحية



the-migrant-bird.net

عُلا الشكيلي يقول...

خالد الصوري،
اشكرك على المتابعة أخي،
تمنيتث فقط لو انك تُشاركنا النقاش، لننهل من فيض علمك.

شكرا لوقتك سيدي.