الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

نفسية مُشتبه بها!




حين وصلتني رسالة من أحدهم على بريدي ، يسألني فيها عن سبب غياب نزف قلمي ، كنتُ قد أدركتُ حينها فقط أنني بدتُ مُضيعة الهدف،
فرحتُ أقرأني مرارا بين زوايا فكري، وأي سبب لذلك الخمول الذي سكن محبرتي فجأة؟ ولما أنا مُغيبة لهذه الدرجة، أبحثُ عني طويلا حين أهمُ بإعتلاء صهوة القلم، لأرميني بين سرجه وأشدُعلى لجام الفكرة ، فأجدها قد لاذت بالفرار ، وأجدني مكبلة بقيود لا طاقة لي بها.
لا تدرون كم أكره تلك الننفسية الغبية التي تراودني عن نفسها كلما هممت بالخروج من حالة الصمت المطبق، وجدتها تقف على عتبة الفكر، تلثم فم الحرف مرارا ، وكلما حاول المسكين الفكاك منها ، طوقته بخبث ، فتطبقه في صمت بغيض بغيض، أشدُ بغاضة من رؤوس الشياطين ، يذوب ريقها في فم الفكرة ، فأشعر به وهو يجوب ريق عقلي ، أشدُ مرارة من شجرة الزقوم ، فأتقيأ الحرف ، بلا وعي، أسترسل وجعي وخيباتي بين اللحظة والأخرى، أُصاب بإغماءة ، وحين أصحو أجد الحرف قد غادر وطني ، وسكن منفى بعيد، يرسم خيالاته وأفكاره بمنأى عني !

لا أدري لما تلك النفسية تتربص بي دائما ، أراها كل ليلة تحاول أن تفتك بما بقي للفكر من بُنيات ، بعد أن أعدمتَ أكثرهن بلا ذنب. أريدُ أن أعرضها في سوق النخاسة، وأصيرها عبدة وأمة لمن يرغب ، ربما ذلك يشفي غليلي منها، ويشعرني ببعض الراحة، فيعود الحرف يسكن محبرة فكري مجددا.
ولكن من ذلك المعتوه الذي سيشتري نفسية بتلك الظلالة ،وبذلك القبح ؟! أجزم أنني وإن عرضتها مجانا ، بل ووضعتُ مُكافئة لمن يُجازف باقتناءها ، فإنني سأرى الكل ينظر إلي وإليها بريبة ، إنها لعنة ، وقد حلت علي ، لا أستطيع الفكاك أو التخلص منها. ربما علي أن أصنع لها إطار من جهنم لأحبسها فيه، أدرك أنها ستحب ذلك، فهي تعشق نفسها بلا شك، وتعشق أن تؤطر بما يُشبهها في شرها وشرهها.
أظنُ أن ذلك أفضل حل ، لي ولها ، فتسكعها في حواري الفكر ، يزعجني جدا، ودهاليزه الضيقة لا ترضيها ، لتسكن فيها بسلام ،وبهدوء ، الإطار ذاك ، سيرحيها ويريح منها.

همسة:
النفسية المُظللة ، نتاج متوقع للتقوقع الفكري ، وإستمرارية النظر من نفس الزاوية في كل مرة ، سنقرأ الآراء نفسها، بحاجة نحنُ إلى البحثُ عن زوايا فكرية أخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النص نُشر اليوم في آفاق، لكنهم غيروا العنوان ، من نفسية مشتبه بها إلى "نزف قلمي!!!
أكره هذا التدخل.مع إحترامي لوجهه نظرهم.
،
،

هناك 22 تعليقًا:

الباحث يقول...

ذكرتني مقالتك بمفرة " إنتقام أمرأه"

أخاف كيد المرأه

طبعا لا بد أن نبدد فكرنا وأن نبحث ونحلل من عدة زوايا لتوسيع المدراك ... ولكن أستاذه هنا يعتمد على السن أو عمر الشخص وخبرته ...

مثال: لو قرأتي كتاب في سن 18 سنة وقرأتيه مجددا في سن 25 سنه وقرأتيه ثالث مره في عمر 33 سنة فسوف تلاحظين أنك كل مرة تقرأيه ليس بنفس الأسلوب وتحليل الفكرة السابقة بل تتطورت أكثر وأكثر

رائعة دوما

علاء المصرى يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
الافـُولْ يقول...

هذه النفسية الغريبة (المزاجيّة) هي من صنعت
الكـتّاب العالميين..

غير معرف يقول...

همسة:
النفسية المُظللة ، نتاج متوقع للتقوقع الفكري ، وإستمرارية النظر من نفس الزاوية في كل مرة ، سنقرأ الآراء نفسها، بحاجة نحنُ إلى البحثُ عن زوايا فكرية أخرى.

جدا أعجبتني الهمسة الأخيرة .فهي تحمل الكثير

شكرا لك

الباحث يقول...

أتفق معك أخي غير معروف

بالفعل تمتلك الأخت عُلا ملكات من التفكير التصوير والإبداعي في تكوين الجملة مما تجعل القارئ يعيش الحالة بدون أن يحس ذلك

أتمنالك التوفيق

ما شاء الله ( ما أحسد أحد)

عُلا الشكيلي يقول...

سلام الله لدفئ قلوبكم .
الباحث ، شكرا ألف شكر أخي، ولكنك تبالغ قليلا .
تحياتي لقلبك الطيب.

علاء المصري ، اهلا بك ، زرتُ مدونتك ، جميلة بروحها الإيمانية ، علاء، إستمر في نهجك ، وتأكد أنك على حق، أعجبني جدا قوة يقينك فيما تعتقد ،ن مثلما قلت لك هُناك :"لا تجعلهم يؤثرون عليك ، أنت شجاع يا علاء. تحياتي إليك.

الافول، مرورك إشراقة غاليتي ، كلماتك رفعتني للأعلى ، ودي بلا حدود يا جميلة .

غير معرف، أشكرك على كلماتك الجميلة ، كن بالقرب دوما.

أجمل المنى مني لكم جميعا.

نادر الحر يقول...

هناك تناقض...

من يعتنق العلمانية والفكر الحر والحرية...يجب اولا قبل كل شيء ان لايكون مسلما

عُلا الشكيلي يقول...

نادر ،
يبدو لي أنك لا زلت صغيرا أخي.
لديك مشوار طويل لتفهم الحياة،
تسلح بالقراءة المفيدة ،
وإبعد عنك تلك الغوغائية الفكرية.

بالمناسبة يا نادر، انا لستُ علمانية ، والإسلام علمنا كيف نفكر بحرية ، وليست العلمانية.

يبدو لي يا نادر ان أفكارك مشوشة وانك لا تستسقي الفكر من أصوله ،
ويبدو لي أيضا أن معرفتك لازالت غضة في الحياة والفكر بشكل عام.

تحياتي يا نادر

نعيــ( الامير الصغير )ـــم يقول...

لولا الفكر لما كان هناك تطور ، وكان يكفينا ان نقرأ كتابات الاولين ، ولكن لان الفكر من ضمن عالم التراكمات منذ بدء المعرفة الى عصر السرعه فقد تولد وتطور مستوى الثقافات من قرن الى قرن
(( اعذريني فانا لست بتلك الثقافه )) !!

على العموم اخت عُلا الاخ نادر الحر ينظر الى الاسلام باتجاه ونظرة واحدة ويختزله في الاسلام القاعدي او الطالباني ، متناسيا ان هناك كثيرا من المسلمين لديهم فكر حرا فمنهم الشاعر والاديب وعالم الاجتماع والعلوم ، فالاسلام لم ولن يقف ضد هذا الفكر او تلك العلوم بل العكس هي مطلب هام لبناء الحضارات

محفيف يقول...

مرحبا أخت عُلا
النفس المظللة ليس لها الحل إلا الاستئصال
فلن يشتريها أحد.. مع العلم أنا الكثير يقتنونها ويتباهون بها.. لجلهم
النفس المظللة عدوة للفكر.. لا يمكن أن يجتمعا في نفس المكان..

علاء المصرى يقول...

شكرا لتعليقك وليهدى الله الجميع

نادر الحر يقول...

كلا ياصديقتي ..أفكاري ليست مشوشة كما تظنين.. من حسن حظي عن هوايتي القراءة
والمطالعة.. لقد قرأت التاريخ القديم للعالم والتاريخ الاسلامي وتاريخ اسيا واوربا
لقد أطلعت علي الفلسفة الاوربية و ما يسمي بالفلسفة الاسلامية التي هي مسروقة من المفكرين الاسبان واليونانيين..
- لقد درست السيرة النبوية بتمعن وتركيز وسيرة الصحابة وكيفية انتشار الاسلام
- لدي في مكتبتي الخاصة اكثر من 1500 كتاب في شتي العلوم.. و أحمل درجة الليسانس في التاريخ الاوربي..وسافرت كثيرا الي العديد من البلدان وهذه السفريات
- علمتني الكثير.. ومنذ سنوات توصلت الي قرار نهائي وحاسم... أن الاديان من صنع البشر...


تحياتي لك علا وأتمني يوما ان تخلعي القداسة عن التاريخ الاسلامي
وتعيده قراءته من جديد بالمنطق والعقل والعلم .. سوف تكتشفي الحقيقة
التي تصدمك...

عُلا الشكيلي يقول...

ليست القضية قضية كم يا نادر .
إنما قضية نوع؟

ما نوع الكتب التي قراتها ؟ ما هو مصدرها؟
قد تقرأ ألف كتاب ، ولكنك لا تخرج بمعلومة واحدة صحيحة .

نادر ، لدي الكثير من الكتب الإلكترونية ،
إن أردت فلا مانع لدي أن ابعث بعضها لك.

اما عن الفلسفة ، فأفكار الغالبية منها مُخالفة للإسلام ، كأفكار أفلاطون وارسطو وسقراط حول المراة .
وألتي ألصقوها بالإسلام ، بينما هي بعيده كل البعد ع الإسلام يا نادر.

عليك بالتحقق من مصدر ما تقرأ،


شكرا لك.

ا

عُلا الشكيلي يقول...

نعيم أيها الأمير .
تحياتي لك أخي،
وهو ما ذكرت بالفعل ،
نسأل الله الهداية للجميع.

شكرا لتواجدك الرائع هُنا أخي

عُلا الشكيلي يقول...

محفيف،
مرحبا بك سيدي،
النفسية ما هي إلا نتاج التقوقع الفكري ،
وإستمرار النظر من نفس الزاوية .

الحل ليس بإستئصالها ، وإنما بإعادة توجيهها .

شكرا يا محفيف.
تحياتي إليك سيدي

عُلا الشكيلي يقول...

نادر،
لم أطلع على ملفك سابقا ن
لكني تفاجأت أن عمرك 29 سنة!!!
يعني لست صغيرا يا نادر.
ولكني ارجع وأقول ، ان العبرة ليست بالعمر.


تحياتي أخي.

ابن الإيمان يقول...

السلام عليكم:
مدونه جميله
والأجمل شجاعة صاحبتها في الرد على غرور الملاحده بثقه واقتدار....

عُلا الشكيلي يقول...

إبن الإيمان ، وعليك من الله السلام.
شكرا لك سيدي.

حين نتسلح بالثقة فيما نعتقد،
سنتكلم عن ثقة بلا شك.

تحياتي إليك سيدي

علاء المصرى يقول...

الأخت الفاضلة علا

هناك أشخاص تعلق على مدونتى بأسمك بألفاظ خارجة
لتفرق بين أصحاب العقيدة فأذا حدث ذلك فى مدونتك فأضغطى على التعليق لعرض ملف تعريف صاحبه فهناك شخص ينتحل أسماء جميع المعلقين شكرا الأخت الفاضلة


وليهدى اللة الجميع

محفيف يقول...

قد تبدو قوية كلمة استئصال! لكنها ضرورية بمعناها الذي في بالي..
إعادة توجيه النفس ضرورية ولكن المظللة منها ليس لها توجيه ولا يمكن أن تتوجه..

علاء المصرى يقول...

الأخت الفاضلة
ما علقتى على قصيدة الصقر الجامح

عُلا الشكيلي يقول...

أخ علاء المصري،
اشكرك على التنبيه ،
وليحفظ الله الجميع .

وعموما ما أعتقد فكر حر سيفعل ذلك .
وبإذن الله سأرد على قصيدتك ، مع الشكر سيدي

محفيف، أختلف معك، فلا شيء مستحيل في نظري،
النفسية المظللة نستطيع توجيهها بالإسستنارة المعرفية .

شكرا من القلب