الأحد، 11 أكتوبر 2009

العقل الباطن (الوعي الباطني )

يحدثُ أحيانا ، أن تقرأ كتابا كاملا، وتمر على صفحاته أكثر من مرة، وأنت تقراه بتركيز شديد، إلا أنه مع ذلك لا تنتبه لعبارة عابرة به، أُدرجت لمرة واحدة فقط في الكتاب بأكمله والذي يتجاوز ال 250 صفحة من الحجم الكبير!

هذا ما حدث معي، في لحظة كسل رهيبة ، أصابتني بنوبات إغمائية تناومية متتالية ومزعجة جدا، أمسكتُ بكتاب كنتُ قد وضعته على طرف السرير، وحاولتُ القرأءة بنصف إغماءة ونصف إستيقاظ .

في اول الكتاب مباشرة ، وبعد المقدمة ، قراتُ العبارة التالية:" القلب (العقل الباطن) ....
وإسترسلتُ في القرأءة بعد العبارة تلك ، بعدة كلمات تلتها،:" غذاء القلب (العقل الباطن) محبة تحفظه وتشحنه بطاقة فريدة ، وغذاء العقل الظاهر –الوعي) علم وإطلاع وتفاعل مع عقول أكبر وعمل تتجلى فيه أسمى معاني العطاء .....الخ

ثم توقفتُ فجأة وأنا أعيد ما قراته في ذهني ، في ذهول ،وكأنني أقرأ ذلك الكتاب لأول مرة ، وبحلقتُ في سقف الغرفة ، ونظري مستقر بلا حراك، أعيدُ العبارة ذاتها علي :" القلب (العقل الباطن ) .

ربما من يعرف منكم سابقا أن القلب هو (العقل الباطن ) الذي تحدثت عنه الكثير من الكتب والكثير من الأبحاث والكثير من المقالات ، يضحك من كلامي الآن ، ويقول :"أيعقل انكِ لم تكوني تعلمين ان القلب هو العقل الباطن؟!

نعم ، لم أكن أعرف ذلك، والغريبة أن التساؤل يمر على ذهني في لحظات سريعة ، ويمضي بلا جواب ، كنتُ أحيانا أسأل"ما هو ذاك العقل الباطن" الذي له كل ذلك التأثير العجيب ، حتى انه بإمكانه أن يسير العقل الظاهر (الدماغ) بشكل أوتماتيكي ودون أن نشعر، بل إنه يسيره فعلا!! ولكني لم أكن أقف عند السؤال طويلا،
حتى جاتني الإجابة اليوم على طبق من كسل!

غريب الذي يحدث لنا أحيانا ، حين نجد شيئا فجأة ، دون عناء، فجأة نراه أماما يُخبرنا عن نفسه لنُفتش خلفه بعدها كثيرا.
العقل الباطن (القلب) ، كم أثار إندهاشي لكثر ما قرأتُ عنه واليوم أعرفه حقيقة ، إنه القلب إذن ! سبحان الله.

قفزت في ذهني الآية الكريمة:"إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" أي لا يعمى البصر بعقله الظاهر، إنما يعمى القلب بعقله الباطن!

لدي رغبة شديدة أن أعاود قراءة الكتاب كاملا بإنتباه شديد هذه المرة، لأنني أدركتُ مدخلا جميلا جدا ومسيل للعاب التأمل والفكر ، قرأءة تجعلني أُدرك حقائق أخرى ، وربما قناعات أُخرى ،

سأفعل، وأُعيد القرأءة ، وسيكون التساؤل المهم (دور القلب في حياتنا هل هو للعاطفة فقط؟) حاضرا بقوة ، علي بعدها أجد الكثير من الترابط ، بين قناعاتنا وبين تصرفاتنا ، وما هو سر ذلك العقل الباطن ؟ ولما تأثيره أقوى بكثير من الدماغ (العقل الظاهر)؟!



بالمناسبة ، الكتاب علمي بحت ، وإسمه "الإيحاء العقلي" للدكتور أحمد توفيق.

هناك 3 تعليقات:

محفيف يقول...

القلب(الإيمان ما وقرفي القلب وصدقه العمل... إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)..
مهم جداً أن نعلم ونميز بين القلب كعضلة تضخ الدم والقلب الذي يحمل المعنى الآخر الوارد في النصوص أعلاه..
عن نفسي كان يؤرقني التمييز بينها.. شكراً لك أخت عُلا على اختيارك والتقاطك لما كتبتيه..منظرين ما بعد إعادة القراءة منك للكتاب.. تحياتي

الباحث يقول...

أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها, توجد الكثير من الآيات التي تدل على التعقل عن طريق القلب . ومن الأيات التي ذكرتيها عمي القلوب فالدلالة هنا واضحة لو أن أنسان اشرك التفكير بين العقل الفكري والعاطفي والتأملي في آن زواحد لوجدنا طاقات هائلة تخرج من الافراد في حياتنا اليومية ولكن للأسف لا يوجد استثمار لعقلنا الباطني ولو تلاحظي أن جميع الكتب التي تعمل على تعلم ماهية العقل اباطن لوجدتيها تعتمد على التأمل والعاطفة وليس على التفكير المجرد من التأمل.

توجد فالانسان مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله ومنها ان هذه المضغه هي القلب التي يعتمد عليه السلوك الإنساني.

وشكرا

عُلا الشكيلي يقول...

محفيف ، الباحث،
وجودكما هُنا إثراء ، للثقالفة والفكر،
شكرا من القلب لكما .

تحيايا بعبق الياسمين