الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

نعم...لا أُحب المناسبات

،
،
حين إتصلتُ بمحرر إحدى الملاحق الثقافية أسأله عن نص سردي لي إن كان سينشر هذا الإسبوع "الأربعاء التي مضت " أم لا ؟! أخبرني أنه تم تأجيل نشره إلى الأسبوع القادم لأن هذا الأسبوع ستكون جميع المشاركات عن العيد الوطني ، ثم سألني إن كان لدي موضوعا لهذه المناسبة ؟ قلت :"لا ليس لدي ، ثم أردفتُ بعفوية :لا أحب المناسبات!!
ضحك مُعلقا :"جميع المناسبات أم المناسبات الوطنيية فقط؟!

ساعتها أدركتُ أنني أوقعتُ نفسي في مطب ليس من السهل الخلاص منه ، وتلعثمتُ ولم أعرف بما أجيبه ! ولكني كنتُ جرئية كفاية لأرد على سؤاله :"المناسبات الوطنية هي ما أقصد بالضبط"!!

لا أدري كيف أتتني الجرأة لاقول ذلك الكلام ؟! ربما لأن من عادتي أنني حين أؤمن بشيء فلا أحب أن أقول أو أأتي بما يناقضه ! أنا فعلا لا أرى مبررا لأن أجعل قلمي يصحو على إثر مناسبات بعينها فقط لأعبر عن وطنيتي ، فالمناسبات مهما يكن تظل وليدة يوم معين ، وإيماني بالوطن لا يمكن أن أوأطره بيوم واحد أو أيام معدودة.
إيماننا بالوطن يجب أن يكون ظلا لحركاتنا ووحي لسكناتنا ، نقرأ زوايا مُظلمة به ، لنشحذ همة حبرنا لاحقا بالكتابه عن تلك الزاوية ومحاولة إقتباس النور لها .

إيماني بالوطن يجعلني أجترح الكثير من التساؤلات حول بعض الشواهد السلبية الأخرى التي تندس خجلى خلف شواهد إيجابية مزركشة الحواف! ربما يتوجب علينا حين نذكر المزايا والإنجازات أن نذكر بجانبها أيضا بعض السلبيات التي لازالت مترسبة بقوة ، في بعض البقاع ، وبقيادة من بعض العقول الغارقة في جهلها!

الوطن ليس قصيدة وطنية ، ولا حرف أأتي به مزركشا ليقول جملة وينتهي الأمر بإنتهاء المناسبة ! ولا هو تمجيد لشخص أو ليوم بعينه ! الوطن أكبر من ذلك بكثير ، الوطن فكرة لا نهاية لفضاءها ، وحب لا حدود لتضحياته !
الوطنية أن أرى خطأ في بقعة ما من أرض الوطن فآتي لاكتب عنها ، فنحن لا نحتاج إلى الظل والشواهد ، ولكننا نحتاج إلى الضوء في مكان شديد الغمق بالغ العمق ، لنرى عيوبه بوضوح ، وندس الفكر في الحبر ، ليسيل لعابها من أجل شهوة الإصلاح .

نعم لا أحب المناسبات حين الحديث عن الوطن والوطنية ، لأن وطني أكبر من مجرد مناسبة .
ولان وطني بحاجة إلى من يُريه النور في بعض بُقاعه التي لا زالت تعشش فيها الظلمة ،
إن فعلت ، ساعتها أكون "وطنية " أكثر بكثير من ان أمجد خطوات مضت ناحية النور وإنتهت إليه ."
ذلك لأن تمجيد الشيء الماجد أصلا ، ما هو إلا تحصيل حاصل . ونحن بحاجة إلى أن نغرس النور أحيانا لا أن نزركش الحروف بحضرته فقط .
،
،
عُلا
18\نوفمبر
س 8:30 م

هناك 18 تعليقًا:

رحمه ال خليفين يقول...

اوافقك بشده!!

غير معرف يقول...

ولكن لحظة .... يا ستي ..

ترى هل هم أولئك قواويد الوطن والملوكيين يعتقدوا بك ... لا أعتقد

فلو حتى اجترحتي الوطن بوطنية واعني هنا الوطنية بمفهوم الأرض والمقدرات والمكاسب ، هل سيصيرون الجيوش الأنترنتية لكي .. لا سيكون وسنكون نحن وربما بعض من "هم" الحقيقيون بصف الحقيقيون منا ، لا نبحش ونبحث سوى عن الجمال في السرد ولكن عندمنا تكون السرودات قائمة بسوداية مصنوعة من قبل الحرس القديم وحامين ال"3" مدارس قبل السبعين ... ماذا تعتقدين بعد ؟!!

محفيف يقول...

كلامك هو ما ندور عليه
آه كم كرهت التملق باسم الوطنية
مما أرى وأسمع..

شكراً لك عُلا موضوع رائع جدا

صُعْــــلوْكْ يقول...

إنزين أقول.. في أي سجن بيعقوكم؟ علشان أجيبلكم شوية كيما، وخبز براتا؟

أووو رحمة.. ماشي رحمة!!
علا ماي فراولة !!
عبد المتبصر ماشي عطر!!
محفيف ماشي فكة!!


تسلمون

نعيــ( الامير الصغير )ـــم يقول...

نحن الوطن .. والوطن نحن ، هناك من يتاجر بالوطنيه من اجل ان يقبض ببعض الفتات الذي يرمى له ليسمعنا المقولة التي يضحكوا عليها الناس البسطاء (( وطني و ان جار علي عزيز و أهلي وان ظنوا علي كرام‎ ))

ما ذكرتيه يا اختي هو الصواب ، والوطن لا يرتقى بالنفاق وضرب الطبول ، انما بالعمل على رقيه ووضعه في مقدمة الصفوف ويكون بالعدالة ومعاقبة المفسدين

ويا ابا الصعاليك ليس الخوف من السجن بقدر الخوف على هذا الوطن عندما نشاهده يتألم . حب الوطن يتطلب تضحيات وخبز ودال

صُعْــــلوْكْ يقول...

إذا السالفه فيها خبز ودال.. حسبةني معكم.. تراها وجبتي المفضلة..

ياصاحب السمو نعيم..

عسى الله يسكنك دار النعيم إنته والسامعين والحاضرين والغايبين.. الغايب يرفع صبعه..

وطن يباع ويشترى ** وتصيح فليحيا الوطن
إن لم تقم باللعب أنت ** فمن يقوم به إذن؟

إبراهيم طوقان..

مسااااءكم شربت

غير معرف يقول...

اتمنى ان اقول شيئا بسيطا هنا..
نعم حب الوطن ليس في يوم واحد فقط ولكن اخالفك الراي لانه في هذا اليوم يكون يوما خاصا نحاول ان نبدع فيما نخط لكي نعطي هذا اليوم حقه..
نحب الوطن ولكن هذه ذكرى للوطن ويجب علينا ان نحييها ..
اعتذر ولكن كان لي راي مثلما كان لكي انتي راي..

عُلا الشكيلي يقول...

رحمة .
شكرا لمرورك ، ولرأيكِ المتروك هُنا بروية وثقة .

دام حبك للوطن

عُلا الشكيلي يقول...

مرحبا بالفيلسوف "عبدالمتبصر " !
أشكر لك مروك هُنا سيدي .

الظلمات تخشى ان يبددها النور يا سيدي ، وأعتقد ان من تتكلم عنهم ما هم إلا شرمذة قليلون ، والمحبين لهذا الوطن كثيرون . أثق بذلك جدا .

شكرا يا عبد المتبصر .

عُلا الشكيلي يقول...

محفيف ، الفكر سيقودنا إلى رؤى جمالية خالية من النفاق والتملق ،

إستبشر خيرا يا محفيف ، فالجمال قادم تزفه أضواء أقلامكم .

شكرا لتواجدك هنا يا محفيف .

عُلا الشكيلي يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
عُلا الشكيلي يقول...

صعلوك.
مرورك جمال أخي ، كم هي رائعة تلك الروح التي تسكنك.

وما السجن إلا سجن الهوى في الذات المترفه بالتخبط يا صعلوك.

السجن يعيش بداخلنا إن لم نبدد قيوده يا صعلوك .

لك الشكر سيدي على مرورك الشهي .

عُلا الشكيلي يقول...

نعيم "نحن الوطن والوطن نحن "
كم هي رائعة تلك العبارة يا نعيم ، رائعة ومعبرة جدا سيدي .

ومن يُتاجر بالوطن إنما هو لا يؤمن بالحياة وجمالها يا نعيم ، وهو في منفى أبدي ، لا يعرف طعم الإستقرار وإن ظن أنه يمضغه .

شكرا لمرورك الرائع يا نعيم .
مرور شهي بحق .

الباحث يقول...

مقال جميل جدا.........

برأي بأن ليس هناك أي نفاق وطني وأنما هي مناسبة في السنة مرة واحد والكثير منهم ينتظر هذه اللحظة لكي يعبر عن ولاءهم للوطن عن طريق الكلمات بعد أن ترجموها بالأفعال والمنجزات .....

لا نبخس بحقهم ولم نكشف على قلوبهم لكي نقول لهم نفاق بأسم الوطنية.

أشكركم

عُلا الشكيلي يقول...

ولما الإعتذار يا غير معرف؟!
لم تقل سوى في حب الوطن ، وهو ما رمي السهام لأجله جميعا يا اخي \أختي .

حب الوطن ، يُترجم بأمور عدة ،وكل له شريعته في ذلك .

لك الشكر سيدي ،
مداخلة اعجبتني بحق .

عُلا الشكيلي يقول...

مرحبا الباحث .
من تكلم ع النفاق أخي؟!!!
عجيب أمرك بحق!

المقال لم بتكلم عن أحد ولم أتهم أحدا بالنفاق .

ومن علق إنما عقلوا بأنهم يعجبهم من يتكلم بوضوح ، وأنه لا ينافق ، ولم يذكر أحدا منهم أنه إتهم أحدا بالنفاق !\

عموما شكرا لإنعطافك هنا .

الباحث يقول...

مرحبا علا

أولا أعتذر لكوني شحط بأفكاري بعيدا

وأتمنى أن تتقبلي ردي بسعة صدر وانما قد يكون فهمت الموضوع من نظرة أخرى .

أشكرك

عُلا الشكيلي يقول...

الباحث .
يعجبني في فكرك أنك تتدارك الخطأ إن تبين لك أنه خطأ.
وتلك ميزة لا تكون إلا لدى الكبار .

شكرا لفكرك الواسع ولعقلك الكبير .

دمت بهذه الروح الرائعة . وبهذا الشموخ أخي