السبت، 14 نوفمبر 2009

الآراء حول غيرة الرجل من\على المرأة

في موضوع سابق ، طرحتُ تساؤل :"هل الرجل يغار من المرأة أم يغار عليها؟ ولو أنني أخذتُ القضية وقرأتها من مُحيطي الأسري ، إذن فأقسم أنه ليس هُناك بأحن على المرأة من الرجل ، لما أرى من حنان أخوتي ، وطيبة قلبهم التي تسكنها الشدة الحانية ، ذلك أن الحنان حليف طبعهم .

من واقعي ذاك ، قد أقول بملئ فمي أن الرجل لا يغار من المرأة وإنما يغار ويخاف عليها . لأن الذي يحنو عليك ، مستحيل أن يغار منك ، وربما كل فتاة حين تقرأ ذلك في واقع أسرتها ، فإنها لن تشك مُطلقا في أن الرجل يغار عليها لا منها .وهذه النقطة تتفق تماما مع ما ذكره الأخ "احمد البادي " ، أحمد قرأ الموضوع من زاوية أُخرى ، ورده كان حماسيا يدل دلالة كافية وواضحة أنه الرجل الشرقي الذي يغار على المرأة ، لأنها شيء مهم في حياته ، فأحمد يرفض السعي الحثيث وراء مقولات غربية عن "تحرير المراة وتبعاته " فأقول لك يا أحمد قد شحط بفكرك بعيدا ، لأنني أتفق معك تمام الإتفاق فيما ذكرت ، غير أن تساؤلي كان من زاوية أخرى ، تقرأها المرأة يوميا في مجال عملها ، ربما ، أو في أي جانب آخر من جوانب الحياة .

إذن يا أحمد لو أننا نظرنا للموضوع من ذلك الجانب البرئ جدا ، فسنقول نعم ، الرجل الشرقي يغار على المرأة لا منها .
ولكن ماذا عن واقع الأسرة الكبيرة (المجتمع) ؟ بالطبع تختلف الرؤيا ،بوجود التنافس بين "الرجل والمرأة " في شتى ميادين الحياة .خصوصا في هذا العصر ، والتنافس قد يولد الغيرة من الطرف الآخر، هذا شيء لا شك فيه ، وهُنا يتساوى الرجل والمرأة في الغيرة من جنسهما ومن الجنس الآخر ! فالمرأة تغار من المرأة (كما قالت الأخت أشجان ) في تعليقها على الموضوع السابق ، وهي غيرة لا من شك في قوتها لدرجة أن تصل إلى الحسد أحيانا ، وبالطبع كل إمرأة أو فتاة أو حتى الرجل لا شك أنهم مروا بهذه التجربة المرة ، فما من شيء يؤلمك بقدر أن تتألم حين ترى أشخاص أو أصدقاء يكيدون لك ويمتلؤن غيظا منك وبالمقابل أنت تكن لهم كُل الحب ! تلك غيرة تقتل روح المنافسة في الطرف الآخر ، ربما هُنا أتكلم من وجهة نظر شخصية ، كوني فعلا أرى أن الغيرة حين تأتي من صديق مقرب ، أو شخص عزيز أو شخص أنت بالأساس لم تحمل عليه حقدا في يوم قط ، فإن النفسية بلاشك تتأثر جدا ، وربما أثر ذلك على عطاءك ، وهُنا تكون الغيرة قد جاء مفعولها مُترجما للـــ"الحسد" كونها أثرت في الطرف الآخر تأثيرا سلبيا . أشجان تواصل فكرتها ، بأن الرجل الذي يغار من المرأة فهو شخص "فارغ فكريا " بتعبير آخر ، وهُنا قد اوافقها الرأي وربما أختلف معها في ذات الوقت ، لأن الغيرة هي سلوك نفسي لا يستطيع البعض التخلص منه ، وسببها في الأغلب هو نقصان الثقة في النفس او في القدرات . وهذه النقطة تتفق تماما مع رأي "pure" في الموضوع آنف الذكر ، وأجدني أتفق جدا مع ذلك الرأي ولكني أعود وأختلف مع "pure" في نقاط أخرى ، كقوله :"أن الغيرة هي شيء وراثي" ! فأنا أستبعد أن تكون الغيرة شيء وراثي ، إنما هي سلوك مُكتسب منذ الصغر ، وبسبب طرق خاطئة في التربية ، لا يسعنا أن نذكرها في هذه العجالة .

هلال الهنائي كان رأيه مُبسطا في الموضوع ، من حيث" الغيرة من "وكيفية تصنيفها ، وتفنيدها عن "الغيرة على " فوجهة نظره تقول أن الرجل يغار من المرأة في مجال العمل ، لأنها تكون منافسة له ، وتختلف الغيرة ، حين تكون المرأة بعيدة عن مجال عمل الرجل ، لتكون غيرة عليها كحبيبة أو أخت أو زوجة ، ولكن يا هلال ، ماذا لو أن الحبيبة أو الأخت أو الزوجة كانت في مجال عملك أيضا تنافسك ، فكيف ستقرأ غيرتك في تلك الحالة ؟ هل ستغار منها أم عليها ؟ أم الإثنين معا؟ أعتقد أن الغيرة ساعتئذ ستتشابك دوافعها بلا شك ، حتى لا يعي الرجل أيغار منها أم عليها!

نعيم الأمير الصغير ، وجهة نظره تنم عن جمال رؤية الحياة من حوله ، فنعيم نقرأ له رأيا يقول فيما معناه أنه مع المرأة طالما أنها قادرة على العطاء أكثر من الرجل ، وأن قلبه لا تشوبه شائبة نحوها ، نعيم ، أنا معك أن الرجل يغار على زوجته وإن لم يفعل أصلا يكون بلا نخوة ، ولا يتسم بالرجولة الحقيقية، والغيرة على المرأة شيء محمود ، حين لا يزيد عن الحد ، تماما كغيرة المرأة على الرجل ، ورأي نعيم ذاك يتفق مع رأي الأخ"صعلوك " ،الذي جاء رده تفنيدا لدرجات الغيرة ، ومتى تكون الغيرة طبيعية ومتى تكون مرضية ؟ أجدني أتفق تماما مع رأيه ذاك ، فالغيرة صفة تكاد تكون متواجدة كحالة فسلوجية طبيعية في النفس البشرية ، إلا أن زيادتها ، أو نقصانها يأتي بنتائج عكسية ، سلبية
الأفول " كانت وجهة نظرها صريحة للغاية ، فهي ترى أن الرجل يجب أن يفرح بإرتقاء شريكة حياته ، بل ويجب أن يبحث عن المتيزة في عملها ، وتقول انه لا أحد الآن لا يرغب في الإقتران بذات منصب ، والحق فيما قالت "الأفول " لو أن العقول تفكر بمنهجية صحيحة ، ولكن بعض العقول تفكر بطريقة "الأنا " فتضيع همتها وفطنتها .
"محمد" رجل أشعر من خلال كلماته أنه إبن عصره ، فهو يصرح أنه لا يغار من المرأة مُطلقا ، وانه سيقف معها لا ضدها ، وجهة نظر في غاية الرقي والشفافية .

الأخ الباحث كان رأيه ، متعمقا ومفصلا ، وأخذ مسارات أخرى عديدة ، فهو بداية يعترف أن ثمة رجال قد يغارون من المرأة ولا يريدون أن يروها في منصب أعلى من منصبهم ، ولكنه لم يوضح رأيه في أؤلئك الرجال ، هل هم (من وجهة نظره) يغارون عليها أم منها؟

الباحث أدخلنا في متاهات عدة ومتفرعة ، فهو دخل في تفاصيل غيرة الرجل ولما يغار ، ولما يحصل الطلاق للمرأة العاملة الناجحة في عملها ؟ من وجهة نظره أن الطلاق الذي يأتي بعد أن يكون للمرأة منصب أعلى من ذي قبل وأعلى من منصب زوجها ، أنها ربما تكون أهملت في واجباتها الأسرية لذلك حدث الطلاق ! هُنا أعتقد ، أن الجهل وقع من كل الطرفين "الرجل والمرأة " فالمرأة –بالرغم من علمها الذي نصبها تلك المكانة ، إلا أنها والحال كما يصف الباحث – تبقى جاهلة ، فالمثقف –من وجهة نظري هو الشخص المتزن الرؤيا في شتى ميادين الحياة ، والذي يدرك كيف يتعامل بإتزان في جميع جوانب حياته ، والرجل "أي زوجها" أيضا يكون جاهلا ، لأنه إن كان واعيا لم يكن ليطلق زوجته لذلك السبب إن لم تكن الغيرة دافعا للطلاق، فهو إن كان مُحبا لها ، سيقف معها ، وسيحاول أن يجد حلا لتلك الأزمة ، بتحاوره الواعي معها ، أعتقد إن وجدت المرأة من زوجها روح متفهمة ، وقلب حنون ، وعقل مكتنز بالحكمة ، فإنها ستستشيره في كل شيء ،
وستعمل بنصائحه ، وهكذا يكونا قد صعدا السلم معا ، درجة درجة .

عمل الرجل في بيته ليس عيبا ، بل هو دليل للوعي الحضاري ، فالرجل المتحضر لا يرى فرقا بين الرجل والمرأة في إدارة شئونهما الخاصة أو شئون الأبناء، وقد كا رسول الله يعمل في بيته ، ويخدم نفسه ،
إن كان في رأي الباحث أن المرأة الناجحة هي التي توفق بين البيت والعمل ، فإنني أرى أيضا أن الرجل الناجح هو الذي يعرف جيدا كيف يدير دفة الحياة الأسرية من حوله ، أوليس هو ربان السفينة ؟!
برأيي ان نجاح المرأة يعني نجاح الأسرة .

يشير الباحث إلى النساء اللواتي عبرن التاريخ ، (أي خلدهن التاريخ) بأنهن كن موازنات بين إحتياجات العمل وإحتياجات الأسرة ) ولكني أذكره أن ما من إمراة خلدها التاريخ إلا كان زوج المرأة أو أبوها أو حتى أخوها يقف بجانبها مساندا .
الغيرة من هادمة ، والغيرة على بناءة مُثمرة ، باسقة النتائج . تُؤتي أُكلها ذات حب . بشرط أن لا تزيد عن الحد

شكرا لكل من شارك في النقاش ، \
ودام وعيكم .

هناك 10 تعليقات:

محفيف يقول...

لم تسنح لي الفرصة في المشاركة في هذا الموضوع من قبل لذلك أشكرك على طرحه بصورته الحالية
أنا أتوقع أن الغيرة لا تفرق بين ذكر أو أنثى.. فالغيرة غيرة مجردة
الشيء الآخر أن الغيرة على المرأة نابعة من تقافتنا الذكورية الأنانية على ما أعتقد.. بعدما تتعدل أوضاع المرأة ستنكشف الغيرة على المرأة على حقيقتهاعلى أنها مجرد غيرة السيد على حماه وملكه..
الغيرة من النواحي الأخرى هي كما ذكرها الاخوة في ردودهم تتفاوت حسب الثقافة بين الـ على والـ من

الباحث يقول...

الأخت علا

هنستنتج اذن الغيرة مركبة بين ثقافة ( الرجل أو المرأة) ومفهوم الغيرة لدى كلا منها.

بعضهم تحكمهم عادات وقيم والذي لدية مفهوم يختلف عن الشخص المنفتح.

التمايز الوظيفي لكل منهما يعتمد على ثقافة المجتمع والبيئة التي يعيشها. وهنا تختلف غيرة الرجل لأسباب ترجع للخلفية الثقافية لدية.

ولكن الذي يغيضني بأن أحد يضرب مثال ما ويتم تعميمة على الكل. كما في مثالك السابق عندما جامعي يقول يريد زوجة ما تعرف تكتب أسمها( هل هذا مثال يقتدى به في مسألة غيرة الرجل من المرأة من الجانب الوظيفي.)

أشكرك على الطرح الجميل والمثري . أرجوك ان تسامحيني على نقاشي وان كان متواضعا قد يكون مزعجا.

الباحث يقول...

أحسست عندما قرأت الموضوع تلاشت أفكاري بعيدا ...........

الموضوع ينم على نجاحك وثقافتك الفذة ....

أشكرك أستاذه على الطرح الجديد والجميل .........

ونتمنى أن نرى أفكارك النيرة عن قريب ....


انت رائعة

نعيــ( الامير الصغير )ـــم يقول...

اخت علا اظن انك من القلائل او النادرين جدا في مثل هذه الاطروحات الرائعة وطريقة عرضك للمواضيع .. انا لا اقول انك لا تخطئين او انك كامله فالكمال لله عزّ وجل ولكن ترقين بكتاباتك ومحاوراتك الى الافضل ، لذلك يوجد هناك نقد لاعمال كبار الادباء هم يتعلمون ويعلمون

انت دائما متميزة

عُلا الشكيلي يقول...

محفيف ، كان من سوء طالع الموضوع أنك غائب عنه .
ولكن لابأس ، فعزاءنا أنك تواجدت هُنا ، فمرحبا بك وبفكرك أخي .
وكما قلت أخي ، الغيرة يتساوى فيها الجنسين"الرجل والمراة" .
أما مسألة الثقافة الذكورية ، فهي ما تُعاني منه مجتمعاتنا بحق ، للأسف يا محفيف ، الثقافة الذكورية ، تعتلي وعي المجتمع ! حتى "بعض" مثقفوه! أحيانا ، حين تحضر تلك الثقافة الذكورية ، بمفهومها المجتمعي ، الشرقي ، فإنها تُغيب معها الكثير من الوعي الحضاري ! والذي من المفترض انه ينمو بين فئة المثقفينن اكثر ، ولكنه أحيانا يُصاب بالإنتكاسة لوجود تلك الثقافة الذكورية في مجتمع شرقي لا زال يُعاني من بعض التوعكات التقهقرية !

شكرا يا محفيف ،
رأيك أطل بسنبلة فكره ، وأحنا للوعي قامة.

عُلا الشكيلي يقول...

الباحث ، فكرك ثري أخي ،
إلا أن الغيرة"الطبيعية لا تحدها ثقافة في احايين كثيرة ، إن لم نقل في كل الأحايين ، ولكن انا معك أن الغيرة المرضية تنم عن قلة وعي ، وبالتالي تعتمد على ثقافة كل من الرجل والمراة.

أودُ أن أُشير هُنا إلى نقطة مهمة في كلامك يا باحث ، وهو أن الثقافة "الحقيقية" وأركز على كلمة "الحقيقية " لا تعتمد بالضرورة على تقدم مجتمع بعينه أو تطوره ، فقد نجد أصحاب ثقافة "حقيقية " واعية في مجتمع لا يشهد حضارة عمرانية أو تطورية !

الباحث، مفهوم الثقافة يُقاس بوعي الفرد ولا علاقة له ، بحضارة أو تقدم مجتمع . "وجهة نظر "

والمثال الذي ذكرته أنا في الموضوع لم أعممه ولن أعممه ، وذلك أكبر مثال على أن الثقافة شيء والتقدم العلمي شيء آخر ،
فقد تجد من يحمل الدكتوراة ولكنه يتعامل بجهل مع أهله ! وقد تجد العكس أيضا !

نقاشكا لم يكن متواضعا أخي ، بل كان مُثريا جدا ، وقد إتسفدنا منه جميعا ، فلله درك خلقك !

عُلا الشكيلي يقول...

الباحث ، أخجلني ثناءك أخي ، والموضوع هو نتاج فكركم ونقاشكم ،
فالشكر لك ولكل من وضع مجهره قلمه وفكره على الموضوع ،

شكرا لاخلاقك ولوعيك أخي .

عُلا الشكيلي يقول...

الأمير ، قلمي يحني قامته لجمال ردك أخي ،
وصدقا أبحث عن النقد البناء ، ولا أبحث عن الثناء.
فالبنقد نرقى لا بالثناء .
بالرغم من أن النفس أحيانا تتوق للثناء لتعلم أنها سائرة في الطريق الصحيح .
وأأمل أن نكون سائرين بخطاكم وخطى الفكر .

نعيم ، لقلبك الكبير أيها الرائع بتلات شكر .

صُعْــــلوْكْ يقول...

إنزين وانا؟ أشوف ما حد قالي عبارات ثناء مثل: فكر النير، وقلمك المتقطر فكرا.. وحبرك السائل شفافية.. وثراء جمجمتك وهالكلام الزين؟

وا ما نستاهل؟ أبوي ترى الواحد نوبة يوم يكتب شيء قدامه طريقين:

يا يكتب من منطلق أو من غير منطلق. إذا كان من منطلق فكان بها، وإذا من غير منطلق فقدامه طريقين، يا يبدأ يهربت يا يسكت.

إذا سكت كان بها إما إذا هَرْبَت فقدامه طريقين، يا تمسكه الشرطة يا تمسكه علا الشكيلي. إذا مسكته الشرطة أحسن له. أما إذا مسكته علا الشكيلي فقدامه طريقين.

يا يرجع يتكلم من منطلق مرة ثانية يا يستنجد بالباحث. إذا تكلن من منطلق كان بها، أما إذا استنجد بالباحث فقدامه طريقين:

علا بتقوله أنه غلطان، والباحث بيقوله أنه مخطي !!

وإذا تحول الموضوع إلى أبو الصعاليك، ما شي غير طريق واحد وهو عبارة عن سؤال سيسأله الصعلوك لهذا الشخص اللي ما معروف للحين: وانته يوم ما تعرف تنطلق مو جايبنك هنا في طوق الياسمين؟

أبوي سير شوف يقعة ثانية.. هذه مدونة فيها نقاش ما قت !!
.............
مو رايكم في هذا المشهد الصعلوكي الغثيث؟

ثراء جميل يا علا تشكرين عليه..
Saalook.blogspot

عُلا الشكيلي يقول...

وعلى شرفات البسمة يُطل قلمك الجميل يا صعلوك !
هنيئا لنا هذا المرور الجميل الذي غنبثق من روح جميلة .

لك أجمل التحايا أخي