الثلاثاء، 13 أبريل 2010

المجتمع والمرأة

تتصل بخطيبها ، تفهم من خلال أنفاسه المتسارعة أنه يمارس إحدى الرياضات ،
تعمد إلى أن تختبره ، لتعرف رأيه في رياضة المرأة ، لتقول :"أُحبُ هذه الرياضة ، خاطري أمارسها""

ولا يخيب ظنها به ، حين يأتي رده :
-" جميل ، بل رائع ، لما لا تمارسينها "؟

-لأن المجتمع لا يُتيح لي الفرصة !

-كيف ؟

-لأني فتاة

فيضحك ، ويسترسل في حديثه ،
- "أليس غريبا أن تقول هذا الكلام مثقفة مثلك "؟!

-وما وجه الغرابة ؟!

-لأن الرياضة ليست حكرا على الرجال دون النساء، أم أنها حلال علينا ، حرام عليكن "؟!
-ولكن هذه الرياضة بالذات لا يمكن ممارستها في الصالات الرياضية
-هل شرطا أن تمارسي الرياضة في الصالات الرياضية ؟

-هل تعني أنك ستسمح لي بممارسة الرياضة في الهواء الطلق ؟

-لما لا ، طالما أنكِ تمارسينها بشكل محتشم ! سأسمح بأي شيء لا يتعارض مع الأخلاقيات العامة
-والعادات والتقاليد ؟
-إضربي بها عرض الحائط

-ولكن الكثيرون من الرجال ينظرون للمرأة بعين العادات والتقاليد لا بعين الشرع والدين .

-ليس العتب عليهم ، بل عليها !

-كيف ؟

-وصلت لأعلى المناصب ، ولا زالت تتقيد بآراء رجعية الدين نفسه يحاربها

-إنها في الغالب مغلوبة على أمرها
-وما فائدة ثقافتها إذن ؟

-إن تحررت قالوا لا ولي لها

-هُناك فرق بين أن تأخذ حقوقها الشرعية وحقوقها الإنسانية ، وبين أن تنسلخ من كل شيء ،
قلة من النساء اللاتي يسلكن الوسطية في حياتهن

-وما هي الوسطية بنظرك ؟

-ان تتبع الشرع بلا غلو ، وأن تواكب الحضارة بلا إنحراف .

-هل تظن أن مجتمعنا في مرحلة تغير ؟

-لا، لا أظن ، بل متأكد ، ولكن التغير ذاك يعتمد على مدى وعي أبناءه ، وعلى مدى وعي المرأة تحديدا
-إنتبه ، فأنت تعترف ، ضمنيا ، أن المرأة هي المحرك الرئيسي للمجتمع .

-ولما لا أعترف بذلك ؟
-سأذكرك بهذا مستقبلا .

-هههه ، بل أنا الذي سأذكرك !

******
خارج الإطار :
-لما تنسى المراة حقوقها ؟ وكيف ؟ وهل حقا هي المحرك الرئيسي في المجتمع؟
وكم من الرجال يعترفون بذلك ؟ وإن كانوا يعترفون بذلك ، فلما لا يتيحون لصوتها أن يصعد منصة الإصلاح والنصح والمشورة لهم ؟
ألم يقل عُمر بن الخطاب يوما ، اخطأ عُمر ، وأصابت إمراة ؟
ماذا ينقص مجتمعنا ليتحرر من العادات والتقاليد البالية ، والنظرة الدونية للمراة ؟
هل ينقصه الثقافة مثلا ؟
ماذا لو عرفنا أن أغلب المثقفين الرجال هم من يحاربون تحرر المراة من العادات والتقاليد ؟!
أعتقد انه ينقصنا شيئا آخر ينقصنا الوعي الديني الصحيح والنظرة الوسطية للحياة .

هناك 4 تعليقات:

محفيف يقول...

صباح الخير أخت عُلا
هذا موضوع كبير.. حقوق المرأة مهضومة والله يعينها..
ولكن لتغيير الأفكار السلبية السائدة يجب كسر هذه الأفكار بجرأة. جرأة الرجل الحقيقي الواثق من خطواته و من زوجته التي تريد حقوقها المشروعة والتي هي ليست هبة من أحد.
الجرأة الغير ساذجة هي التي ستغير المفاهيم السلبية في اعتقادي..
والرياضة مهمة للمرأة أيضاً... تحياتي لك أخت عُلا

عُلا الشكيلي يقول...

محفيف ،
صباحك إشراقة بإذنه ،
جميلة هي آرائك يا نحفيف .
(الرجل الواثق من خطواته)، أعجبتني العبارة يا محفيف.
والواثق من نفسه أيضا ، لأن الذي يثق في نفسه ، يغرس الثقة فيمن حوله.

ننتظر تغيرا في مجتمعنا على أيدي النخبة الواثقة من ابناءه .

تحية لفكرك أخي

مسرح الحياة يقول...

لقد ذكرت إن أغلب المثقفين الرجال هم من يحاربون تحرر المراة من العادات والتقاليد

أتعرفين لماذا ؟

لانهم أصلا قيدوا أنفسهم بتلك العادات والتقاليد ، واقول لك ايضا وبشكل خطير ، هم لا يملكون الثقه لانهم وضعوا المرأة في حيز واحد : إنها للمتعه فقط ، ونسوا انها انسان مثلهم .

هذا رأيي قد اكون مخطئا فيه

عُلا الشكيلي يقول...

سلام لفكرك يا مسرح الحياة .
رأيك عين الصواب ، ولست مُخطئا أبدا.

أكثر الرجال تعقدا وتقيدا بالعادات والتقاليد هم المثقفين ، وإن نادوا بغير ذلك ، إلا أن واقعهم كذلك .

الكثير منهم يتحرر من الدين ، و يتقيد بالعادات والتقاليد للأسف .

شكرا لرايك الصريح ومرورك العطر .