الجمعة، 2 أبريل 2010

التعليم ، بين العام والخاص .

كُل منا بلا شك يطمح أن يكون أبناؤه أفضل منه ، يدرسون في أفضل المدارس ، ويحصلون من الرعاية ما لم نحصل نحنُ عليه ।

كانت ،صديقة لي قد إعترضت يوما على مثل إستشهدتُ به إثر حوار دار بيننا ، حين قلتُ لها :"فاقد الشيء لا يعطيه "
قالت :"انا لا أؤمن بهذه العبارة .
-لما؟!
-لأنها غير منطقية .
-كيف ؟
- انا مثلا لم تتيح لي الظروف في أن أدرس في مدرسة خاصة ، ولكني قد أدرس أبنائي مستقبلا فيها .
هُنا أنا فقدتُ الشيء ولكني أعطيته !!

غريب تفكير ومنطق صديقتي تلك ، إذ انها إبتعدت عن تفسير العبارة بمعناها الصحيح ،
فهي إن أدخلت أبنائها ،مستقبلا، مدارس خاصة ، فيعني أنها إعتمدت على المال لتعليمهم ما لا تتعلمه هي .
إذ انها لم تدرسهم هي ، بل أوكلتهم إلى من يدرسهم حين إستعانت بالمال الذي تملك بلا شك .

ما علينا ، فذلك ليس موضوعنا ،
نعود إلى فكرة المدارس الخاصة ، والتي بات الأغلب يطمح في أن يدرس أبنائه فيها ، ظنا منه أنها أفضل من المدارس الحكومية .

كنتُ أناقش أختي في الأمر ، وقد أدخلت ابنتها مدرسة ثلاثية اللغة ،
أمر جيد بلا شك ،أن تدرس الطفلة لغتين إضافة إلى اللغة الأم .

سألتها :
-هل ترين أن الطفلة ستتقن الفرنسية والإنجليزية إضافة إلى العربية ؟!
- ما أعلمه أن الطفل يمكنه أن يتعلم خمس لغات في سن مبكرة جدا
-أقصد ، هل تضمنين لها ذلك لمجرد أنكِ أدخلتها مدرسة خاصة ؟!
-لما لا ؟!

مما لا شك فيه أن الطفل لديه قابلية للتعلم ، فعقله الغض لا يزال نقيا به مساحات كبيرة جدا لم تشغلها هموم الكبار ولا أي مسؤليات ولا غيره ، ولكن ، المدارس الخاصة ، هل تعمل بضمير دائما ؟!

للأسف ، بعض المدارس الخاصة ، تكون "مشي حالك "
وليست بتلك الجودة التي يظنها أولياء الأمور .


كما أن المدارس الحكومية ليست بافضل حالا .
والله يعين الأجيال ، وأولياء الأمور .

هناك 10 تعليقات:

غير معرف يقول...

فالبدايه احببت ان القي السلام
فالسلام عليكم..
اما بخصوص المدارس لاتعليق لي لانه الوضع الان اصبح الوضع يحاكي نفسه وهو واضح للعيان ...
نسال الله السلامه..

نهروان يقول...

كتبت ردا لكني انتقلت لصفحة أخرى قبل أن أضيف الرد ربما .

أهلا عُلاا .

الآن و في مرحلة اجتيازنا للصف لعاشر انتقالنا للصف الحادي عشر و الثاني عشر فإن الكثير من الطالبات سينتقلن للمدار الخاصة لعدة أسباب من أهمها :
اليقين التام من قبلهن أو من قبل أولياء أمورهن بأنهن سيضمن ال30 درجة التي ستكون بيد المعلم و على نقيض ذلك بالتمام حين تكون في المدارس الحكومية فإنك بشق الأنفس ستحصل على هذه ال30 درجة .

و المدارس الحكومية تشهد تناميا و تطورا ما عمَّا كانت عليه إلا أن الجهات المسؤولة بالأمر تُشيد المدارس من جهة و تهدمها من الجهة المقابلة ففي هذه الفترة على سبيل المثال لا الحصر ولي الأمر يقل ابنه لباب المدرسة بهدف لتعليم لكن الطالب بمجرد أن يصل للمدرسة تبدأ التجهيزات للمهرجان فتُستنزف طاقات الابناء و جهودهم دون أي شيء يُذكر .

تحايا

نعيــ( الامير الصغير )ـــم يقول...

التعليم في بلادنا مسألة مستعصية .. يوجد عدد من المدارس الخاصة تعد على اصابع اليد لديها القدرة والاهتمام بالطالب منذ صغره الى ان يتخرج من الصف النهائي للتعليم العام ليستطيع الدخول الى التعليم العالي بكل ثقة ، اما البقية من المدارس الخاصة فهي للاسف همها مادي بحت قد يكون لديها نوع من الاهتمام ، ولكن النتيجة ليست بتلك القوة .

التعليم العام مصاب الآن بنوع من الخلل بعد تطبيقات التعليم الاساسي والبحوث ، خطأ كبير ما يحصل الآن ، واظن ان التعليم السابق كان افضل بكثير لانه يجمع نقاط كثيرة وخاصة تعليم الطالب احترام المعلم ... نحتاج الى اعادة صياغة التعليم والا فاننا سنخرج جيلا لا يواكب نمط التطور القادم ، انا لا ارسم صور سوداء ، ولكن نحتاج الى اهتمام حقيقي حتى يكون سوق العمل قادرا ان يرتقي بابنائه مستقبلا

نور الدين (محمد الجيزاوى) يقول...

السلام عليكم ورحمة الله
.........................
مرحباً اخت علا
قد اشتغلت بالتدريس فترة غير يسيرة
فى مدارس(الامريكن دبلومة) التى تمنح الشهادة الامريكية واحيانا فى مدارس الـ(آى جى ) ورغم جودة التعليم فى هذا النوع من المدارس إلا انى من منطلق تخصصى وهو علم النفس الذى كنت اقوم بتدريسه
استطيع القول بأن دراسة اللغات فى الصغر تؤثر بشكل سلبى بشع على شخصية الطفل ولغته العربية
فلا يستقيم له لسان ولا ثقافة بعد ذلك
........
وعلى اى حال إن التعليم فى بلادنا العربية كلها لاعلاقة له لابالحداثة ولا الثقافة ولا العلم المطبق وهذا اعرفه يقينا
...
تحياتى لنصك الذى طرح سؤالا ولم يشفينا بجواب
.......
اعمق تحياتى
.
نورالدين محمود

عُلا الشكيلي يقول...

غير معرف ،
وعليك من المولى السلام سيدي .

ومثلك نسأل الله السلامة .

شكرا لعبورك العطر

عُلا الشكيلي يقول...

نهروان ،
الإنتقال لمدرسة خاصة ، بعد مشوار 11 في التعليم الحكومي ليس من صالح الطلبة ، لان المدارس الخاصة غالبا ما تكون ثنائية اللغة ، وهنا يتعرقل فيها الطالب إن لم يكن تأسيسه في الخاص ،

مسالة إعطاء ال 30 درجة في الخاص ، لا اظن انها ستعطى للطالب في المدارس الخاصة ، هكذا ، إلا أن كانت مدرسة أي كلام وإدارتها بلا ضمير .

الأمر جدا شائك ومربك يا نهروان .
ومثل ما قال غير المعرف :"نسأل الله السلامة .

عُلا الشكيلي يقول...

بالتأكيد اخي نعيم ،
التعليم في الماضي كان أفضل بكثير ، رغم التطورات والتغيرات التي طرات على نظام التعليم ، إلا أنه إنتكس ، فبدلا من يكون التغيير إلى الأفضل ، نراه ينتكس إلى الأسوأ ،
ربما هناك أسباب ومسببات عدة لذلك ،

المدراس الخاصة التي تعمل بضميرلا هي مدارس قلة مثلما ذكرت سيدي ،
والله يعين أولياء الأمور .

عُلا الشكيلي يقول...

نور الدين ،
مرحبا بفكرك الألق سيدي ،
لا أدري حقيقة ، ربما الواقع والتجربة خير دليل ألف مرة من النظريات ،
والواقع يخبرنا ما ذكرته فعلا ، بأن الطفل لا يستقيم له لسان حين يدرس عدة لغات منذ صغره ،
ولكن أعتقد أن الكثير من اللوم يقع على والديه ، فكان بالإمكان ان يستقيم له لسان ، ويتعلم عد\ة لغات في الوقت ذاته ،

قال "ص" من تعلم لغة قوم أمن مكرهم "

شكرا لتواجدك المثري سيدي

نور الدين (محمد الجيزاوى) يقول...

علا الاعتراض ليس على تعلم اللغات
وإنما على تلقيتها فى الصغر فإن كل دول العالم لاتفعل ىما نفعله نحن لما نعانيه من هزيمة نفسية
وانت تعرفين ولاشك ايتها الكريمة أن اى لغة يمكن اتقانها بكورس لستة اشهر فقط

فلماذا نحشى رؤوس ابنائنا بلغات تسحق لغتهم الاصل وتورث السنتهم عجمة لاتنفك عنهم
تحياتى معطرة بتقديرى لك

عُلا الشكيلي يقول...

انا معك يا نور الدين ،
ولا اعترض على ما قلته سابقا ،

نحنُ فعلا نعاني من هزيمة نفسية ،
للأسف ، للأسف للأسف، الشعوب العربية تشعر بالدونية أمام الحضارات الأخرى .

يطول الكلام في هذه النقطة ،
ربما تكون لنا وقفة لحديث مطول .

دمت عزيز النفس يا نور