الأربعاء، 12 أغسطس 2009

إلى الأيادي البيضاء ترحل همسات حروفي

إلى الأيادي البيضاء، ترحل همسات حروفي

مطاردات خافتة الضوء، مشحونة بالضوضاء، مسكونة بالصخب الأرعن،
تلعق الظلام ، تحبسه في حلقوم أيبسه الصراخ المتتالي، وعويل ، من جوف حرف يأتي، بلا نكهة، وبلا لون، وبلا هيئة حتى!

أوجاع الشارع الوظيفي، مكتضة بآلاف العاطلين عن العمل، أؤلئك المعطوبة أحلامهم، وكأنها مرت عليها نارا موقدة، ذات غفوة من القدر، فأصبحت كعصف مأكول، لا دراية له بحلم، ولا نهش لمخالبه –على حدتها- لوليمة مُلقاة على رصيف الأحلام ذات شبع لأصحابها.

هو صخب الحياة المتلاحق ضجيجه، بلا توقف، حين يتكاثر العطب على جانبي الحياة، ولا يعود للحياة شريان تجري بداخله، آلة العيش الحر.
لا ندري للظلالة سببا، فهناك دياجير عدة ، تلاحقت بعضها ببعض ، وتلاحمت أطرافها ، لتسكب في النبض كرسترولا ، يعيق الحركة ، ويشل الكفاءات، فتعود حاجتنا للملمة جراح الحاجة ، أشد حاجة من ذي قبل!

وحين يكون ذاك حال (الإتساخ) الكوني ، مرادفا لـــ(لإتساع) على مرافئ البشرية، يجد (الإنفساخ )الاخلاقي، طريقا معبدة ، يعبرها بهدوء وبلا وشوشات، وبلا إعتراضات من اصحاب الحرف الحر، او المنبر الحر، وبلا حتى تصادمات، مع النوايا الحسنة، او المبادئ التي تئن بوجع في الضمائر، لتنزاح من الضمائر –بإرغام من كل تلك الخيبات- لتسكن حواف الكتب و...فقط!

إنها لعنة الغوايات ،في عالم ، لا يقدس إلا الجيوب المنتفخة، يزرع بذرة الإجرام في رحم الأخلاق ، وينتشر كالهشيم في شوارع النوايا الحسنة.

وميض رسالة ، ذات حرف حر، تستنطق العطف، في القلوب الرحيمة، وتطالب أصحاب العقارات، والشركات، والقطاعات الخاصة، بإقتطاعة مال من موردها الثمين، لتسهم به في بناء الفكر، وبناء الوطن، وحماية الشباب من وحش الضياع الكاسر، وجحيم غواية الحاجة، كي لا نضطر لاحقا إلى ملاحقة الإجرام، وإستزاف أموالا طائلة، على التخريبات ، والإعتداءات الأخلاقية، على ممتلكاتكم ، وممتلكات الدولة، بحجة الحاجة، ووقع ألم الفقر، في المعدة وفي البيوت التي يتربص بها الإجرام في ثوب حقد، على من يعرشون البنوك.

فلتمدوا أياديكم ،للإستثمار ولتبسطوها في أريحية تامة، لتنتشلوا من يوشك على الغرق منهم، ولتهدوا ذويهم إبتسامة، ترتفع على إثرها الكفوف إلى السماء ، في دعوات دامعة ، بأن يبارك خطاكم الرب، ويبارك لكم ما تعرشون، وما تجمعون ، وما تزرعونه من حب على مرافئ العطاء اللامحدود ، كــ رد جميل لهذا البلد الغالي ، الذي بلا شك، اعطاكم الكثير.

"وما تقدموا لأنفسكم من خير يوف إليكم وأنتم لا تُظلمون"

عُلا الشكيلي
سبق نش المقال في ملح آفاق الثقافي التابع لجريدة الشبيبة

ليست هناك تعليقات: