الجمعة، 4 يناير 2008

تسامح مع من حولك من أجل قلبك

جميل هو أن يغمرك أحساس الإيمان، جميل ان تتعمق في صدى أوجاعك هذه الآية:" قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا" صدق الله العظيم.

ما أعظمك يا رب، حين تنادي عبادك، وتمد لهم يدك الكريمة بالعفو، والغفران،
ومن منا لم يخطأ في حياته؟؟! قال عيسى عليه السلام:" من كان منكم بلا خطيئة فليرمني بحجر"

نعم، ،،،تغرك دنياك ربما، ويلتبس عليك إبليس ملبسه وقد تحاروك الضنون والمآسي، وترى من حولك يتخلون عنك، ولكن، ما أن تعلم أن لك رب كريم، سيأخذ بيدك، إذا ما تعثرت، ساعتها ستبتسم، وينشرح صدرك . والأهم من كل ذلك، أن تلك العثرة، بنت يقينك من جديد، وإزددت زهوا بعبير قلبك الطيب، الذي ربما لمس الغدر منهم، ولكنه يأبى إلا أن يحمل الخير كل الخير لهم ولسواهم.

فما أعظمك وأنت تقف شامخا بعلو الهمة، مبتسما ، يراودك الأمل في غدك، وتكتسب في لحظتك التي وهبك الله فيها ثواني للعمر، زادك عند الرحيل، فتسارع إلى المصالحة مع قلبك ، ومع من حولك، تصافح الجميع بدعوة صادقة وبإبتسامة تزيح عنك هم المصاب.

وما أعظمك وأنت تتذكر أن الدنيا دقائق وثواني، فتبادر في الإستغفار لكل من تحمل منهم ولو ذرة ألم واحدة.، تستغفر لهم وقلبك مليء بالحب ناحيتهم،،،حب في الله ومن اجل الله،

من أجل أن تصفو علاقتك بخالقك. وتقول بملء فوادك ، يا رب ، مددت لهم يدي بالمصافحة فردوها خائبة، ولكنك أتيتني هرولة إذ دعوتك، وأنت الغني الكريم، فإصفح عنا جميعا يا كريم،

تلك هي دلالات اليقين الأكيد بالله، فما العمر بأيدي البشر، إنما بيد خالق البشر، فلما التذمر إذ نسوك؟؟!! لما التذمر إذ تنكروا لك؟؟!!

إصفح عنهم، يصفح الله عنك ، "ألا تودون ان يغفر الله لكم"

وإستمر بعطائك وبدعائك لهم، وإياك وإتخاذ موقف منهم، فربما انت لا ترى أخطائك، ربما غفلتك عن أمرك، جلبت لك المصاب ، فلا تلم إلا نفسك،فكل جزع أو هم يصيبك، إنما أنت من جلبته لنفسك، قال تعالى:" وما كان الله ليظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون"

إذاً فقم، وجدد العهد، وقل يا رب، وإبتسم من قلبك، بعد أن يكون قد بح نحيبك على ما أسرفت في حق نفسك، وربما في حق من حولك دون قصد.

فما أجمل الأمل عندما يكون ينبوعه الإيمان بالله، والحب لعباد الله.
وما أجمل أن نعيش لآخر لحظاتنا يغمرنا الأمل في عفو الله ومغفرته، رغم قساوة قلوب البشر، وإنسداد ضمائرهم عن سماع أوجاعنا، والأجمل من كل ذلك، أن تلتمس العذر لهم، وأنت منشرح الصدر غير متحامل عليهم.

ليست هناك تعليقات: