الثلاثاء، 21 أغسطس 2007

عندما تصدأ القلوب

عندما تصدأ القلوب
كثرة المكابرة والغرور والقسوة يُلبس المرء ثوب الباطل فيبعده عن ميزان العدل.. كما أنه يورثه الغلظة في التعامل . وهو طبع منهي عنه في ديننا الحنيف لأن من تطبع بذلك الطبع الغليظ نفر منه الناس ولا ترى له جلساء الا ضعاف الإيمان الذين لا يعينوه على طاعة ولا يناهونه عن مظالم(معاصي). وفي ذلك يقول المولى عز وجل لنبيه الكريم"فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القول لانفظوا من حولك".

وفي ذلك نذكر أيضا وصية الرسول "ص" لاثنين من الصحابة عندما بعثهم لقوم يدعوهم للإسلام أن قال لهم".....بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا" لأنه يعلم (صلوات الله وسلامه عليه) ان المرء بطبعه يميل إلى اللََََين من الكلام.

إن كانت تلك هي دعوة المولى ورسوله الكريم. فما بالنا اليوم نرى بعض المربين- هداهم الله-يتبعون الشدة والغلظة في المعاملة؟! قست قلوبهم فما عادت تنضح إلا بالجفوة والتحقير لأفعال الغير ويحسبون انهم يحسنون صنعا وأنهم فوق الشبهات. ولا أراهم ألا وقد تمكن إبليس منهم فألبسهم ثوب غروره.. وانطبع (الران) على قلوبهم جزاء ما كسبوا من الذنوب وغلفتها المكابرة فصدأت وأعرضت عن الحق. كما قال المولى"كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون"

من نتائج ذلك الذي نراه كل يوم على ساحة واقع بعض الأسر التي بسلك أربابها ذلك السلوك. أن ترى العصبية والغلظة في معاملة الأطفال بقسوة حتى لأبسط الأخطاء..وعبارات كالسهام تخترق آذانهم الصغيرة (ويلك إن فعلت كذا.سأضربك إن لم تفعل كذا...) ذاك فقط حديثهم إلى تلك الطفولة بدون أية رحمة . وإن كان الصغار هذا ما يسمعونه فقط من الكبار فبالله عليكم كيف سيتعلمون الرقة في المعاملة ولين الحديث؟! إن قلوبهم الغضة على وشك إن يطولها الصدأ هي أيضا فلا تغدوا تعرف للحب طريقا. وأسوا من ذلك حين نجعل تلك القلوب الصغيرة في حيز التذبذب. عندما نعاملهم بقسوة في خلوتنا معهم بدافع تأديبهم. فإذا ما كنا بين الغرباء أغدقتا عليهم من حبنا الكثير..و العكس صحيح وقس على ذلك أمورعدة.....

منها ايضا حثهم على رد السيئة بمثلها لمن هم أكبر منهم..و امرهم بعدم تقديم خدمة لأحد دون مقابل وتوبيخهم بأعنف الكلمات على فعل حميد كان من المفترض ان يكافؤا عليه.وإذا ما أظهروا ما علمناهم من تلك الافعال المشينة في التجمعات وبحضرتنا وبخناهم لا لشيء ولكن فقط حتى لا يكتشف امرنا!!!والكثير الكثير من ذلك.مما يتعبنا حقا سرده.
بعد كل ذلك ما عسى تلك القلوب البريئة ان تتعلم من ذلك التذبذب في التصرفات التي تراها وتسمعها من مَن حولها؟؟!

أرانا بتصرفاتنا الغليظة والمتناقضة تلك نغرس في قلوب البراءة الصدأ مبكرا جدا قلنتقي الله في أبنائنا وفي قلوبهم الطاهرة

ليست هناك تعليقات: