الاثنين، 20 سبتمبر 2010

آفـــة التسول ، ومرض البخل ! هل من بصيص أمل للعلاج؟!

لم أكن أريد أن أكتب عن الموضوع ، لسبب أحتفظ به ، لكن ما يحدث يدفعنا لسيل من التساؤلات ، أولها ما الذي يجعلهم يتسولون ؟ هل هي الحاجة فعلا ؟ وإن كانت هي فأين الدولة من حاجة هؤلاء ؟! أين هي من صيانة كرامتهم وهم أطفال او عائلات بلا عائل ؟!!

قبل العيد بيومين ، فاجأني طفل لا يتعدى السابعة من العمر بقوله :"ساعديني ! لم أستوعب الكلمة بدايتة نظرا لمفاجأته لي ، سألته :" شو؟
قالها مرة أخرى: ساعديني ، وأضاف أريد أشتري ملابس للعيد وأنا ما عندي !
كانت حالة ملابسه رثة ، وبدنه متسخ جدا ، سالته وين أبوك ؟ أجاب: أبوي متوفي ؟
وأخوانك؟
أجاب :انا أكبر إخواني !
وأمك ؟ امي لا تعمل !
رقت له نفسي ، وبكيته بصمت !

تذكرته حين كُنا في زيارة أحد الأهل خلال أيام العيد ، حين قال زوجي –كمن يُتمتم بحزن :" هذا المكان-وأشار إلى رصيف في شارع معين – يذكرني بأحد !
سألته :بمن ؟
أجاب : بإمرأة كانت تسكن الرصيف ! هي وأبناؤها !
أجبته : تمزح ؟1
أجاب :لا والله بجد ، تسكن الرصيف ، وتأكل هي وأطفالها من حاويات القمامة !!
أجبته بإستنكار :"لا تقول !
أجاب مؤكدا كلامه : وربي ، كنت دائما أشوفها هنا لما أمر بسيارتي !!!

وكان قبلا يُخبرني أن أحدا شيوخ البلد وأعيانها مستمر في التقرب من كبار المسؤلين في الدولة ، لاجل مصالحه الخاصة طبعا .

قلتُ بمرارة : ما قادر أحد يآويهم او حتى يطعمهم بزهيد العيش ، وهم –أي أهالي المنطقة – منً الله عليهم بخيرات كثار ، حتى تواصلوا مع كبار المسؤلين في الدولة وذبحوا لهم الذبائح ، أما كانوا يستطيعون أن يطعموها وأطفالها ؟!
او على الأقل يتكلمون بخصوصهم مع المسؤلين ؟!

لا أقول إلا : كُل غارق في أطماعه ، لذلك غرقنا جميعا في أوحال الجشع ، فلم تقم لنا قائمة .

ليست هناك تعليقات: