الاثنين، 30 يونيو 2008

يسرقون العاطفة!!!!

إنهم يسرقون لحظات وهمسات للحب، هم مجرمون،
تماما مثل ذلك اللص الذي يسرق الطعام،

ثمة تشابه بينهم، فهم يسرقون العاطفة، لان قلوبهم جائعة،
بحاجة إلى لمسات حنان، وكلمات دائفة،
بحاجة إلى فتات من رغيف حُب، ليسدوا به
جوع القلوب.،

تماما مثلما يسرق اللص من أجل أن يروي ضمأه ،
ويسكت عصافير معدته التي تزقزق من وجع الجوع،

الإجرام هنا متشابه، والتجريم متباين، والنظرة لكلا الامرين ،
مختلفة.

الحاجة إلى الطعام، والشراب، لا تقل أهمية مطلقا عن
الحاجة إلى الحب ولمسات الحنان،
فتلك الاولى غذاء للجسد، والأخيرة غذاء للعاطفة،

وكما أن الجسد بحاجة إلى ما يسد به رمقه، فكذلك العاطفة،
بحاجة إلى ما تسد به رمقها.

هل يعقل أن تظل عاطفتنا جائعة؟؟ هل ستكون
بعد ذلك تصرفاتنا واعية؟؟
العاطفة الجوعى، تستدعي ان يكون العقل في
تخبط، وغارق في إرتباكاته، متشتت الفكر،
تماما مثلما يكون ساعة إستشعار الجسد للجوع،

لماذا يتم التفرقة بين إحتياجنا للحب، وإحتياجنا
للطعام والشراب؟؟!!
لماذا الحديث دوما عن حاسية الجسد، وإغفال
حاسية الروح والعاطفة؟؟

كثيرا ما يجهل الآباء، تغذية العاطفة لدى الابناء-
وخصوصا في مجتمعنا العُماني إذ أنهم -للأسف
-يجهلون أهمية الجانب الروحي والعاطفي، في
حياة الابناء فلا يلتفتون لها ، وينعكس ذلك بالسلب
أثناء تربيتهم لأبنائهم إذ نجدهم يركزون على تغذية
الجسد، ويهملون تغذية الفكر والروح والعاطفة إلا من
لملمات وأمور سطحية،

الثقافة التربوية تفتقر إلى الكثير من الأساسيات
والأُطر، حين تجسدها واقعا، وفي مجتمعنا المحلي
بالذات، نجد ان تغذية الروح والعاطفة أثناء التربية يكاد
أن يكون معدما، وذلك ما كان إلا لإفتقار الوعي لدي
الآباء باهمية لمسات الحنان مثلا، أو كلمات الاطراء
على شكل الابنة- كمثال- أو على خُلق وشجاعة الابن،

ومتى ما غذت الروح والعاطفة بجانب الجسد والعقل ،
في حياة الفرد، سدت عنه الكثير من الثغرات الشيطانية ،
التي قد تغرر به إلى مصيدة الانحراف،

كما أن تعويد الابن على التدبر وإستخلاص العبر، يقوده
إلى أن يسمو بروحه، فتسمو أخلاقه عن رذائل الامور،
يدعم ذلك كله الاشباع العاطفي،

فإنه إن كانت العاطفة خاوية، بحث الفرد منا عمن
يجد لديه الاهتمام بذلك الجانب الهام في حياتنا كبشر،
ومن هنا يبدأ الانحراف في حياة الكثير من الشباب،
بالاخص إذا ما قادهم هواهم دون إدارة للعقل،
فتجد أيا من الفتى والفتاة ، يتخبط في علاقات
قد ترمي بهم إلى ما لا تُحمد عقباه،

لذلك يجب على الآباء ان يوفروا الحماية العاطفية
لأبنائهم، وإحاطتهم بالحب والحنان،

والامر سيان اذا ما تم الاهتمام بالجانب العاطفي ،
وإغفال الجانب العقلي،والروحي ،يكون المرء سهل
الانقياد، يسهل على أصدقاء السوء جره إلى المهالك،
لذلك وجب على الاهل أيضا مراعاة هذا الجانب، دون
إفراط ولا تفريط، فديننا دين الوسطية، ونحن أمة وسط،

كل ذلك وأكثر، وجب على الآباء، أن يعلموه ويراعوه
أثناء التربية،ولكن –ومع الأسف- فإن كثيرا من الآباء،
لا يحسنون إمساك العصى من المنتصف، فإما أن
يضيقوا على الابناء، وإما أن يرخوا الحبل لهم،
ويتساهلوا معهم!!

وبالطبع، لا نتناسى الجانب المادي، ودوره الكبير،
في التربية، -وأن كنت أراه إنعكاسا لكل تلك
الجوانب- فالإغداق المادي على الابن، قد يفسده،
وكذلك الحرمان المادي، قد، يزرع في نفسه الحقد
على الآخرين، وعلى الاب تحديدا خصوصا إن كان مقتدرا،

الوعي بالجانب المادي وإعمال العقل،فيه بوسطية،
من الاهمية بمكان، كي نسد الكثير من الثغرات
الشيطانية في حياة الابناء،

مع التذكير بأن إغفال أي جانب من الجوانب الحياتية
أثناء التربية، قد يجد فيها إبليس أرض خصبة، في عقل
الفرد، منا وقلبه، ليصول ويجول في حلبات كيده،



خلاصة القول:

النفس البشرية ليست جسدا فقط، إنما هي مكونة
من أربع جوانب متأصلة ومتلازمة هي: الروح والجسد
والعاطفة والفكر،"

كل جانب من تلكم الجوانب بحاحة إلى ما تسد به جوعها،
فالجسد، بحاجة إلى الطعام والشراب،
والفكر والروح بحاجة إلى التدبر والتأمل،
والعاطفة، بحاجة إلى ينبوع حنان وحب دائم،

لا ندري لماذا الاهل لا ينظرون إلا إلى عاطفة الجسد،
وحاجته في الإطعام والارتواء، ويتغافلون بقية الجوانب
في النفس البشرية؟!!

إذن هل نصرح أن كل الاجراميات في الكون، هي
مصدرها الغفلة؟؟!!

ربما هو كذلك، لأن غفلتنا عن الشيء،يوقعنا في براثنه،
ومطباته التي لا تنتهي،

ليس المال وحده ما يحتاجه الابناء، لاجل ان تكون
نفوسهم سوية وراضية، إنما هم بحاجة إلى القدوة حين
عمل الروح، لتنظيم الخُلق، وبحاجة إلى التأمل حين عمل
العقل لتنظيم الفكر، وبحاجة إلى الحب، حين عمل
القلب لتنظيم النبض.


وأخيرا، كان ذلك مجرد ثرثرة وإجتهاد فكر في لحظة تأمل،
أعتذر إن أخطأت، بشيء، أو لم أحسن صياغته كما يجب،

ليست هناك تعليقات: