الثلاثاء، 10 يونيو 2008

قُبلة مُصلى

قُبلة مُصلَى


الساعة الآن الواحدة فجرا ...دخل صافقا الباب
وراءه بقوة ، انتفض على إثرها والده الذي كان
يغط في السبات،
أعقب بعده الاب إبنه بلعنات متتالية، يسديها
عليه وعلى أمه متهما إياها أنها لم تحسن تربيته،
بدورها أكالت عليه التهم، وإنه السبب في
تنشئته الفاشلة،

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

ضحك ، وهو يلوك الألم، ويراقب بإذنيه تقاذفهما
للكلمات الموجعة والمخجلة. مرت ساعة كاملة،
وهما لا يزالان يتبادلان الشتائم ويكيلان لبعضهما التهم!!

إحترقت الدمعه داخله على كثر صراعه لهيجانها
، دخل غرفته مترنحا بعد ما ثمل من حديثهما الموجع،

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

.. الساعة الآن الثالثة فجرا،، لا احد يلوك وجع الأرق غيره،
.فتح التلفاز، حدق فيه مليا، خبر يتطاير من فم المذيع،
بعد عبارة"أعزائي المشاهدين صباح الخير... وبدأ
ينعي جرحى وقتلى، وصرخة عذراء ولدت في غياب المعتصم،

ضحك ملئ شدقيه،"وهو يتمتم، "أيها العابث ، أي
صباح ذاك الذي تنعته بـأنه صباح " خير؟!!! وعاجلته
دمعة ثارت على الفور،حاول عصيانها، تمرد عليها كثيرا،
هاجت ، إنتزع الألم عنوة، من داخله، وهو يضغط بقوة على
جهاز التحكم، يضغط دون روية، عابرا محطات هستيرية،
ومحطات تمط جسدها في كسل بغيض، وأخرى ترسل
عبر ذبذباتها الخوف المكتوم، المتوالد من رحم أمة تغط
في السبات منذ أمد، ليس بقريب

توقف، على قناة، ترفل بكل خليع، ومثيلاتها كثير،
يتمايلون على انغام موسيقى الروك، وهم أشباه عراة،
سخر منهم، وتمايل معهم، وضحك ،،، ثم بكى،!!

رمى الجهاز، وإرتدى الجينز، وقميص مهترئ حد التلف،
وضحك بهستيريا توالد الوجع بعدها بداخله، جر خطواته،
في ألم ، وغادر صافقا وراءه الباب، خرج هائما على وجهه،
لا يعرف أين ستقوده قدماه،

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

نظر حوله، هرة، تحوم على أطفالها، تتلطف بهم،
تحاول حمايتهم من ذلك البرد القارص الذي يصاحب
النسمات حولهما، أبكاه المنظر، وتسمر مكانه، لم
يبرحه، وهو لا يزال، مركزا نظره حيث الهرة وصغارها،

يمن عائدا إلى منزله.. في وقت إنبلاج الفجر، وولادته
من رحم الدجى،
ولكن الدجى لازال يحوم حول قلبه المتعب، الذي منذ
أن وجد في هذه الحياة، وهو يلوك الألم، ويبحث عن شيئا ما،
رغيف من الحُب، تقتات به عاطفته، أو ينبوع حنان يروي به ظمأ قلبه.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

لأول مرة، إنبعث الدعاء من قلبه.. شاخصا بصره ناحية
السماء، وهو يردد في ألم:" ياااااااااااارب"
جاء النداء عميقا، خر بعده باكيا،
إغتسل، مع صوت الاذان، والله أكبر، تزحف ناحية قلبه،
في توارد عجيب للمشاعر،
لأول مرة ، يشعر بصدق العاطفة، ولأول مرة، يشعر ان
لبكاءه حلاوة،حين أدمعت عينه، وهو واقفا، يغتسل،
وكانه كان يزيح بوضوءه ذاك، كل هم علق به،

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

خرج، قاصدا المصلى القريب من المنزل، المصلى الذي
لم يكن أحد من المدينة، يقصده، بعدما أصبحت مدينتهم،
من ضمن القرية الصغيرة، التي إختزلتها العولمة. كان يدعو
ربه طوال طريقه إلى المُصلى، أن يرحمه من العذاب الذي يكابده

دخل المُصلَى، خر ساجدا، ولم يقم بعد سجدته تلك.
فقد عانقه المُصلَى، في قُبلة أبدية

ليست هناك تعليقات: