الاثنين، 25 أكتوبر 2010

الواقع "مجنون" أصلا !

رسالة إلكترونية تصل إلى بريدي الإلكتروني من قارئ أجهل تفاصيله ، وأجهل هويته ، ولكني أحترم رأيه بقوة ، يقول فيها
:
أختي الفاضلة ، تحية طيبة لقلمك أما بعد :
أتابع مدونتك عن قرب وعن بعد أيضا ، يعجبني الصدى المرتد منها ، ولأنني لست هُنا لأخبرك عن جمال حبرك لذلك سأختصر ما أود قوله
تدوينتك التي عنونتيها بـ "يسكنني جنون " فيها الكثير من اللاوعي والفوضى الفكرية ، والجحود أيضا ، جحود لنعمة العقل !
أنتي تتمنين لو كنتِ مجنونة ! أليس في ذلك جحد لنعمة منً الله بها عليكِ ؟! أليس في تلك الأمنية تجاوزات وحماقات أيضا ؟! أي حماقة تلك حين تقولين أن "العقل يُقيدك "؟!
أعتذر ، ولأنني أعلم أنكِ لبيبة وتفهمين ما أقصده من كلامي ، فسأكتفي بما قلت .
هدانا الله جميعا إلى شكر نعمه لا جحدها !
أخوك.
،
آلمتني جدا أن يُقال عني "جاحدة " لنعمة العقل ، كما قال عني الأخ الفاضل أعلاه !
وهذياني في "يسكنني جنون " ليس إلا هواجس وأفكار تضاربت و تتارضب في عقلي ، العقل الذي منً الله به عليً كما ذكرالأخ المرسل أعلاه ! ولم أكن يوما جاحدة لأي من نعم ربي ، ولن أكون بإذنه سبحانه
،
حين يسكنني الجنون ، فأمكث مُختبأة داخل جمجمتي ، أُخبئ جنوني ، وابتسم ، لأنها مجرد تخيلات ، ليس معنى ذلك أنني أجحد نعمة العقل ، وليس معناه أنني أود فعلا أن أكون مجنونة بالمعنى الفعلي لكملة "جنون " بل ربما لأن أوجاع الإنسانية كثيرة من حولي ، والدموع تغرقنا من الداخل ، ولا تجد منفذا لها عبر حواسنا الخمسة جميعها ، يظل الخيال سبيل أوحد لنزفها بلا توقف ، حين لا نتمكن من قول كلمة "لا " فإننا نقولها بخيالنا الذي يُسرف أحيانا في قول ما نريد قوله ، يُسرف حد الجنون ، واللاوعي ، واللافكر أيضا ,
،
كثيرا من الأمنيات تسكننا ، ولأن الواقع يرفضها ، تستبدل نفسها بهوس فكري ، وبلاوعي تخرج إلى حافة الجمجمة ، وتتوقف فجأة ، مرتطمة بالعقل الذي سيرفضها بلا شك ، فتتحول إلى أفكار تتخبط داخلنا ، فنعيش فترة من الجنون ، بصمت
،
وحين قلت أن "العقل يُقيدني " فهو إشارة إلى أن العقل نعمة فعلا ، فلو لاه لإنفلتت منا ألف حكاية ساخطة ، ولما إمتلكنا صبرا لوجع يسكن الأحلام بالقرب منا !
،
للأخ الفاضل أعلاه ، ولكل قارئ أقول :
الحبر ينسكب بجنون أحيانا ، ليس لأنه يرفض العقل ، ولكن لأنه ساخط فقط، والجنون "أحيانا " يأتي لأننا أفرطنا في "التعقل " أو ربما "فرط " فينا العقل ، فنظل نتخبط من شدة الالم ! نتخبط حد الهذيان ، وحد الصمت أيضا !
والمجنون "جُن " من كثرة ما "عقل " لذلك أحترم المجانين جدا
،
شكرا ، شكرا لأنكم تقرؤون حروفي -رغم تواضع الفكر فيها .

هناك 10 تعليقات:

ابن الإيمان يقول...


الاخت الفاضله الكريمه ...علا:
حمانا الله واياك من الجنون بكل انواعه...
وثبتنا الله تعالى على ايماننا وعقولنا..
كما قلت اخيه:
احوالنا ليست بالبسيطه ولا الهينه...
كثيرون قد يفقدون اعصابهم..
وكثيرون قد يرتدون..
وحدهم الصابرون هم الفائزون..
جيد انك فسرت جملة العقل يقيدني...
البعض يحب ان ينفلت..من كل عقال..
وهنا العقل والعقال من مصدر واحد...
بارك الله فيك اختنا الكريمه..
..........
ابن الايمان

مسرح الحياة يقول...

قولي للاخ إنه لولا هذا الجنون لما كان هناك ابداع ، والكاتب يدون واقعه الذي يعيشه ، فهل يكذب على نفسه ويكتب اشياء غير الواقع

الانسان مهما كان حتى الذي لا يقرأ ولا يكتب يستطيع ان يكون مبدعا ، لانه يعيش في واقع قد يكون مؤلما وقد يكون جميلا ، ولولا ذلك لما رأينا الشعراء ولا الكتاب ولا فنانين الرسم .

الجنون له مفاهيم كثيرة ، ولكن اذا اصاب اعصاب المخ تلفا ذلك نسميه مرض قد قدره الله لاي انسان يصيبه ولا يكلف باي شي ولا يحاسب على اي شيء لانه خارج اطار الفكر

أبدعت أختي علا ، ولو كنت اريد ان اكتب أستاذتي !

عُلا الشكيلي يقول...

ابن الإيمان ، الجمال والإيمان يسكنان حرفك ، والعقل ينطقك بقوة ، شكرا لأنك هُنا ، وشكرا لكلماتك الطيبة .


دمت مؤمنا

عُلا الشكيلي يقول...

مسرح الحياة ، لشخصك الذي يُلجمنا بأدبه ، أقول شكرا ،
شكرا لمدادك المنثور هُنا على سطر من الجمال .

صدقت أخي ، ولو إني وددتُ لو ناديتك بــ أستاذي ^_^


دمت مبدعا راقي في ردودك

الرُدَينِية يقول...

اختي ربما ما كتبته اُسيئ فهمه ,,,
فأنا واحدة من قلة من يعشقون الجنون ,,
لكن جنوني يختص بجنون الكلمات ..
يختص بعالمي المجهول ,, يختص بكل ما هو منسجته حروفي ,, ربما لا املك تللك الاحترافية في كتابة الكلمات او فهمها ,,
لكني على يقين انني فهمت مغزى جنونك,,,
شكرا لأقلامك ...

الرُدَينِية يقول...

اختي ربما ما كتبته اُسيئ فهمه ,,,
فأنا واحدة من قلة من يعشقون الجنون ,,
لكن جنوني يختص بجنون الكلمات ..
يختص بعالمي المجهول ,, يختص بكل ما هو منسجته حروفي ,, ربما لا املك تللك الاحترافية في كتابة الكلمات او فهمها ,,
لكني على يقين انني فهمت مغزى جنونك,,,
شكرا لأقلامك ...

الرُدَينِية يقول...

اختي ربما ما كتبته اُسيئ فهمه ,,,
فأنا واحدة من قلة من يعشقون الجنون ,,
لكن جنوني يختص بجنون الكلمات ..
يختص بعالمي المجهول ,, يختص بكل ما هو منسجته حروفي ,, ربما لا املك تللك الاحترافية في كتابة الكلمات او فهمها ,,
لكني على يقين انني فهمت مغزى جنونك,,,
شكرا لأقلامك ...

عُلا الشكيلي يقول...

هاجس الشوق ، الردينية
للجنون طقوس لا يفهمها العقلاء ،
والواقع مجنون أصلا .


أسعدتني زيارتك لمدونتي .


لكش كُل الود و....الجنون

غير معرف يقول...

السلام عليك ورحمة الله وبركاتة
اخت علا ( طوق الياسمين )

للجنون معاني كثيرة وقد يكون الجنون في عالم مجنون هو الحل الأنسب ........

ولكن نعلم من حبر أقلامك المعبرة انك مجنونة في عالم الفكر والثقافة وجنونك هو إبداعك

تحياتي

الباحث

المتأمل يقول...

يقول المتنبي
وبعض العقل عقال وأضنه يقصد المبالغة فيه

اعجبتني تدوينتك هذه وخاصة الفقرة التي ذكرتي فيها عندما نقول " لا "

تقبلي مروري واعجابي بمدونتك
دمت بود