الأربعاء، 26 ديسمبر 2007

متى نُدرك ذلك؟

متى ندرك ذلك؟؟؟؟



دائما ما أرى -من وجة نظر شخصية- إن التربية هي مربط الفرس. فهي العامل الأساسي لتكوين شخصيات الأفراد وطباعهم مستقبلا وهي المسئول الأول عن الكثير من المشكلات الأخلاقية أو النفسية التي قد تواجه الأسرة فيما بعد.

خطر لي خاطر إثر إجابة أحداهن عندما سألتها عن زميلة لنا..كانت إجابتها أنها تستعد لعرسها الذي سيكون بعد شهور قليلة. قلت في نفسي:" الاستعداد للحياة الزوجية عند أغلب الناس –إن لم يكونوا جميعهم- يتلخص في الترتيبات لحفلة الزفاف وما بعد الزواج وكل تلك الاستعدادات لا تتعدى كونها استعدادات مادية ومظهرية وقد يتخللها لملمات بسيطة عن الثقافة الزوجية لكل من الرجل والمرأة. ولكن هل تكون هناك إسعدادات نفسية لحياة أسرية جديدة؟ من تربية للأبناء- وما أدراك ما تعني تربية الأبناء؟_ ومن أساسيات اجتماعية تحتم على كل من الرجل والمرأة الخوض فيها مستقبلا ، ومعرفة التصدي للمشاكل المحتملة في الحياة المقبلة -إذ أن الحياة ليست جميلة دائما- ، فكرت لو أن هناك قوانين تحتم على كل من يريد الزواج ان يخضع لدورة في أساسيات التربية وفي مواجهة المشاكل الزوجية وكيفية التعامل معها. دورة للرجل" كيف يكون قائدا ناجحا لأسرته كيف يحتويهم بحب وبعقلانية دافئة لا متسلطة. دورة للمرأة في فن التربية السليمة التي تدمج جميل العصر الحاضر مع عذب العصر الماضي.. بحكمة ووعي دافئ. وفي فن التعامل الزوجي الإجتماعي.

لماذا كل ذلك؟ لان العصر اختلف والزمن في تبدل مستمر في جميع نواحي الحياة وما كان يصلح لجيلنا فبالتأكيد لن يصلح للجيل القادم فلكل زمن دولة ورجال وإن لم نلحق بالركب تهنا وسط الزحام. ولا يكفي للحاق بالركب ان نشحن جيوبنا وعقولنا خاملة ومبادئنا فارغة ننتكس على أعقابنا عند أول مواجهة. فتتلاطم الأمواج حول مركبنا من كل حدب وصوب يهددنا الغرق في مستنقع الخلافات الأسرية ويرسم طريق مظلمة لأبنائنا.

إذا فليسأل كل منا نفسه-قبل أن يقرر أن يرتبط:" ما هو هدفه من الزواج؟ وماذا يعني له تكوين أسرة ؟ ما هي حقوق الزوج/الزوجة؟ حتى يضمن الإخلاص والبعد عن الكثير من المشاكل وسفا سف الأمور. وما هو حق أبنائه عليه؟ حتى يضمن برهم له عند عجزه. وهل هو مستعد للتحديات المحتملة في حياته المقبلة؟ وعلى ضوء إجاباتنا لتكم الأسئلة وأسئلة أخرى -تاهت من فكري الساعة-على ضوئها نأمل ان نستطيع تحديد حياتنا المقبلة مع شريك قد لا نألف الكثير من طباعه وقد نتفاجأ بشخصية تختلف كليا عن الشخصية التي رسمناها في مخيلتنا..

إن تكوين أسرة هو رسالة البشرية على مر العصور. وهي مسئولية ليست بالهينة مطلقا....والاستعداد لها ليس سيولة مادية فحسب. بل هناك أمور غاية في الأهمية نغفلها وقد تظهر لنا أنيابها مستقبلا. وأن خير معين لتلكم الأمور هي قراءة السيرة النبوية الشريفة والسير على هداها.
تذكر أيها الأب وتذكري أيتها الأم أن حق الأبناء أكبر بكثير من مجرد توفير المأوى والمأكل والملبس والمشرب.

فمتى ندرك ذلك؟؟؟

ليست هناك تعليقات: