الثلاثاء، 23 أكتوبر 2007

سرمديات الشجن



هي نفوسنا.... تعكس أضواء خافتة .....تمر بصمت لتبدو سرمدية الزمن العجيب ....تبرز أنيابها...ونظل نسكن شجن أبدي..يداعب الدموع في المقل... ويرسم وسط القلوب جرح جميل...وحقا لا أدري لما هو جميل ..ربما لأنه لما آلمنا مزجناه مع جروح من نصادفهم من البائسين. فاستشعرنا الحرمان والبؤس معهم وأصبح الهم واحد والجرح واحد وإن كانت الأحلام تتفاوت..فمنا من يحلم بكسرة خبز ومنا من يحلم بالمستحيل...!

مجرد سؤال:....؟؟
ترى من رسم الأحزان ؟!...من نادى بحرية الفكر وألجم الأفواه؟! من سرق ريش الطاووس وزرعه في عمامته وتغنى بالمساواة؟!...من ذا الذي خط شهرته على سفوح آلامنا ...دمائنا ...أحزاننا ...دموعنا....؟؟!!من سرق روح التفاؤل فينا ؟؟؟
من ذا الذي أبكانا خطابه في رثاء الطفولة المحرومة ثم سرق منها الضحكة والدمية؟؟!!
من ذاك الكائن الشبيه ببني آدم الذي دس سياط العذاب بين أناملنا وحملها على جلد أجسادنا؟؟!!
أما من إجابة لمجرد سؤال انتزع نفسه من بين ركام الخوف الذي سكن القلوب ؟؟!!

مساء كئيب:...
أتراه البحر من يمد قراطيس الحياة؟ أم هي سرمدية الزمن الكئيب؟؟!أم هو مداد الأجساد الدموي الذي يصرخ مستغيثا على شوارع المدن والحواري وعلى الرصيف.... فتات عظام وأم ثكلى تنعي الفقيد. وطفل عيناه حائرتان تفتشان عن الصدر الذي كان يأوي إليه عند الذهول وفي كل حين...
وتبكي الأفراح وتضحك الأحزان سخرية ويتألم الأمل فينا ويأمل الألم في البروز!!ونحن على طريق الاحتضار سائرون!!ويسدل المساء ستارته ...والقمر توارى خلف السحاب...يرصد صراع العالمين.

المرسى الأخير:...

تدور عجلة الزمن لتستمر الحياة ...فالحلم بذرة جرفتها الأعاصير!!وتصيدها بصري ’أحاول غرسها في ربوع الكون ..
..يزوغ بصري لحظات ..وأنا بين أحضان الصحراء ...لترتسم أمام ناظري بقعة ماء ...أسرع الخطى نحوها ..لأتعثر ثم أقع ثم أكمل المسير..أصل بعد مشقة ...لاجده "كسراب بقيعة"..فأركع على ركبتي لتبكي الأرض من حولي ..وفي لحظة يقين تتجمع قواي الخائرة وأشدد القبضة على يدي ...أقف منتصبة بكل عنفوان..أخبئ الحزن بين ملابسي ،،أزرع البذرة بداخلي...أطفئ ضمأها بعرقي...وأتابع المسير.

عُلا 2000

ليست هناك تعليقات: