الأربعاء، 25 أغسطس 2010

مودة

رأيتُها في "اللولو " كانت تُقلب بصرها في أصناف الــ"الشوكولاه" إبتسمتُ لها ، فإقتربت مني ، سألتني وهي تُشير إلى صنف من الشوكولاه :"هذه غالية "؟
أجبتُها : أممممم ، لا أعتقد .
فأشارت إلى شوكولاه :"جواهر " تقول لي:" هذه جواهر ، وتشير إلى اللفظ :" شوفي ، شوفي ، مكتوب "جواهر" ، وأردفت :"هي لذيذة صح؟ بس أمي تقول إنها غالية ، هي غالية صح؟
لم أعرف بما أُجيبها ، حدقتُ في براءتها بصمت فقط ، ثم إبتسمتُ فإبتسمت ، سألتُها :" ما اسمك ؟
أجابت :"مودة "
أه مودة ، اسم له سره ، في تقاطيع روحك .

تاهت نظرات مودة في مسالك وطرق "اللولو " رأيتُ عيناها حائرتان ، تفتش عن ظلها ، عن أمها ، عن أبيها ، عن أسرتها ، سألتُها :" أين أهلك ؟
أجابت :" لا أعرف ، لكنهم هُنا في اللولو .
أمسكتُ بيدها ، وذهبنا نبحث سويا عنهم .
رأيتُ أحدهم ، وكأنه يبحثُ عن شيء ما تاه منه ، أشرتُ إليه ، رآنا ، رأته "مودة " شهقت فرحتها :"أبوي "
وجرت نحوه بفرح .
أشار هو بيده إليَ يشكرني .

وغابت مودة في زحمة اللولو ، وغيبني أنا البحثُ عن ما جئتُ أتبضع .
وأمام مخرج اللولو ، رأيتُ "مودة " باكية حزينة ، سألتُها فلم تجب ، وقفتُ أناظرها وهي تُغادر المكان إلى حيثُ "السيارة " وحين خرج والدها سألتُه :" ليش زعلتوا مودة "؟
اجاب :"مودة " دلوعة شوي ، كل شي تريده بكيفها "
سألته :"وماذا تُريد ؟
تُريد شوكولاه غالية ، فإستبدلتُها لها بأخرى .

مضيتُ في طريقي ولم أعقب على كلامه ، مضيتُ حزينة على "دلع مودة " الذي لم يكتمل !
"مودة " دلوعة " لأنها إختارت نوع من الشوكولاه، التي لم يستطع والدها أن يشتريها لها !

أي دلع يا أبا "مودة " ؟!
ولكني أعذرك ولا ألومك . فقط أنا حزينة على "مودة" ، حزينة جدا .

هناك 10 تعليقات:

علاء المصرى يقول...

أسجل مرورى للمرة الثانيه

مرحبا الأخت علا الشكيلى كل عام وأنتم بخير

رحمة الهاشمية يقول...

مُتابعة لكتابتك التي تحمل المذاق الجميل

مودة لن تتذكر التفسح في اللولو
ولكنها حتماً ستتذكر حرمانها من
ما تشتهيه

كان أحرى أن يجعلوها بنتاً نابغة وذات مركز اجتماعي مرموق في المستقبل بالتعزيز والمكافئة بحلاوة جواهر

للأسف لا يدركون مدى تحطم روح مودة


كانت ومضة انسانية رائعة للجميع

كوني بخير

اقصوصه يقول...

رمضان كريم

وكل عام وانتم بخير :)

نعيــ( الامير الصغير )ـــم يقول...

هناك الف مودة وغيرها من الاطفال ، مساكين لا يعرفوا بعد هذه الحياة ومصاعبها

تذكرت الآن عندما كنت صغيرا ـ واظنني اكبر من مودة في حينها ـ اطلب اشياء ، ولكن ضلت وعود ، كبرنا الآن وعرفنا ان الحياة قاسيه على الكبار اكثر من الصغار .. فلعل الاب لا يستطيع ان يوفر شيئا وهو يتألم اكثر من اطفاله الباكون ، فاحيانا البكاء الداخلي الغير مسموع للناس افضع من صياح يسمعه الناس

عُلا الشكيلي يقول...

علا المصري .
مرحبا بكِ دائما .

كُل عام ورحك الطيبة بألف خير يا علاء

عُلا الشكيلي يقول...

رحمة ، شكرا لمُتابعتك لي .

ربما العتب على وضعنا الإقتصادي الذي يحرم الطفل مما يشتهي !

لا لوم يقع على الأب ، فلربما هو مضطر ، وإلا فلا يوجد من لا يريد أن يُسعد فلذة كبدة .


شكرا لوقتك هُنا رحمة

عُلا الشكيلي يقول...

رمضانك كريم أقصوصة .
وكُل عام ورحك الطيبة بألف خير .


شكرا لمرورك العذب

عُلا الشكيلي يقول...

نعيم .
حرفك يُعانق الفكر دوما ، لأنه يُترجمه .

وذلك ما قصدته انا من سردي للحدث .

نعيم ، كُل عام وقلبك الطيب بألف خير .
ولا حرمك الله أبدا من شيء تُحبه

الموسوعة الحرة يقول...

السلام عليكم...
رمضان كريم مبارك...
سعدت كثيرا بزيارة المدونة والتعرف عليها وقراءة ادراجاتها المتنوعة، اتمنى للمدونة الاستمرارية والرقي مع اطيب تمنياتي...
دمت بخير...

عُلا الشكيلي يقول...

openbook وعليك من الله السلام .

سعيدة بزيارة فكرك لمدونتي .
وسعيدة لأنها أعجبتك.

أمنيتك أسعدتني أكثر .

كُل عام وأنت بخير .


إحترامي سيدي