الخميس، 16 يوليو 2009

وقفة، ألعقلك أم لغضبك؟!


كثيرة التأمل هي انا،
كثيرة الإسترسال للمواقف ،
والوقوف على عتبات الفكر.

ماذا يحمل فكر الآخر؟
من أي الزوايا ينطلق؟

لماذا نتقيد بأمور لا تغني
ولا تسمن للعقل ولا لعنوان الحضارة شيئا؟

&&&

ما هي المشكلة الفعلية التي تواجهنا
حينما نكون بمواجهة مشكلة ما؟
أو موقف طاريء
أو حادثة تبعث في نفوسنا شيئا من الإحراج او الإرتباك؟

أنت، وأنتِ
هل تؤمنون بالعقل،
أم تعتمدون الجسد بما يختزنه من عضلات.
لتعامل مع الأحداث أو المصاعب التي هي غالبا ما تكون في قبالتنها
بين أنياب المواقف الحياتية واليومية التي لا تنتهي؟\

سأحدثكم عن موقف،
من عشرات المواقف التي مررت بها ربما.

رجل مفتول العضلات موظف بإحدى الدوائر الحكومية،
التي شاء القدر أن أكون متواجدة بها ذات
صدفة، حين كنتُ أقضي معاملة لي.
أحد الابواب،
غُلق بإحكام،
ويبدو ان بمقبظه خلل،

الموظف المذكور اعلاه،
أمسك بالمقبض، بكل ما أوتي من قوة.
دفعه مرارا ومرارا إلى الخلف.
في محاولة بائسة لفتحه!

تصدع رأسي من كثر محاولاته المملة!
ما هذا التصرف؟!
هل سيفتح الباب بتلك الطريقة؟!
هل يظن ان القوة وحدها قادرة على حل جميع
المشاكل والعقبات التي تواجهنا؟!

كنتُ سأصرخ بوجهه:"كُف عن إزعاجنا أيها العابث"
تقدمت نحوه،
وبهدوء طلبت منه ان يتركني أحاول فتح الباب.


نظر إلي محتقرا جسدي الضئيل.
قرأت ما يدور في خلجات نفسه.
وبين زوايا فكره،


قلتُ مقاطعة أفكاره:"لا بأس أخي،
دعني أحاول فقط، لن تخسر شيئا"


ترك مقبض الباب،
وتراجع للخلف،
وهو يرمق ساعدي الذي لا من عضلات ظاهرة عليه.

بدوري أمسكت مقبض الباب،
وبثقة وبهدوء شديد،جذبتُ المقبض نحوي،
وبحركة هادئة مباغتة،
دفعته ناحية حلقته التي يحتمي بها
ثم بحركة مباغتة
أرسلته للخلف .

فُتح الباب في أقل من نصف دقيقة!

نظرتُ إلي الموظف إياه
قرأتُ علامات التعجب التي
إرتسمت على تقاسيم وجهه.

بدوري مضيتُ بثقة
وتراجعت عائدة إلى حيثُ مقعدي بإنتظار الدور.

&&&

ما رأيكم؟
أليس العقل والحكمة يكمنان في الهدوء؟
أليست القوة أيضا تكمن في التصرف الهادي؟

لهدوء في نظري يجعلنا نسترسل الأفكار.
ونتصرف بحكمة.
لذلك كانت نصيحة النبي الكريم:"لا تغضب ... وكررها ثلاثا"

&&&

كم مرة صادفت مشكلة ما،
إعتمدت الصراخ والعصبية لحلها؟

هل تعذروني إن قلت لكم،
انني ألاحظ الرجل العُماني كثير العصبية،
ويتعامل مع المشكلات بنوع من العنف؟

مهلا،

أراكم الآن مقطبي الجبين.
ألف عقدة ترتسم بين اعينكم و أعلى جبينكم!
وتصرخون :"ما هذا الهراء"؟!

حسنا،
ربما أنا مخطئة،في تصوري
ولم يحدث شيئا من ذلك
ولم ترتسم عشرات العقد بين عينيكم.
ولم تصرخوا أيضا:"ما هذا الهراء"

أخطأتُ إذن ومنكم فقط ألتمس العذر.

ولكن:
ثمة سؤال، ملحة انا على ان تجيبوني عليه،
لماذا يا إبن بلدي تعتمد العصبية
ولا ترقى لفن تعاملك مع مجريات الاحداث من حولك؟!
لماذا لا تزال متمسكا بعباءتك البدوية البالية؟!

&&&


يا رجل شرقي،
أغرتني الروايات حين كانت تَقِصُ عليً
بطولاته،
أين اجدك الآن في زحام الفوضى؟
أجبني أين؟!

عُلا الشكيلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة هامة جدا.
مصطلح "العباءة البدوية" كناية عن
العادات الغليظة التي ليست من الدين في شيء.

ليست هناك تعليقات: