الخميس، 7 أغسطس 2008

ضياع إغتصاب تشتت مجاعة، هل الفقر والجهل وحدهما السبب؟!

حال كثير من أطفال الشوارع، في بلادنا العربية الاسلامية، يرثى لها،
إذ يلازمهم الانحراف، في ظل غياب الضمير الإنساني،وتقلبات السبات للضمير العربي في كهفهم المغلق حين ظلام دامس يحبس نور المحبة الانسانية وهم في غفوة طالت وتطول لسنوات وسنوات، ترمي الجذاذ، على الطرقات، حين عبور الاقدام المشردة، والباحثة لها عن امل، بين فتات الرحمة الانسانية،للأسف باتت الشوارع هي المأوى لكثير من اطفال ، البلدان الآمنة حسب التعريف العسكري، ولكنها بلاد تقبع في مغبات الاحتلال القهري، حين تشيع الطبقات، بين افراد المجتمع،

أفي بلادنا، أوضاع مشابهه لما أقرأه الآن في احدى الدول العربية المسلمة، التي، يسكن ردهاتها الألم، تهاديه للأطفال، حين يعتري أسرهم الفقر، ويسكن الجهل العقول؟؟ وحين تكون القسوة متمكنة ، تبني لها جحور بين الغرف الاربعة للقلوب؟؟!!

طفل، ذو ثماني سنوات، يحكي، ألم عاصره منذ أربع سنوات، حين كان يقطن الشارع!!
يا إلهي، بمعنى انه عرف الشارع وهو في الرابعة من العمر!!

منذ أن كان في الرابعة من العمر، وهو يقتات فضلات المزابل، ويفترش الطريق،
في ليالي البرد القارصة!!
كل هذا ، حدث بعد ان توفيت امه، وهجرهم والده،

أي أب ذاك، حين تنصل من عاطفة الابوة، ورمى بها، في مراتع الهوى، تاركا فلذات كبده، تغتالهم الحاجة، إلى المأوى والطعام. وحاجتهم إلى صدر حنون، يرتموا إليه حين إبتعاث الألم عميقا، مدويا بلفظة آه بليغة العمق.

يتابع، ذاك الفتى، ذو الثماني سنوات،ويقول بحسرة، أنه لا يعرف مصير أخته، وأخيه الاكبر منه سنا، وتحرقك الدمعة، حين تفكر في أمنيته أن يلتقيهم يوما، أو أن يتلقى إتصالا هاتفيا منهم، وأن قلبه الصغير، يتوق إلى إحتوائهم، وإنتشالهم من التشرد، وأنه مستعد لتحمل نفقاتهم لأنه بات يكسب من عروض السرك التي يتقنها مع زملائه!!

ياله من قلب جريح، يحفر بئرا من حنان، وينادي على أخويه، ليرتويا منه، حين كان قلب أباه في سكرة هواه، أغلقه الجهل، والقسوة، فتركهم في تأوهاتهم!!!

فتاة، أخرى، لا تتجاوز التاسعة من عمرها، البائس، كانت تعمل خادمة في البيوت!! ترى منذ كان عمرها كم تحديدا، وهي تعمل خادمة؟؟!! إن كانت الآن في التاسعة من العمر!!

وأخرى، حين سًألت عن عائلتها، أجابت سائلها، مطالبة إياه ان يغير الموضوع، لأنها لا تريد أن تتكلم عن الظلم الذي عايشته حتى لا تظلم أحدا!!

يالهم من صغار يحملون قلوب كبيرة، تكتنز حبا وحنانا، للمجتمع الذي ظلمهم، وليت للكبار قلوب كقلوب أؤلئك الاطفال.

طفل شريد آخر، شردته الحاجة، والجهل، بحقوق الانسانية، في ظل عصر يتنفس التكنولوجيا، ويعانق الفضاء، إلا ان الجهل والقسوة، لايزالان يتربعان قلوب وعقول قاطنيه!!

لا يتجاوز السابعة من العمر، حين عرف كل انواع الانحراف،
الذي زجه فيه مجتمع يدعي التحضر!!

بذلك العمر، وكان مدمن كحول ومخدرات!! يال عظمتك أيها العالم، حين تتدعي التحضر، وتتفنن في سرد البنود لحفظ ماء وجه الانسانية، حين تعرض حقوقها،

أخرى، تسرد قصتها على اعتاب الوجع، وبين ابواب القسوة، تنشد بابا للأمل،ـ حين تصرح انها إغتصبت من قبل زوج أمها، وهي في السابعة من العمر، وأُتهمت على إثر ذلك انها على علاقة مع إبن الجيران، وكان المتهم لها هي أمها التي كان من الفترض أن تضمها إلى حضنها، وتذرف الدموع لأجل طفولتها المسلوبة.

لم تحتمل الطفلة كل ذلك الظلم، فهربت، إلى رصيف الشارع، حين احست أنه قد يكون أكثر أمنا من حضن امها الذي غلفته القسوة في حالة هذيان مع الهوى، مفضلة زوجها عليها، ضاربة عرض الحائط، بكل معاني الامومة!!

وحين تجوع الذئاب، تنبش في الطرقات عن ضحية، لتنهش لحمها، وترمي بها غير مبالية، لانها أيقنت أن ليس للضحية من يُطالب بحقها، أو يثأر لعرضها،

فكان مصير تلك الطفلة انها إغتصبت عشرات المرات، من قبل الذئاب البشرية في سنها الصغيرة تلك!!حتى وجدت بالاخير ملقاة على حافة الشاطئ، يترصد بها الموت، وفي أحشائها جنين ميت، زرعه داخلها الظلم والغدر، وغياب الضمير، أو فناءه ربما.
تحدت الطفلة، كل تلك الصعاب، لتصبح فتاة مميزة بالاخير يشار لها بالبنان، بالرغم من كل تلك الآلم التي إحتوت قلبها، وكتمت على أنفاسها.

أجيبوني أنتم حين يلح على عقلي سؤال ، ويعتري قلبي الحزن وتحبس عينا الانسانية مدامعها:
أحقا نحن في عصر يُعانق الفضاء، ويسرد بنوده للرقي بالانسانية؟؟!!

بنهاية ذلك السرد المؤلم، أُعيد طرح التساؤل حين تصرخ الانسانية، بوجع الطفولة :

ضياع ، إغتصاب، تشتت،مجاعة ، هل الجهل والفقر وحدهما السبب؟؟
عُلا الشكيلي
رابط المناقشة

ليست هناك تعليقات: