السبت، 29 مارس 2008

هل إستبدلنا الكتاب بالكنولجيا؟!

إقرأ رسالة السماء، وهي أول كلمة في الرسالة
المحمدية، فرسالتنا رسالة"إقرأ" ،،،،،،،،،، ولكن،
تلك الرسالة إلى من تركها أهلها؟؟



إقرأ، رسالة الرقي والحضارة ،
لماذا تركناها ولم نعد نزاولها إلا قليلا؟؟!
وإن نطقناها نطقناها، متلعثمة، وإن قرأناها قد
لا نعي كثيرا مما نقرأ!! خطابات أقلامنا، وحوارات
منابرنا يسودها الفتور والغفلة،،، او التوجع والحزن على
ما آل إليه مصيرنا،

الكتاب، أوشك ان يصبح ديكورا جميلا، نزين به
مكتباتنا، ربما نتفاخر بعدد الكتب التي نملكها،!!

**ولا ندري سببا لكل تلك النشوة والافتخار، إذا
ما امتلك أحدنا بضاعة مستوردة،؟!
ولكن لما العجب، إذا ما كان كل شيء نملكه اصبح
مستوردا حتى لغتنا، أصبحت مستوردة!!

رضينا أن نجلس متقاعسين، ننتظر أن يأتينا العلم
معلبا، ولم نستمع لرسالة المولى ولم نعمل بها،
وتركنا "إقرأ" تئن في الكتب التي ضاقت بها مكتباتنا،
وعلاها غبار سنيننا المتطاير على عتبات الزمن،

عندما أتت رسالة السماء،" إقرأ"، لم تأتي عبثا
ولكنها معجزة الزمن،
نعم،،، وكأن الله يخبرنا، بأن عصركم عصر،
العلم والمعرفة، عصر القراءة، فإن أردت أن تصنع المعجزات
فما عليك إلا بالقراءة، وكم من معجزات صنعها العلم الحديث،
لم نكن لنسمع عنها في الماضي، وما كانت إلا بسبب العلم،
والقراءة التي تركناها لغيرنا، فعرفها الغرب، وعرفوا طريق
الابداع من خلالها،

ونحن غفلنا الرسالة، فنسانا الزمن، وأسمونا ،
بل وأسمينا أنفسنا، بدول العالم الثالث، أو الدول النامية،
ولم نكترث بما يحمله ذلك المسمى من دلالات مؤلمة
تدل على تخلفنا ربما، وما كان تخلفنا إلا بعد أن تركنا رسالتنا،
رسالة"إقراء" والتي خصنا بها الخالق دون غيرنا للأسف،
واكتفينا بفتات العلم الذي نستورده من الغرب!!

وكم نتمنى ان تعود امة أقرأ تقرأ فعلا، ولكن ما هي أسباب
عزوف الشباب عن القراءة؟؟

لقد اقسم الله بالقلم، وذكر فضل العلم والعلماء في
آيات عديدة، فلماذا إذن تركنا" القراءة"؟؟
حاولت ان أجد لسؤالي جوابا بين الفئة المعنية من
الشباب،سالتهم عن أسباب عدم القراءة فجاءت الاجابات كالآتي:

*مواضيع الكتب لا تتماشى مع أفكارنا ولا تناسب ميولنا وطموحنا!!

*الحياة تغيرت وصارت عدة أمور تستحوذ على إهتمامنا وأوقاتنا
بعيدا عن القراءة، كما أن وجود الانترنت جعلنا، لا نلتفت كثيرا
إلى الكتاب وهذا رأيي الكثيرون منهم!!

*ليس لدينا وقت للقرأة، رأي الأغلبية.!!

*لا اجد في القرأة أي متعة، وأن أردت معلومة فالأنترنت موجود!!


تلك كانت بعض النقاط التي سردها بعض الشباب لسبب
عزوفهم عن القراءة،
وقد نقف عند بعض الآراء متعجبين، إذ كيف أن مواضيع الكتب
لا تناسب ميولهم وأفكارهم وطموحهم؟؟!! وهل مواضيع الكتب
واحدة؟؟!
أليس هناك كتب لجميع المجالات وجميع المواضيع؟؟!! ام
انها حجة والسلام؟ وهل يوجد طموح لا تحققه القراءة؟! ربما!!

ومن يقولون أن القراءة مملة، أتسائل ، لماذا هي مملة ونحن
نجد الفائدة فيها؟!
ومن يركنون السبب على الوقت! ويتعللون انه لا وقت
لديهم للقراءة،!! أيعقل أن لا نجد وقت للقراءة ولو نصف
ساعة، ونجد الساعات الطويلة للثرثرة؟؟!!

إن حالة الامة يرثى لها، وتاريخنا يصرخ أن أعيدوا
الامجاد يا أمة محمد، ولا تركنوا لسفاسف الامور التي
لا تسمن ولا تغني.

قالت لي أحداهن، معلقة على هذا الموضوع: أتعلمين،
لقد تصادف وجودي في احد المراكز التجارية، في المقهى،
وآلمني جدا ما رايت، تقول :" كان في المقهى مجموعة من
الشباب، كل منهم منهمك في اللعب بهاتفه وبأرسال
وإستقبال البلوتوثات، ، إلا شابا اجنبيا، كان منعزلا بزواية،
ومنهمكا بقراءة كتاب!!

افيقوا يا شباب الامة، فقد بتنا على حافة الهاوية،
بسبب الغفلة والبعد عن الامور النافعة،
حالنا مؤلم جدا، ومجدنا يتآكل ، ونحن لم ننتبه بعد من غفلتنا!!

آيها الآباء: شجعوا أبناءكم على القراءة،

أختي، طفلك منذ الصغر، إغرسي لديه حب القراءة،
كأن تعمدين إلى قراءة قصة قبل النوم في كتاب مصور،
بدلا من سردها من المخيلة،
إعمدي إلى قراءة لعبة محببة لديه، ثم إلعبيها معه،
فتلك الطرق تحبب إليه الكتاب، وتشعره انه سببا في تواصلك معه.

إطلبي منه، قراءة مكونات المواد الغذائية، التي
تشتريها وكأنك تريدين من ان يساعدك على قراتها مثلا،

*إقرائي أنت ووالده حتى تكونوا قدوة له، فإن الطفل
إن شاهد اهله ووالديه يقراؤن شجعه ذلك على القراءة،

*زوروا معرض الكتاب، إعطوه نقودا إضافية، وإخبروه أنها
نقودا له من أجل أن يشتري بها كتاب مفيدا، وبعدها
إسألوه عن محتوى الكتاب الذي إشتراه، وكافئوهم ولو
بالكلمة الطيبة، على القراءة، كأن تثنوا عليهم بين أقرانهم،

*إدعوا أصحابهم إلى المنزل، أو أطلبوا منهم دعوتهم لعمل
مسابقة شيقة، بينهم تشجعهم على القراءة.

*أقيموا حلقات دورية في المنزل، كيوم في الاسبوع
مثلا تناقشون فيه محتوى كتابا معينا،

*لا تجبروهم على القراءة، فانهم وإن قرأوا ساعتها
إلا انهم سيكرهون القراءة فيما بعد،

*لا تمسكوا العصا أثناء تعليم أطفالكم القراءة، فأن
ذلك يزرع الخوف في نفوسهم، وبدلا من أن
يحبوا القراءة سيكرهونها،

*بينوا لهم فضل العلم والعلماء،


أعطوهم كتابا وأطلبوا منهم قراءته علنا أو أطلبوا منهم
ان يفيدوكم بالخلاصة لكتاب معين، وأثنوا عليهم بعدها
وأشكروهم، بأن أعانوكم على فهم محتوى الكتاب،

وهناك الكثير الكثير من الطرق السهلة والمحببة لدى أطفالكم
من اجل تشجيعهم على القراءة، والتي قد تنقذنا مما نحن فيه
من تجاهل للكتاب، لكن فقط علينا أن نجد في التوصل لطرق
مجدية لتوصل لطرق لتحبيب الشباب والاطفال على القراءة،
فأمل كل أمة هم شبابها.

شكرا لكم ودمتم بقرب خير جليس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظة: لقد سبق لي ان نشرتُ هذا المقال،في جريدة الوطن، صفحة الاسرة، منذ فترة

ليست هناك تعليقات: