" إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون "
فكرتُ كثيرا في معنى الآية ، مع إنه واضح وصريح جدا ، ولازال البعض يظن أن الله يظلمه !
كنتُ أقول :"كيف بمن وصف نفسه بأنه "عدل " يظلم ؟!
ومن يظلم ؟!
مخلوق ضغيف ؟!
هل يتوافق ذاك الكلام والفكر السليم ؟!
إذن ما سبب الآلام التي نكابدها وما سب المصائب التي تقع على البشر ؟!
يقول العلماء :"ان الأمر جله بين "إبتلاء وجزاء "
فإن كانت المصيبة جزاء ، فيرفعها الله بإقلاع العبد عن ذنبه وتوبته "الصادقة" إليه .
وإن كانت "بلاء" فيرفعها الله بكثرة الدعاء "هكذا نرجو ، والعلم عند الله .
كنتُ أقول لأحد الاخوة وأنا أتحاور معه في هذا الشأن "إن الله يُجازي المرء في أبناءه أو في ماله .
فأكبر قولي ، وتعجب منه ، وقال لي:"إستغفري الله ، فلا تزر وازرة وزر أُخرى "
قلتُ له :"أوليس المال والبنون زينة الحياة الدُنيا "؟!
قال :بلى .
قلتُ :فبذاك الله يبلو المرء أو يجازيه
.
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة: 155/ 156 /157)
وفي قصة موسى والعبدالصالح ، ان الله علم فساد إبنهم ،وصلاحهم ، فأراد أن يبدلهم "لتقواهم " خير منه .
لا شك أن تقوى الله ترفع عن المرء الكثير من المصائب ، إن لم ترفعها جميعها ، وحين يُدرك المرء ذنبه ، يعلم بأي ذنب وقعت مصيبته .
قرأتُ مرة ان العالم الكبير محمد بن سيرين ، حين أفلس تماما وكان تاجرا كبيرا يتاجر في الزيت ، بكى وقال :عايرتُ رجلا مرة بأن قلتُ له يا مُفلس ، يقول :"فأفسلتُ بعد أربعين سنة !!
وقصة إفلاسه انه وجد فأرة في احد قنينات الزيت التي كان يبيعها ووضع كُل ثروته فيها ، فخشي أن تكون الفأرة قد خرجت من صهريج الزيت الكبير الذي عبأ منه ، فسكب كُل الزيت وأفسده ، وهكذا أفلس إبن سيرين ، ولكنه علم مصدر مصيبته تلك ، وبكى ذنبه وتذكره بعد مضي أربعين عاما !!
فمن منا اليوم يستطيع تذكر ذنبه الذي إقترفه منذُ سنة أو أقل ؟! وأي ذنب ؟! ذنب صغير مثل ذاك ، قد نفعله ونقترفه عشرات المرات في الإسبوع الواحد دون ان ندري .
الأب والام حين يكونا صالحين فإن الله يُبارك لهم في ذريتهم ، وليس معنى الصلاح كثرة الصلاة وإنما جمال القلب ونظافته من الأدران والشوائب ، وبسط اليد ولو بالقليل .
أسمع كثيرا عن أشخاص لهم دخل شهري يتعدى الألف والألفين ،بل ربما أكثر ، وتجدهم بآخر الشهر يصرخون من ضيق ذات اليد !! او تجدهم مُتذمرون من كُل شيء حولهم ، ولا يجدون السعادة أبدا !!
ربما لأنهم نسو الله فأنساهم انفسهم .
تذكر الله ليس باللسان ولا بالكلام ، الله اكبر من يكون مجرد كلام على أطراف اللسان .
هل قرأتُم لــ "مصطفى محمود " ذلك الدكتور العالم الذي ألحد ، ثم رجع وإيمانه يُضيء من حوله ، وألف كتاب"طريقي من الشك للإيمان "
كان في أحد كتبه يقول –فيما معناه – أنه يسأل نفسه :"اي لحظات حياته هي الأجمل ؟
هل لحظة تخرجه ؟ أم لحظة نشر أول عمل أدبي له ؟ أو أو أو ...الخ .
فكان يقول :"انه لم يشعر بسعادة قدر تلك السعادة التي أحس بها وهو يسجد بين يدي الله. و يقول –فيما معناه – أنه شعر بكل خلية في جسده تسجد وروحه تسبح في ملكوت الله ، وعيناه غارقتان مغرورقتان بالدمع ، يقول :"فوجدتُ سعادة والله لم اجد مثلها أبدا ، حتى انه حاول أن يعيد اللحظة ذاتها عدة مرات ولكنه لم يُفلح !
هي لحظات قربنا من الله ، لحظة نغسلنا من كُل أدران القلوب ، ومن كُل أطماع الدُنيا ، فتتعرى لنا الحقائق ، ويتجلى لنا الحق .
فكرتُ كثيرا في معنى الآية ، مع إنه واضح وصريح جدا ، ولازال البعض يظن أن الله يظلمه !
كنتُ أقول :"كيف بمن وصف نفسه بأنه "عدل " يظلم ؟!
ومن يظلم ؟!
مخلوق ضغيف ؟!
هل يتوافق ذاك الكلام والفكر السليم ؟!
إذن ما سبب الآلام التي نكابدها وما سب المصائب التي تقع على البشر ؟!
يقول العلماء :"ان الأمر جله بين "إبتلاء وجزاء "
فإن كانت المصيبة جزاء ، فيرفعها الله بإقلاع العبد عن ذنبه وتوبته "الصادقة" إليه .
وإن كانت "بلاء" فيرفعها الله بكثرة الدعاء "هكذا نرجو ، والعلم عند الله .
كنتُ أقول لأحد الاخوة وأنا أتحاور معه في هذا الشأن "إن الله يُجازي المرء في أبناءه أو في ماله .
فأكبر قولي ، وتعجب منه ، وقال لي:"إستغفري الله ، فلا تزر وازرة وزر أُخرى "
قلتُ له :"أوليس المال والبنون زينة الحياة الدُنيا "؟!
قال :بلى .
قلتُ :فبذاك الله يبلو المرء أو يجازيه
.
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة: 155/ 156 /157)
وفي قصة موسى والعبدالصالح ، ان الله علم فساد إبنهم ،وصلاحهم ، فأراد أن يبدلهم "لتقواهم " خير منه .
لا شك أن تقوى الله ترفع عن المرء الكثير من المصائب ، إن لم ترفعها جميعها ، وحين يُدرك المرء ذنبه ، يعلم بأي ذنب وقعت مصيبته .
قرأتُ مرة ان العالم الكبير محمد بن سيرين ، حين أفلس تماما وكان تاجرا كبيرا يتاجر في الزيت ، بكى وقال :عايرتُ رجلا مرة بأن قلتُ له يا مُفلس ، يقول :"فأفسلتُ بعد أربعين سنة !!
وقصة إفلاسه انه وجد فأرة في احد قنينات الزيت التي كان يبيعها ووضع كُل ثروته فيها ، فخشي أن تكون الفأرة قد خرجت من صهريج الزيت الكبير الذي عبأ منه ، فسكب كُل الزيت وأفسده ، وهكذا أفلس إبن سيرين ، ولكنه علم مصدر مصيبته تلك ، وبكى ذنبه وتذكره بعد مضي أربعين عاما !!
فمن منا اليوم يستطيع تذكر ذنبه الذي إقترفه منذُ سنة أو أقل ؟! وأي ذنب ؟! ذنب صغير مثل ذاك ، قد نفعله ونقترفه عشرات المرات في الإسبوع الواحد دون ان ندري .
الأب والام حين يكونا صالحين فإن الله يُبارك لهم في ذريتهم ، وليس معنى الصلاح كثرة الصلاة وإنما جمال القلب ونظافته من الأدران والشوائب ، وبسط اليد ولو بالقليل .
أسمع كثيرا عن أشخاص لهم دخل شهري يتعدى الألف والألفين ،بل ربما أكثر ، وتجدهم بآخر الشهر يصرخون من ضيق ذات اليد !! او تجدهم مُتذمرون من كُل شيء حولهم ، ولا يجدون السعادة أبدا !!
ربما لأنهم نسو الله فأنساهم انفسهم .
تذكر الله ليس باللسان ولا بالكلام ، الله اكبر من يكون مجرد كلام على أطراف اللسان .
هل قرأتُم لــ "مصطفى محمود " ذلك الدكتور العالم الذي ألحد ، ثم رجع وإيمانه يُضيء من حوله ، وألف كتاب"طريقي من الشك للإيمان "
كان في أحد كتبه يقول –فيما معناه – أنه يسأل نفسه :"اي لحظات حياته هي الأجمل ؟
هل لحظة تخرجه ؟ أم لحظة نشر أول عمل أدبي له ؟ أو أو أو ...الخ .
فكان يقول :"انه لم يشعر بسعادة قدر تلك السعادة التي أحس بها وهو يسجد بين يدي الله. و يقول –فيما معناه – أنه شعر بكل خلية في جسده تسجد وروحه تسبح في ملكوت الله ، وعيناه غارقتان مغرورقتان بالدمع ، يقول :"فوجدتُ سعادة والله لم اجد مثلها أبدا ، حتى انه حاول أن يعيد اللحظة ذاتها عدة مرات ولكنه لم يُفلح !
هي لحظات قربنا من الله ، لحظة نغسلنا من كُل أدران القلوب ، ومن كُل أطماع الدُنيا ، فتتعرى لنا الحقائق ، ويتجلى لنا الحق .