"عُمر "
بك الأحلام إستيقظت من سُباتها وحلقت في سمائي حقيقة لا تتسع لها فضاءاتي ...
كيف يُمكنني مُباشرة العمل بعد يومين ، وأترك طفلي بين يدي الخادمة ؟! هذا لا أستطيع إستيعابه ولا تخيله ، ولكنه واقع حتمي ، الآن أصبحتُ أُدرك حجم المعاناة للأمهات العاملات ، حينما إتصلت بي زميلة - تُحدثني عن الأيام الاولى التي قضتها بعيدة عن طفلتها الوليدة، بعد إنتهاء أجازة الوضع - :" ستشعرين بشوق لطفلك كل لحظة ، طوال الوقت تُفكرين به فقط , وتهملين الكثير من مسؤلياتك الوظيفية ساعات الدوام "
ربما سأعاني أكثر من ذلك ، والأكيد أنني سأتصل كل ساعة لأطمئن عليه !
عمل المرأة ليس فقط لأنها تُريد إثبات وجودها فحسب ، عمل المرأة بات ضرورة في عصر غلاء المعيشة ، ضرورة لتوفير حياة أكثر رفاهية لأطفالها ،
نعم ، الأطفال بحاجة لوجودها اكثر في المنزل لا إلى غيابها عنهم لساعات طويلة بحجة أو بأخرى ، ولكن الحياة تُجبرنا أحيانا أن نتخلى عن بعض مبادئنا !
هل تستطيع المرأة العاملة أن تعوض أطفالها -في فترات وجودها في المنزل -عن الساعات الطويلة التي تقضيها وهي بعيدة عنهم ؟!
قد تستطيع ، وربما ستعطي أطفالها من الرعاية اكثر من المرأة الغير عاملة ، إن هي أرادت ذلك !
لا أتخيل ان أترك "عُمر " تلك الساعات الطويلة ، ثم أعود للمنزل وانا فقط أطلب الراحة والنوم ، إبتسامة "عُمر " والنظر في عينيه ستنسيني تعب الساعات التي قضيتها وأنا أُباشر عملي بعيدة عنه ، لذلك أعتقد أنني سأُعوضه عن كُل دقيقة قضيتُها بين أوراق العمل وهمومه ،
"عُمر يا أملي "
لا أجد ما يوقظ الفرحة داخلي أكثر من النظرفي عينيك البريئتين..
ع