تتصل بخطيبها ، تفهم من خلال أنفاسه المتسارعة أنه يمارس إحدى الرياضات ،
تعمد إلى أن تختبره ، لتعرف رأيه في رياضة المرأة ، لتقول :"أُحبُ هذه الرياضة ، خاطري أمارسها""
ولا يخيب ظنها به ، حين يأتي رده :
ولا يخيب ظنها به ، حين يأتي رده :
-" جميل ، بل رائع ، لما لا تمارسينها "؟
-لأن المجتمع لا يُتيح لي الفرصة !
-كيف ؟
-لأني فتاة
فيضحك ، ويسترسل في حديثه ،
- "أليس غريبا أن تقول هذا الكلام مثقفة مثلك "؟!
-وما وجه الغرابة ؟!
-لأن الرياضة ليست حكرا على الرجال دون النساء، أم أنها حلال علينا ، حرام عليكن "؟!
-ولكن هذه الرياضة بالذات لا يمكن ممارستها في الصالات الرياضية
-هل شرطا أن تمارسي الرياضة في الصالات الرياضية ؟
-هل تعني أنك ستسمح لي بممارسة الرياضة في الهواء الطلق ؟
-لما لا ، طالما أنكِ تمارسينها بشكل محتشم ! سأسمح بأي شيء لا يتعارض مع الأخلاقيات العامة
-والعادات والتقاليد ؟
-إضربي بها عرض الحائط
-ولكن الكثيرون من الرجال ينظرون للمرأة بعين العادات والتقاليد لا بعين الشرع والدين .
-ليس العتب عليهم ، بل عليها !
-كيف ؟
-وصلت لأعلى المناصب ، ولا زالت تتقيد بآراء رجعية الدين نفسه يحاربها
-إنها في الغالب مغلوبة على أمرها
-وما فائدة ثقافتها إذن ؟
-إن تحررت قالوا لا ولي لها
-هُناك فرق بين أن تأخذ حقوقها الشرعية وحقوقها الإنسانية ، وبين أن تنسلخ من كل شيء ،
قلة من النساء اللاتي يسلكن الوسطية في حياتهن
-وما هي الوسطية بنظرك ؟
-ان تتبع الشرع بلا غلو ، وأن تواكب الحضارة بلا إنحراف .
-هل تظن أن مجتمعنا في مرحلة تغير ؟
-لا، لا أظن ، بل متأكد ، ولكن التغير ذاك يعتمد على مدى وعي أبناءه ، وعلى مدى وعي المرأة تحديدا
-إنتبه ، فأنت تعترف ، ضمنيا ، أن المرأة هي المحرك الرئيسي للمجتمع .
-ولما لا أعترف بذلك ؟
-سأذكرك بهذا مستقبلا .
-هههه ، بل أنا الذي سأذكرك !
******
خارج الإطار :
-لما تنسى المراة حقوقها ؟ وكيف ؟ وهل حقا هي المحرك الرئيسي في المجتمع؟
وكم من الرجال يعترفون بذلك ؟ وإن كانوا يعترفون بذلك ، فلما لا يتيحون لصوتها أن يصعد منصة الإصلاح والنصح والمشورة لهم ؟
ألم يقل عُمر بن الخطاب يوما ، اخطأ عُمر ، وأصابت إمراة ؟
ماذا ينقص مجتمعنا ليتحرر من العادات والتقاليد البالية ، والنظرة الدونية للمراة ؟
هل ينقصه الثقافة مثلا ؟
ماذا لو عرفنا أن أغلب المثقفين الرجال هم من يحاربون تحرر المراة من العادات والتقاليد ؟!
أعتقد انه ينقصنا شيئا آخر ينقصنا الوعي الديني الصحيح والنظرة الوسطية للحياة .
هناك 4 تعليقات:
صباح الخير أخت عُلا
هذا موضوع كبير.. حقوق المرأة مهضومة والله يعينها..
ولكن لتغيير الأفكار السلبية السائدة يجب كسر هذه الأفكار بجرأة. جرأة الرجل الحقيقي الواثق من خطواته و من زوجته التي تريد حقوقها المشروعة والتي هي ليست هبة من أحد.
الجرأة الغير ساذجة هي التي ستغير المفاهيم السلبية في اعتقادي..
والرياضة مهمة للمرأة أيضاً... تحياتي لك أخت عُلا
محفيف ،
صباحك إشراقة بإذنه ،
جميلة هي آرائك يا نحفيف .
(الرجل الواثق من خطواته)، أعجبتني العبارة يا محفيف.
والواثق من نفسه أيضا ، لأن الذي يثق في نفسه ، يغرس الثقة فيمن حوله.
ننتظر تغيرا في مجتمعنا على أيدي النخبة الواثقة من ابناءه .
تحية لفكرك أخي
لقد ذكرت إن أغلب المثقفين الرجال هم من يحاربون تحرر المراة من العادات والتقاليد
أتعرفين لماذا ؟
لانهم أصلا قيدوا أنفسهم بتلك العادات والتقاليد ، واقول لك ايضا وبشكل خطير ، هم لا يملكون الثقه لانهم وضعوا المرأة في حيز واحد : إنها للمتعه فقط ، ونسوا انها انسان مثلهم .
هذا رأيي قد اكون مخطئا فيه
سلام لفكرك يا مسرح الحياة .
رأيك عين الصواب ، ولست مُخطئا أبدا.
أكثر الرجال تعقدا وتقيدا بالعادات والتقاليد هم المثقفين ، وإن نادوا بغير ذلك ، إلا أن واقعهم كذلك .
الكثير منهم يتحرر من الدين ، و يتقيد بالعادات والتقاليد للأسف .
شكرا لرايك الصريح ومرورك العطر .
إرسال تعليق