حين باركتُ لإبنة أخي "غير الشقيق " إنجازهم المذهل الذي رفعوا به اسم السلطنة عاليا ، كانت إبتسامتها حزينة ، وكأنها تنعي الصمت الكبير الذي قوبل به إنجازهم !
صمت غير مبرر بالمرة ! أو ربما هي عادة عند الشعب العربي أن لا يلتفت لأي إنجاز علمي ، ولكنه يخرج عن بكرة أبيه إذا ما تعلق الأمر بكرة القدم "مثالا "!
شباب ينجزون إنجازا غير عاديا ، ويحصدون المركز "الثالث " من بين سبعة وتسعين جامعة عالمية ! في مجال "النفط والغاز! لم تسبقهم فيه سوى "أمريكا ، وبريطانيا ، وإصطف إسم سلطنتنا بعدهم ، بفضل تلك العقول الفتية ।
يأتون من أمريكا تسبقهم فرحتهم وحبهم لعمان ، يسكنهم الأمل في أن يجدو ولو تقديرا بسيطا يليق بإنجازهم ، ثُم.......
لا يجدون في إستقبالهم في المطار سوى "زملائهم !!!
نعم ،،، هي حرقة في القلب ، حين تجد الكاميرا ترافق اللاعبين والفنانيين ، وتنطفئ إضاءتها أمام طلاب العلم مهما كان إنجازهم !!
حرقة في القلب ، أن تجد الشعب العربي يقف عن بكرة أبيه تقديرا لفنانة ذات "فن " هابط ،ولا نجد أقل تقدير لمن يسعون لإثراء العقول ، ويقدمون الإنجازات العلمية !!
وأخيرا إليكم هذا الإيميل الذي بعثته لي ابنة أخي بعد أن كتبه زميل لها كان وهي وأربعة آخرون من زملائهم في الجامعة ، شاركوا في المسابقة العلمية تلك وحصدوا المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط والمركز الثالث على مستوى العالم ! ولكن...!!!
إقرءوا "حرقته " لتعلموا كم هو مؤلم إحساسهم .
حرقة في القلب
كثيرا ما كنت أتسائل لما الشواطئ العمانية مكتظة بلاعبي كرة القدم ؟؟ كثيرا ما كنت أتسائل لما الشوراع والملاهي ومناطق الخلاء مكتظه بجلسات الغناء والطرب ؟؟ الجواب هو تقديس الإعلام لكرة القدم وتقديس الإعلام لمسابقات الغناء والطرب حتى صار كل شاب يطمح بأن يكون لاعب كرة قدم أو مغني فالمجد كله مرتبط بخشبة مسرح أو مستطيل عشبي أخضر سرق من الشباب عقولهم حتى صاروا مثل العميان يشغل جل حديثهم وتفكرهم । أذكر يوما فوز المنتخب العماني بكأس الخليج الأمر الذي أخرج كل عماني من بيته فرحا وصارت الطبول تقرع حتى الفجر الصادق فرحا بأن المنتخب فاز على مستوى الخليج من بين ست دول ولأول مرة ,أذكر حفل الإستقبال الذي أقيم لهم في خليجي 18 أذكر بأن صورهم صارت نصبا تذكارية في كل زقاق وشارع ومبنى أذكر وأذكر وأذكر ......... أذكر كذلك وقفة الشعب العماني لإحدى المغنيات العمانيات ومؤازرتها من أجل الفوز بأهم لقب ذاك اللقب الذي سيرفع إقتصاد البلد وتقانتها عاليا ماذا عساني أقول فذكرياتي كثيرة। أنا لست ضد الرياضة أو هذا أو ذاك المجال أنا ضد تعظيم شئ والتستر على ما هو أهم منه ألا وهو البحث العلمي وإنجازات العلم। وها هو فريق جامعة السلطان قابوس يفوزبالمركز الأول في مسابقة علمية بمشروع بحثي على مستوى الشرق الأوسط ويعود لأرض الوطن وينزل الخبر في جريدتين ويموت الحدث بعدها وكأن شيئا لم يكن لم أقل على مستوى الخليج بل على الشرق الأوسط । وها هو نفس الفريق يعود إلى عمان الحبيبة حاصلا على المركز الثالث بنفس البحث عالميا من بين تسعين جامعة من مختلف أنحاء العالم معظمها من أروبا أمريكا ودعوني أخبركم عن الإستقبال كان المسقبلين عددهم لا يتجاوز العشرين شخصا معظمهم أصداقاء وزملاء والقلة منهم ثلاثة أو أربعه من الكادر الأكاديمي أما التلفزبون العماني فكان في سبات عميق حيث أن الإنجازات العلمية محذوفة من القائمة الجدير بالذكر وبطلب من أحد الإخوان وافقت إدارة الجامعة بأن ترسل أحد ممثليها لإستقبالنا مشكورين وما منهم قصور أما الورد الذي أعطينا إياه فكان من حساب مجموعة علوم الأرض التي أنا رئيسها । أما الإشادات فقد إكتفى رئيس الجامعة ولحد الآن بأن يرسل لنا من بريده الخاص رساله عرفان من سطر أو سطرين عموما مشكور يا رئيس وإشادات باقي المسؤلين والمهتمين بمجال البترول أبقوها في صدورهم فمركزهم العالي يمنعهم أن يشيدوا بالعلم । أقول هذا الكلام من منطلق الغيرة على بلدي الحبيبة عمان فكما هو معروف بالعلم ترقى الأمم وأنا لا أطلب تعظيمي أو تعظيم زملائي أنا أطلب تعظيم العلم ومنجزاته وأن يعطى العلم والإنجازات العلمية النصيب الأكبر في كل شئ ماليا وإعلاميا وغيرها فالحقيقة هي أن ما يميز كل دولة عن ما سواها هو الإهتمام بالعلم فبمقدار ما تهتم الدولة بالعلم كلما إرتقت في مراتب المجد وبتعظيم الإنجازات العلمية تتغير وجهات الشباب فستصبح متوجهه للعلم أكثر فأكثر وأقول هذا الكلام حتى أوصل رسالة لكل من بيده حيله لإصلاح هذا الوضع وأنا أقولها للجميع إذا استمر الوضع على ما هو عليه هيهات هيهات أن تستمر الإنجازات في المجال العلمي شئتم أم أبيتم
تحياتي عمر الريامي
دمتم محبين لعمان