وتظل ترددها بين كُل فاصلة حديث يدور بيننا .
أجاهدُ في إخفاء إبتسامتي ، ما إن أسمع الكلمة منها .
وبدوري ، اتكلم بلهجتها ، فتسألني "إنتِ عُمانية "؟!
فاجيبها :"جدا "
وترد :"انا بحب عُمان أوي بصراحة" ، وتردف :"بس إنتِ مش لايق عليكِ عُمانية خالص يا بنت"
وأجيب بلهجة ساخرة متغاضبة :"والله؟!
وتظل تثرثر ، عن عُمان ، وعن بلدها ، وتعقد مقارنة سريعة بين البلدين .
فأقطع عليها حديثها لأسألها :" إنتِ تعيشين مع مين في عُمان ؟
-مع خالتي .
-أين ؟
هُنا ، في السيب .
ربنا يعينكم ، الإيجارات غالية جدا عندنا .
وأتجرأ في السؤال :"بكم مستأجرين ؟
بمية ريال !!!
- - وأترك حاسوبي ، وأركن للدهشة للحظة ، وأدير الكرسي ناحيتها ، رافعة حاجبي في دهشة ، أُعيد السؤال عليها :" بكم ؟!!!
- وتعيدها :"بمية ريال .
- وأصمت للحظة في ذهول ، لأسألها مرة أخرى : " كم عدد الغرف في الشقة ؟
- -ثلاث غرف !
- -كم ؟! ثلاث غرف بمية ريال!!
- -آه ، ثلاث غرف وصالة ومطبخ ، ودورتين مياة !!
-وبمية ريال ؟!
-آه ، ماهية مأجراه من زمان .
- حظكم من السما بصراحة .
- الناس في عُمان طيبين أوي بصراحة يا عُلا .
-وتداخل معنا الحديث أُخرى ، مُضيفة :"أهل عُمان على نياتهم !!!
آها ، على نياتهم ، تمام عزيزتي .
وتستشف هي من لهجتي أن كلامها لم يعجبني .
-لتردف ، أقصد أنهم طيبين بزيادة .
-وألملم أطراف حنقي ، أدير الكرسي مُجددا ناحيتهن ،
- شوفي ، أنا بخبرك سر عن أهل عُمان : طيببون نعم ، لكنهم ابدا ليسوا على نياتهم ،
هم طيبون لأن الطيبة تعرف طريقها إليهم ، مسالمون ، لأن قلوبهم خالية من المكر ومن النفاق.
وأردف :"سأخبركِ عن نفسي كعُمانية ،
ولكن قبلها دعيني أسألك :" ما إنطباعكِ عني ؟
-طيوبة وعسولة .
- أشكرك ، ولكن ،هل أبدو على نياتي ؟
إنتِ؟! إنتِ داهية .
-كيف يعني ما فهمت ؟!
-ماحدش بيقدر عليكِ
-ألم تقولي قبل قليل أنني "طيوبة "؟
-أيوا ، بس داهية برضه .
-لستُ بداهية ، ولكن هُناك دوما سياسية تُتبع في تعاملنا مع الآخرين .
الطيبة تسكن العُمانين ، ولكن ليس معنى ذلك أنهم على نياتهم .
- أنا فاهمة يا عُلا
-
مضى الوقت سريعا ، وكان علي ترك الحوار ، لأن موعدي مع الطلاب قد بدأ ،
إبتسمتُ وحملتُ حقيبتي ومضيت .
تاركة خلفي دهشة غاضبة ، ولدت ذات ثرثرة صباحية ।