بعض الاحاديث تُصيبُك بالغثيان ، فهي لا تكف عن التلصص ومحاولة إسكتشاف عيوب الآخرين لتزيد نخرا فيها ولا تفتئ تحدث جليسها عن عيب فلان وسر علان ! ولا حكايات تروق لهم غير تلك ، ويظلون يرسلون دلوهم في جُب الظنون ، يوردون حبل الكلمات مُتدليا إلى أسفل سافلين ، في محاولة منهم لجلب أكبر قدر من الأسرار التي تُحاول أن ترقد في بطن الجُب بــ أمان !
تؤزك أحاديثهم أزا ، وتنخر في أُذنك أكاذيب طويلة ،
يقولون لك- وكأنهم يشفقون عليك-!!: أنت تجلس بعيدا عن الحدث ، لا تعرف أسرار الناس!!!
فتُجيب ونصف إبتسامة هازئة ترتسم على شفتيك ، تُحاول جاهدا أن تسترها : وما يهمني من أسرار الناس ؟! فوراء كل بيت حكاية ، وكل القلوب تسكن قصص ألم أو ضياع لا تنتهي .
فيمطون شفاههم ، ويلوكون ألسنتهم طويلا ، ويعلكون ما إستطاعوا من الكلمات ، قبل أن يلفظونها في وجوه جُلسائهم !!
لماذا قررتُ أن أكون بعيدة عن أي جليس ؟!
ولماذا أراني ألتزم الصمت حين وجودي بين جمع من البشر؟!
أسمعهم ولا أسمعهم ، حين يتقاذفون الكلمات ، ويتناوبون على نبش القبور !!
حتى الموتى لا يسلمون من أصحاب الريق الحامض جدا ! والذي إختمر بداخله كم هائل من الكلمات النتنة !
ما سر شغف الناس بالهمز واللمز والنميمة والفتنة والسطو بأعينهم على بيوت آمنة ؟!
بحق ، أجدني لا أستطيع فهم بعض العقول ، كيف تُفكر ؟!
حسنا ، ماذا لو كان كُل البشر هم في الحقيقة ، نفس واحدة ، تنسخ نفسها كل حين ؟!
أجدني أركن ناحية هذه المقولة التي إنولدت بداخلي على إثر تفكير عميق ، وأنا أتأمل البشر المتناثرون هُنا وهُناك ، المارون والواقفون ، الجالسون ، والنائمون ، وغيرهم .
ألا يحدث أنني أمر أحيانا على فتاة ، تقف في المكان الذي وقفتُ أنا فيه ذات مرة ؟!
ألا يحدث أن أشاهد أخ وأخته يتجولون في السوق ، فأتذكر أنني تجولتُ مع أخي في ذات المكان ، وبذات الطريقة ؟!
ألا يحدث أن تُخبرني جارتي حكاية بيت من البيوت ، أجدها توأم شديد الشبهة لحكاية بيتنا ؟!
إذن كل البشر متشابهون ، كلنا في الحقيقة ، نعيش نفس القصص ، ترصد كاميرا أعيننا نفس المشاهد، تتربص بنا نفس الهموم .
الفرق يأتي فقط ، من طريقتنا في التفكير .
كم تمنيتُ أن أغوص في عقول البشر ، لأعرف كيف يفكر كل واحد منهم !!!!!
بحق ، أجدني لا أستطيع فهم بعض العقول ، كيف تُفكر ؟!
حسنا ، ماذا لو كان كُل البشر هم في الحقيقة ، نفس واحدة ، تنسخ نفسها كل حين ؟!
أجدني أركن ناحية هذه المقولة التي إنولدت بداخلي على إثر تفكير عميق ، وأنا أتأمل البشر المتناثرون هُنا وهُناك ، المارون والواقفون ، الجالسون ، والنائمون ، وغيرهم .
ألا يحدث أنني أمر أحيانا على فتاة ، تقف في المكان الذي وقفتُ أنا فيه ذات مرة ؟!
ألا يحدث أن أشاهد أخ وأخته يتجولون في السوق ، فأتذكر أنني تجولتُ مع أخي في ذات المكان ، وبذات الطريقة ؟!
ألا يحدث أن تُخبرني جارتي حكاية بيت من البيوت ، أجدها توأم شديد الشبهة لحكاية بيتنا ؟!
إذن كل البشر متشابهون ، كلنا في الحقيقة ، نعيش نفس القصص ، ترصد كاميرا أعيننا نفس المشاهد، تتربص بنا نفس الهموم .
الفرق يأتي فقط ، من طريقتنا في التفكير .
كم تمنيتُ أن أغوص في عقول البشر ، لأعرف كيف يفكر كل واحد منهم !!!!!